لمَ تظني قلباً
لمَ تظني قلباً بوصلكِ يرتجي
فليس لي سوى فؤاد واحد
ولقد هديتَهُ لكِ
فإن كان وصلُكِ لغيري تعشقي
فمن العيب أن تجعَلِ
من الوصل ما يظني مهجتي
إن كنْتُ أحببتُكِ
وكان قلبكِ لغيري قد وهبتهِ
فكفِ أذاكِ عني
فأنا بالعشقِ لستُ بغادرٍ
قد أتعبَ فؤادي شقوةَ حبُكِ
وأنا بين مصدقٍ ومكذبِ
جرى العمر وترهلَ الجسدُ
وكم خيرْتُ بما أشتهي
لكن شيمتي ليست حجرُ
فلا تقطعِ حبل أفكاري بمكركِ
فالمكر لا يجني سوى الضررِ
قد شكوتُ للناسِ همَ مهجتي
فقالوا بالفراقِ عليكَ أن تختمَ
تكفُّ أذى قلباً أصبحَ مشرداً
وتهجرُ حباً أمسى ريحٌ عاصف
وإن أردتَ عن الحبِ تعلمُ
فالحب لا يباعُ ولا يشترى
وسل بذاكَ من يعشِقُ
من آدم حتى الفناء الأكبرُ
فطوي قراطيساً كنتَ لها تكتبُ
واحرق أشعاراً كنتَ بها تتغزلُ
فالشعرُ لا يليقُ إلا لمنْ
كان بالحبِ صادقٌ مؤمنُ
فإن كنتَ بحبكَ صادقاً
فلقد حمّلتَ أوزار النصبِ
يضنيكَ ما دمتَ لهُ سترُ
وتفنى قبل موعد الأجل
فتلك رفاةُ العشاق لو نطقتْ
لشاب الطفل قبل الكهل
فالحب في الدنيا له سبب
يطري الفؤاد بما يرتجي
قد يكون لكَ سعادةً
أو قد يكون عليكَ سقمُ
سعدي النعيمي