لم تبلغ الخمس – نص شعري- كاظم عبد الله العبودي
الى ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ورمزها الأول الزعيم عبد الكريم قاسم في يومها الخالد
قالوا، وياليت لم نسمع ولا قالوا
بعض من القول مثل السم قتال
حتام يأسر هذا الحزن قافية
ومعصم الحرف ما ملته اغلال
ما غيرتنا ولم نبدل ملامحها
سبعا وخمسين تشكو الحال أحوال
سبع وخمسون امسكن العقال ولم
يرجز بل احتار فيم القول (مهوال)
لم تبرق الشمس الا حين لاح لنا
قبل ازدحام السما بالغيم شلال
عن أي عيد سيشدو نايُنا طربا
ان غص من هلع بالناي موال
واي (تغريدة) للحب نرسلها
فيما يضيع صباح العيد (جوال)
وهل يغير سوى للخلف مستبق
اذا تعثر في المضمار خيال
وما تلفت تأريخ الى طلل
الا اذا صفعت جفنيه اطلال
لا الامس امس تطوف الذكريات به
واليوم انسين هول الامس اهوال
******
ايدلج اليوم ليل العرس (دجلتنا)
في عتبة الدار اعمام واخوال
وحين مد لها موج (الفرات) يدا
ليفتح الباب ادمى الكف مغتال
وخنجر صوب الاغراب طعنته
تغض طرفا وتخفي نصله الآل
ونحن تغرب شمس في مشارقنا
وبدرنا مشرق في خده خال
واستثقلتنا ولم تثقل بنادقنا
كتفا، ولا ضاق بالتسديد حمال
******
كانت رواحلنا والبيد غايتنا
وأول الطبع عند البدو ترحال
هانحن عدنا – ولو رغما- لخيمتنا
فهل تقر على الاوتاد امال
كأن (ذبيان) اذ يغزون ثانية
ردوا الى (عبس) ثأرا ومازالوا
او ان موءودة رحنا نهيل على
اهدابها ضحكت والرمل ينهال
حتى الربيع توارى خلف بسمته
ثلج الشتاء واعصار وزلزال
(تموز) كم رف ثغر الأرض من ظمأ
لكن دفقك قبل الغيث هطال
وليس (عشتار) في عينيك غير هوى
لموطن رمته للنجم يختال
والف ملتحف بالسحب كان له
من نبض قلبك مأوى حين ينثال
وكم مسحت على شعر فما شعرت
يتما وان اوحشتها الأسد – اشبال
لم تبلغ الخمس حتى خضبوك دما
فخضبت مفرقا بالدم أجيال
*******
تناسلت حقب منذ ارتحلت وقد
توارث الدار الوان واشكال
هذا يكر وبيت المال ساحته
وذا يفر ولم تثقله انفال
وذاك لطخ من كرسيه بدم
ساقا وحملها أشلاء من شالوا
وما ملــــكت سوى ما كنت تملكه
حتى رحلت، فلا اهل ولا مال
لكنما قلب كل الناس تسكنه
طوعا الا الان ما ملوا ولا مالوا



















