الوزارة تعلن زيادة الطاقة والمخرّبون يطيحون بالأعمدة في البصرة
لهيب الغضب الشعبي ضد تردي الكهرباء يمتد من بغداد إلى المحافظات
بغداد – تمارا عبد الرزاق
المحافظات -مراسلو الزمان
رافقت على نحو غير مسبوق خلال الايام الاربعة الماضية موجة من الغضب على انقطاع الكهرباء واستشراء الفساد بأستمرار تظاهر المئات في أنحاء متفرقة من البلد. فقد تظاهر المئات من المواطنين في محافظة البصرة أمام مكتب المحافظ يطالبون بحل للوضع القائم فضلا عن امتداد المظاهرات إلى محافظة المثنى والتعهد بالبقاء في الشوارع حتى تحسين الخدمات. و تأتي التظاهرات بعد تجمع المئات في بغداد متهمين الحكومة بالفساد وانعدام الكفاءة وتكرار انقطاعات التيار. وفي كربلاء تظاهر المئات مطالبين بتحسين الطاقة الكهربائية في المحافظة والغاء قرار تخصيص 5 ملايين دينار لكل عضو في مجلس المحافظة. وقال المتظاهرون لـ(الزمان) امس ان (تخصيص مبلغ 5 ملايين دينار لكل عضو في مجلس المحافظة، مخالفة للقانون والدستور وليس من صلاحية المجلس اصدار مثل هذا القانون ولاسيما ان مثل هذه الاجراءات يجب ان تخضع للسلطة التشريعية). واضافوا ان (هذا التجمع خرج للمطالبة بتحسين الواقع الخدمي للمواطنين فيما يخص الطاقة الكهربائية التي ازدادت سوءا تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة فضلا عن ان المحافظة تسلمت مبلغ الجباية من المواطنين خلال الاعوام الماضية المقدر بنحو 25 مليار دينار وهذا المبلغ كثير يستطيع تحسين محطتي الخيرات والكمالية في المحافظة). واوضحوا ان (انقطاع التيار وبشكل مستمر اثر سلبا على المواطن وافقده الثقة بالحكومة). الى ذلك دعا الأمين العام لحركة اهل الحق قيس الخزعلي الى المحافظة على شعبية واستقلالية التظاهرات وعدم تسيسها، مؤكداً ضرورة أن (تبقى تظاهرات للشعب وليس للاحزاب. وقال الخزعلي في تصريح امس انه (يجب المحافظة على شعبية واستقلالية هذه التظاهرات وعدم تسيسها من قبل الاحزاب). مشددا على ضرورة أن تبقى مظاهرات الشعب وليس مظاهرات احزاب سياسية وعدم السماح لأي كان بتسييس المظاهرات حزبيا).واكد مستشار رئيس الجمهورية شروان الوائلي ان التظاهر حق طبيعي كفله الدستور لكل فئات الشعب, مطالباً الاستجابة الى مطالب المتظاهرين وحمايتهم من اي اعتداء. وقال الوائلي في بيان تلقته (الزمان) امس ان (التظاهرات حق طبيعي كفله الدستور لكل فئات الشعب للمطالبة بحقوقهم المشروعة وان حق الكهرباء والماء والتعيين والخدمات وغيرها هي حقوق مشروعة واجب الحكومة ان توفره للمواطنين) .
