لماذا الوالدة ؟
كان بيت عمتي قرب درانا وكنت حينها صغيرة وكانت والدتي صحفية تكتب في احدى صحف البلاد آنذاك وكانت لها زاوية في الصفحة الاخيرة للجريدة بعنوان (لماذا ؟) في وقتها كان زوج عمتي ملماً ومثقفاً ويقوم احياناً بمساعدة امي بجلب معلومات عن الشارع وعن دوائر الدولة من سلبيات و ملاحظات تفيد والدتي بمجالها لكتابة زاوية (لماذا ؟) وانا كنت حينها اذهب اليه كل يوم لجلب اي معلومات عن (لماذا ؟) وكنت لا اعرف معنى صحفي او ماذا تعني (لماذا ؟) كل معلوماتي ان الصحفي هو عبارة عن ورقة وقلم!.
في يوم من الايام قالت والدتي اذهبي الى عمو واجلبي (لماذا ؟) كان بالقرب من شارعنا (دكان صغير وصاحبه رجل سمين وعصبي احياناً مع الصغار فأنا ذهبت الى صاحب الدكان وقلت له (عمو عندك (لماذا ؟) بهت الرجل وهو ضخم وانا في وقتها اصل الى ركبته فقال ماذا؟ ، قلت له كلا (لماذا ؟) هز يديه ودفعني الى الوراء وقال لي (روحي منا لا اسويج لماذا ؟).
فعدت الى امي ابكي وقلت لها ان صاحب الدكان طردني لانه (لا يبيع لماذا ؟) فقالت (رحتي لأبو الدكان! قلت لها (اي ماما) ضحكت طويلاً وقالت قلت لك اذهبي الى عمك (محسن) قريبنا زوج عمتك وليس ابو الدكان، هذه الحادثة المسلية حين اتذكرها والمؤلمة في وقتها، اكتبها واهديها لك في عيدك يا سيدة قلبي وتاج رأسي والدتي وامي الحبيبة في عيدك اهديك معها باقة ورد حمراء واضعها على قبرك لتستمد عطرها من عطر ثراك يا قبلة صلاتي ان حبك في قلبي لا ينافسه احد وحدك سيدة قلبي لا شـريك لك.
وكل عام وكل امهات العالم بالف خير، اقف اجلالاً واكباراًَ لكل ام صنعت جيلاً مشرفاً يحتفى به ولك يا حبيبة الف قبلة وقبلة اطبعها على قبرك وكل يقين انك سترديها لي.
حذام قادر – بغداد
AZPPPL
