ليال خوري لـ(الزمان): الأغنية العراقية تحقق انتشاراً

حوار‭: ‬كاظم‭ ‬بهية

في‭ ‬حديث‭ ‬خاص‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬الزمان،‭ ‬كشفت‭ ‬الفنانة‭ ‬اللبنانية‭ ‬ليال‭ ‬خوري‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬فيديو‭ ‬كليب‭ ‬جديد‭ ‬لأغنيتها‭ ‬باللهجة‭ ‬اللبنانية‭ ‬الشعبية،‭ ‬حمل‭ ‬عنوان‭ “‬قال‭ ‬بوبو‭ ‬قال‭”‬،‭ ‬التي‭ ‬جمعتها‭ ‬بالمطرب‭ ‬مالك‭ ‬مالك‭. ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬يحمل‭ ‬طابعاً‭ ‬درامياً‭ ‬رومانسياً،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬كلماتها‭ ‬وألحانها‭ ‬الخاصة‭.‬

وأكدت‭ ‬خوري‭ ‬أنها‭ ‬عرفت‭ ‬عشق‭ ‬الموسيقى‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة،‭ ‬ورافقها‭ ‬هذا‭ ‬الشغف‭ ‬حتى‭ ‬دخولها‭ ‬المدرسة،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬دعماً‭ ‬حقيقياً‭ ‬سوى‭ ‬من‭ ‬عائلتها،‭ ‬وقالت‭: “‬كان‭ ‬والدي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬اكتشف‭ ‬موهبتي،‭ ‬وأخذ‭ ‬بيدي،‭ ‬وأضاء‭ ‬طريقي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الرحب‭.”‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬بدأت‭ ‬تشق‭ ‬طريقها‭ ‬الفني‭ ‬تدريجياً،‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الاحتراف‭ ‬في‭ ‬الأغنية‭ ‬اللبنانية،‭ ‬وتخطّت‭ ‬حدود‭ ‬بلادها‭ ‬بإحياء‭ ‬حفلات‭ ‬فنية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تونس‭ ‬والعراق‭ ‬والإمارات‭ ‬وقطر‭ ‬والبحرين،‭ ‬مضيفة‭: “‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أحلم‭ ‬به‭ ‬وأتمناه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار‭ ‬الجميل‭.” ‬وحين‭ ‬سُئلت‭ ‬عن‭ ‬قدوتها‭ ‬الفنية،‭ ‬أجابت‭ ‬بأنها‭ ‬تتأثر‭ ‬بصوت‭ ‬شيرين‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬وصابر‭ ‬الرباعي،‭ ‬كما‭ ‬تستوقفها‭ ‬أصوات‭ ‬لبنانية‭ ‬مثل‭ ‬يارا‭ ‬وآدم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬راشد‭ ‬الماجد‭ ‬وماجد‭ ‬المهندس‭ ‬وبلقيس‭ ‬فتحي‭ ‬من‭ ‬الخليج‭.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بنظرتها‭ ‬إلى‭ ‬الشهرة‭ ‬عربياً،‭ ‬رأت‭ ‬خوري‭ ‬أن‭ ‬الشهرة‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحالي‭ ‬أمراً‭ ‬سهلاً،‭ ‬لكن‭ ‬التحدي‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬الاستمرارية،‭ ‬مضيفة‭: “‬أكيد‭ ‬أفكر‭ ‬بالانتشار‭ ‬عربياً،‭ ‬فذلك‭ ‬حلم‭ ‬كل‭ ‬فنان‭.”‬

‭ ‬ووصفت‭ ‬الأغنية‭ ‬العراقية‭ ‬بأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬مطلوبة‭ ‬ولها‭ ‬وقع‭ ‬جميل‭ ‬في‭ ‬الأذن‭ ‬العربية،‭ ‬قائلة‭: “‬معظم‭ ‬الأغاني‭ ‬العراقية‭ ‬الحديثة‭ ‬تحقّق‭ ‬نجاحاً‭ ‬واسعاً‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي،‭ ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬اللهجة‭ ‬العراقية‭ ‬لغة‭ ‬فنية‭ ‬محبّبة‭.”‬

أما‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬الأغنية‭ ‬اللبنانية‭ ‬اليوم،‭ ‬فرأت‭ ‬أنها‭ ‬تمرّ‭ ‬بحالة‭ ‬تأرجح،‭ ‬وقالت‭: “‬أحياناً‭ ‬نراها‭ ‬جميلة،‭ ‬وأحياناً‭ ‬أخرى‭ ‬هابطة‭. ‬الأمر‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يغنّيها،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الكلمات‭ ‬أو‭ ‬الألحان‭.”  ‬واختتمت‭ ‬ليال‭ ‬خوري‭ ‬الحوار‭ ‬بتمنياتها‭ ‬بأن‭ ‬يعمّ‭ ‬السلام‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬قائلة‭: “‬أمنيتي‭ ‬أن‭ ‬يحلّ‭ ‬السلام،‭ ‬وتسود‭ ‬المحبة‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭. ‬ويا‭ ‬رب‭ ‬التوفيق‭ ‬للجميع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.”‬

وتُظهر‭ ‬تجربة‭ ‬ليال‭ ‬خوري‭ ‬نموذجاً‭ ‬لفنانة‭ ‬تصنع‭ ‬حضورها‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬موهبتها‭ ‬الذاتية‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬المؤسساتي‭.‬

ويكشف‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬إدراك‭ ‬مبكر‭ ‬لمعنى‭ “‬الاستمرارية‭” ‬كمعيار‭ ‬للفنان‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬تزداد‭ ‬فيه‭ ‬المساحات‭ ‬الافتراضية‭ ‬وتقلّ‭ ‬فيها‭ ‬النوعية‭. ‬وتعكس‭ ‬إشادتها‭ ‬بالأغنية‭ ‬العراقية‭ ‬تحوّلاً‭ ‬لافتاً‭ ‬في‭ ‬الذائقة‭ ‬العربية‭ ‬نحو‭ ‬لهجات‭ ‬كانت‭ ‬تعتبر‭ ‬هامشية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭.‬

ويؤشر‭ ‬تنقلها‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬إلى‭ ‬صعود‭ ‬جيل‭ ‬فني‭ ‬عابر‭ ‬للحدود،‭ ‬يستثمر‭ ‬تنوع‭ ‬اللهجات‭ ‬لخلق‭ ‬شعبية‭ ‬أوسع‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬تمايزها‭ ‬بكلماتها‭ ‬وألحانها‭ ‬يعكس‭ ‬توجهاً‭ ‬نحو‭ “‬الفنان‭ ‬الشامل‭” ‬لا‭ ‬المؤدي‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬تصنع‭ ‬فيه‭ ‬الخصوصية‭ ‬الفرق‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬تُبرز‭ ‬ملاحظتها‭ ‬عن‭ ‬الأغنية‭ ‬اللبنانية‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬فقدان‭ ‬البوصلة‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬تجاريّة‭ ‬طاغية‭.‬

مشاركة