لوري الرقي
حينما كنا صغارا ونسكن في منطقة الكرخ وبالتحديد شارع الشيخ معروف الكرخي حيث توجد علوة المخضر الوحيدة والتي تستقبل ثمرة جهود الفلاح من فواكه وخضروات ليبيعها بثمن بخس لايحصل منه الا الجزء اليسير بعد ان يدفع اجرة السيارة ودلالية وارضية العلوة كانت تلك العلوة احد محطات اللهو لامثالنا وربما شراء بعض السلع القليلة والرخيصة من بعض الفلاحين المعدمين جدا حيث يفترش الارض ليبيع ما جلب معه من بامية او طماطم او خيار او غيره ولطالما شاهدنا وسمعنا ان فلاحا جلب سيارة لوري رقي او غيره وعند المزاد يلتف (ظلام النفس) عليه ويكسرون السعر حتى لا يصل لاجرة اللوري المتفق عليه بين الفلاح وصاحب اللوري ولايستفاد الفلاح اي شيء من لوري الرقي الذي شاف هو وعياله نجوم الضحى حتى نضج وحملوه في اللوري عندها يستغل الفلاح المسكين اي فرصة للهرب وترك اللوري المحمل بالرقي ليأخذ الناقل اجرة النقل وربما يتنازل عن بعض الاجور لعدم كفاية المبلغ الذي وصل له سعر البيع وهكذا لا يحصل الفلاح لا على السلة ولا العنب ولا حتى كم رقية يتهنى بيها هو وعياله من عرق جبينه , تذكرنا هاي السالفه بعد ما صابنا ضيم ذاك الفلاح في العهود الاخيرة وخاصة بعد 2003 فلم تكف المشاكل والازمات والماّسي التي حلت بنا في كل الاتجاهات حتى لحقونا اخواننا القائمين على الوضع الامني بمضايقات واساليب لم نعهدها من قبل ولم نسمع بها في دول اخرى فعلى سبيل المثال ان المكلف بأمن المنطقة يقوم بوضع الكتل الكونكريتية بالشكل الذي يحرم قطاع كبير من سكان المنطقة من الوصول الى مناطق التسوق او مدارس الاطفال والخدمات الاخرى الا بعد ان يقطع مسافة ما انزل الله بها من سلطان لمجرد ان السيد المسؤول اراد ذلك وعندما تطلب منه ان يفتح لك معبراً للسيارة يرد عليك هذه اوامر , وواحدة من الحالات توقفنا في مدخل الحي السكني فترة طويلة تحت اشعة الشمس المحرقة ولم نعد نطيق فارتجلت من السيارة بأتجاه الجندي وقلت له يرحم والديك مو احترقنا بالنار فأجاب (اسف حجي مو هذا صديقي صار زمان ما شايفه) وفتح السير يتساءل المواطنون الى متى هذه الاجراءات التعسفية هل اصبح سور الوطن وحبيب الشعب واجبه مضايقة الناس في حياتهم ياناس رجعونه الى ايام زمان منريد لا حرية ولا ديمقراطية اهي دعوة الى ان نترك بيوتنا وممتلكاتنا ونهاجر الى الديار الغريبة مثل الفلاح اللي كان يعوف لوري الرقي او سلة العنب ويهج بروحه العزيزة ؟؟
خالد العاني