واضاف انه (من حق الشعب ان يتظاهر بناءا على الحاجة الملحة لتوفر الخدمات واولها الكهرباء. مطالباً (الاستجابة الى مطالب المتظاهرين وحمايتهم من اي اعتداء).من جانبها اعلنت وزارة الكهرباء عن ارتفاع معدل ساعات التجهيز بالطاقة الى 12 ألف ميغاواط، مؤكدة الحاجة الى 21 ألف ميغاواط. وقال المتحدث باسم وزير الكهرباء محمد فتحي في تصريح امس ان (ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية في بغداد والمحافظات ارتفعت الى 12 ألف ميغاواط والوزارة وكانت تنتج نحو 10 آلاف ونص ميغاواط). وأضاف أن (تجهيز المحطات بالوقود اضاف لنا 1500 ميغاواط وستكون هناك زيادة ملحوظة اذا استمر التجهيز بالوقود). مؤكداً (حاجة العراق الى 21 ألف ميغاواط).وقال الوزير قاسم الفهداوي في تصريح امس انه (منذ مباشرتنا قمنا بتقديم مواعيد لانجاز الكثير من المشاريع بدلاً من أن تكون نهاية العام الحالي وبداية العام المقبل تم انجازها في منتصف شهر حزيران الماضي ونهايته وبذلك توفرت لدينا طاقة كهربائية بحدود 2250 ميغا واطاً). وأضاف (كنا ننتظر الوقود وعندما وصلت دفعة طارئة من الوقود تم تشغيل بعض هذه الوحدات وتم ادخال 1500 ميغا واط الى الخدمة ولذلك ظهر تاثيرها على الشارع في بغداد والمحافظات الاخرى). مؤكدا (تأييده وتضامنه مع مطالب المتظاهرين الذين يشكون نقصا في الخدمات). مضيفا (لن نرضخ لمن يساوم على مصالحهم ومعاناتهم ولن نساوم للمفسدين وصانعي الفساد في العراق وكذلك لن نرضخ لدواعش السياسة في البلاد). مبيناً أن (بعض الكتل السياسية تتبنى هذه الحملة). واوضح الفهداوي أن (ازمة الطاقة في البلاد معقدة وطويلة وان وزارته قد ورثتها متهرئة ومتهالكة ويسعى للوصول الى ما يطمح اليه المواطن ولاسيما ان الوزارة حققت الكثير خلال الاشهر القصيرة). فيما أعلنت مديرية توزيع الطاقة في الجنوب عن قيام مجهولين باسقاط ثلاثة ابراج للطاقة الكهربائية بدافع زيادة ساعات تجهيز مناطقهم من خلال منع وصولها الى مناطق أخرى، مشيرا الى أن ملاكاتها أوشكت على إصلاح الأبراج الثلاثة. وقال مدير عام مديرية توزيع الكهرباء في الجنوب محمد عبد الأمير الحلفي في بيان امس ان (ثلاثة أبراج لنقل الطاقة الكهربائية تقع في قضاء المدينة تم اسقاطها وقطع أسلاكها باستخدام آليات إنشائية ثقيلة من قبل مخربين بذريعة التعبير عن سخطهم واحتجاجهم على عدم تجهيز مناطقهم بالتيار الكهربائي بشكل متواصل). مبيناً أن (العمل التخريبي تسبب بانقطاع الكهرباء عن العديد من مناطق القضاء). ولفت الحلفي الى أن (القوات الأمنية يجب أن تتعامل بمنتهى الشدة مع هؤلاء المخربين إذ من غير المعقول أن يتم تحطيم أبراج لنقل الطاقة من أجل حرمان مناطق معينة من التيار حتى تزداد اعات تجهيز مناطق أخرى). مضيفاً أن (المديرية باشرت بإصلاح الأبراج وتمكنت من معالجة بعض الأضرار بحيث أعيد تشغيل الخط بشكل جزئي وسوف يعود الى العمل بكامل قدرته عند أصلاح الأضرار المتبقية)
. على صعيد اخر قدم سائقو القطارات اعتذارهم لوزير النقل باقر جبر الزبيدي عما بدر منهم خلال تظاهرتهم، وقالت الوزارة في بيان امس إن (ممثلي سائقي الشركة العامة للسكك الحديد قدموا اعتذارهم الى الشعب ووزارة النقل ووزيرها عما بدر منهم من سلوك مخالف للقوانين المرعية في البلاد حيث ازعجت المواطنين واربكت اعمال مئات الالاف من ابناء بغداد وذلك خلال حضورهم جانباً من الاجتماع الطارئ الذي ترأسه الزبيدي وحضره الوكيل الاداري والمفتش العام ومدير عام الدائرة الادارية ومدير عام السكك وكالة ومعاون مدير عام القانونية واعضاء مجلس ادارة الشركة).