كلام صريح
هذهِ ظهيرةُ مذبحهِ
فلا عجبَ أنْ ترى السماوات دون نجمها،
ومن عيون المارَّةِ،
تسيلُ جرار الدموع،
وعلى الرؤوس الحليقة من الذنوب،
تستريح شمس عاشوراء..
في أكفانهم البيض
رغوة دم عنيد،
والسيوف التي بأكفِّهم،
ناصعة التبيينْ..
ياديـَّان المحبَّةِ والشهامةِ والشهادة والتسبيح،
إغفرْ للثعالب ذيولها المبتلاة بالاحتيالْ،
وإغفرْ للذئاب أنيابها المتسوِّسةِ من لحم الفقراء،
إغفرْ للماء عسرته،
وللأرملةِ حسرتها الخائنة، ورغبتها السوداء،
وللأطفال هذا السخام،
الذي زيَّنَ براءتهم،
فهذهِ ظهيرةُ رقدتهِ،
التي بطشتْ بها،
سيوف المهانة والشماتة،
والخيانة والغدر؛
دَعْ اليمام الغاضري يُصلـِّي على جثَّتهِ بالتبريح،
فترابهُ الطهور لامسَ كل جبينٍ مشرقي،
وعمَّتهُ السوداء..
أُرجوحة الملائكة في الفردوس
مازالت أُختهُ المسبيَّة ترتِّقُ وحشتها؛
بأسمال الغريبْ،
وولده العليل تاج البكَّائين،
لم ينهضْ حتى هذه الدمعة،
من سجدتهِ،
تكاياهُ..لما تزلْ
مخبوءةً في أقبيةِ النفوس
وترتيل محبيهِ يزلزلُ في بيوت معتمة وأقبيةٍ وقبور..
من سواهُ صلـَّى بجماعته صلاة الخوف،
ومن سواهُ رمى بالدم الرضيع إلى خدِّ السماء،
فأمطرتْ مشكاة الغيب، جيوش ملائكة تحرسهُ،
صدورنا المدمَّاة بذكرهِ
وظهورنا المسلوخة من الحديد
ورؤوسنا الفائرة بدم أصيل،
تتوسَّلُ شفاعته..
هو الباذخ في الترتيل،
والعطشان في أرض السبيل،
هذهِ ظهيرةُ مذبحهِ،
وحليب التقوى الصافي
من أنفهِ الهاشمي يسيلُ ضياءً
إلى يومِ الدينْ.