لماذا الإسلام ؟
محض إرادتي
في كل مكان من هذا العالم يولد يومياً المئات ، مختلفين بكل شيء حتى الدقيقة تلك التي تسبق و تلحق الولادة .
يتحتم على الطفل حينها أن ينشأ نشأة الأسرة فيكون بذلك على دين أبائه و أجداده .
حينما إستفقت من غيبوبة العادة ، وانا في الثامنة عشرة ، و كسرت النمطية و بدأت أفكر ! أسئلة كثيرة صدعت رأسي .
و تبين إنني لم إنطق الشهادتين عن حب و لم أفكر بالخالق كما يجب .
كل الذي عرفته عن الأسلام إن الله من الخطوط الحمر لا يصلح أن نسأل من أين جاء و كيف و لمَ ؟!
يجب أن نعبده كي لا يكون مصيرنا جهنم .
و كانت الكارثة حينما أخبرتنا معلمة الإسلامية بأن جميع أهل الكتاب مصيرهم النار و لا ينفعهم دينهم في شيء .
كنا نقلد فقط ، نصلي خوفاً و فرضاً لا طاعة تسبقها قناعة .
و نتبع اديان أبائنا ، حتى نولد ونموت و نحن نرث و نورث الاديان .
إذن لماذا الإسلام ؟!
الا يفترض بأن جميع الأديان من الله ، و تقربنا إليه .
لماذا يطلق عليّ مرتدة إن اخترت المسيحية او اليهودية ديناً ؟!
ألسنا نشبه كفار قريش و نحن نحمل الأديان من أبائنا الى أبنائنا بصورة تجارية تماماً كالأشياء الثمينة .
أولاً… .أيصح أن أكون بلا دين ؟!
أبداً هذا لم يكن حلاً ، الأنتماء مسألة عظيمة و الأيمان شيء جيد ، لماذا لا تكون لي قناعة خاصة ، دين أتحلى به بدلاً من أن أكتب بلا دين ، كأنني بلا إيمان .. إذن عبرت الخطوة الأولى قررت أن يكون لي ديناً .
إذن لماذا الإسلام ؟!
كان بحثاً طويلاً روحياً اكثر منه عملياً ، و نفسياً اكثر منه منطقياً ، كان بحثاً عميق كأنني اغرس شيئاً في نفسي بعد أن قلعت من روحي كل الذي إكتسبته بالوراثة .
أول ما عزز خياري قوله تعالى ( إن الديَّن عِندْ اللّه الإسْلام) وما زادني قوة إن الإسلام أول ديانات البشرية ، فكل نبي كان مسلم، أي مُسلم ْ بأمر وطاعة الله تعالى ، حتى جاء خاتم الرسل محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم ) فتم الدين على يدّيه وبنزول القرأن الكريم.. لم يكن عمر الإسلام 1400 عام كما تذكر الكتب الدراسية !
و لم يذكر الله تعالى في كتابهِ بأن مصير أهل الكتاب جهنم !
موجة أخرى كانت تناقض أهل الدين ، حينما شاع الإلحاد و إنتقاد الأديان و بالخصوص الإسلام .. إنتشرت أسئلة كثيرة !
الأسلام دين يحث على القتل ،الإسلام يقلل من شأن المرأة ، المسلمين يَقتلون الأبرياء بأسم الله !
لا نخفي إن قلنا إن بعض العقول لم تتحمل هذه التناقضات ، حتى خارت قواها النفسية و أعلنت إلحادها والحمد الله.
وفئات كانت صم بكم لا تخوض في جدالات ليس لها فيها فائدة .
أما أنا و لليوم فأنني أعلن بأن أكبر عدد من المسلمين شوهوا تفاصيل هذا الدين بطريقة او بأخرى .
حتى صار بسببهم مرتبطاً بمسمى الإرهاب .
و هو دين السلام و الإنسانية .
و لم يأمر الله بأقامة الحد و القتل على الزاني و المشرك و شارب الخمر إلا إن كان يثير الفتنة في المجتمع .
دين كالإسلام لم يرض للإنسان بالفضيحة و كان يعلن بأن الله لا يغلق ابواب مغفرتهِ في وجوه التائبين .
الإسلام أمر بحفظ خصوصية الإنسان كما لم يحفظها المسلمين .
الإسلام أمر بالتعاون و المحبة و السلام و الرقي و إعمار الأرض وطاعة الله .
و ناقض قول الإسلام الكثير من المسلمين . وصلهم الإسلام بنصف حقيقة فأصبحوا و الحمد الله نصف مسلمين او متأسلمين .
ها أنا أقطع نصف الطريق …
و يبقى موضوع المرأة الذي لا تبرد ناره في العصر الحديث .
لمَ الحجاب ؟! لمَاذا نصف ميراث ؟ الرجال قوامون على النساء !
يذكر إن في المسيحية تمنع المرأة من دخول الكنيسة و هذا أصل ما ذكر في الكتاب المقدس و ما حاربته الكنيسة والجميع .
و يذكر في اليهودية تمنع المرأة من لمس الكتاب المقدس ذلك لإنها ليست على طهاره .فتولد المرأة اليهودية وتموت وهي تلقن دينها .
أما في الإسلام فالمرأة المسلمة لها حق في كل ما ذكر أعلاه .
واما عن الميراث ، فأن لها نصفه حلالاً لا يشترك فيه أحد ذلك لأنها ليست مسؤولة من أحد كما الرجل .
و أما عن الحجاب فأنه جاء تكريماً للبشر لا للمرأة على وجه الخصوص
إذ إن حجاب المرأة شاملاً أكثر من حجاب الرجل .
و إن المقولة الشائعة التي تقول بأن المرأة ترتدي الحجاب كي لا ثير الرجل هذه مقولة خاطئة عيناً .
و إنما ترتدي الحجاب بعد قناعة شخصية بأنها لا تسمح بأي مخلوق بالنظر إلى مفاتنها بأي نظرة مهما فسرت سيئة كانت ام جيدة .
إذن لماذا الإسلام ؟
لإن لا بديل… لأن الإنسانية التي كنت أبحث عنها دوماً في وجوه الغرب وجدتها أقرب إليّ من أي شيء أخر .
إنها في نفسي ، أن أحمل ديناً يحترمني كمرأة و يقدسني كأم و يكرمني كمعلمة و يحث على العدل بيني و بين الرجل ، و العدل ليس بالضرورة أن يعني المساواة .
أن أحمل ديناً يمثل الإنسانية و ينادي بالسلام و يدعو للحياة و يأمر بطاعة إله قوي غفور رحيم .
هذا بالذات ما يرغمني على اعتناق الإسلام .
بمحض إرادتي …
دون كتب مدرسية تحمل نصف دين ودون اغلب رجالات الدين انفسهم .
و دون الجميع ، و مورثات الجميع .
إن التقليد الأعمى لا يخلق منا سوى نسخ عن ماضي بشر قد رحلوا و نحن نكمل طريقهم بحلة جديدة .
الله يريدنا كما نحن ، جميع الديانات مقدسة .
التفاوت في التقوى ، و البشر على أية حال ماضون إليه وحده لا شريك له
فكل نفسٍ بما عملت رهينة .
يبقى الدين ، شعور ، معاملة ، حياة ، إستقرار ، طاعة للخالق و إنسانية
الأديان لم تفرقنا يوماً نحن من صنع كل هذه الإختلافات .
ميقات المعموري – كربلاء