للمعلم أستاذي كل الود
ونحن نعيش زمن الدعاره السياسية والسقوط الأخلاقي وموت الضمير وتداعيات إنهيار المجتمع خلف تبعات الحكام الفاسدين الّذين لا يجرون خلفهم غير الدمار و الخراب إلا أن التحدي الذي عُرف به العراقيون نستطيع أن نستمد العون منه لنخطي الخطى ونواصل في مشوار الحياة ..
قد يتبادر لذهن القارئ أني بصدد كتابة موضوع سياسي ألا أن موضوعي بعيداً كل البعد عن السياسة ألا إنها أصبحت زادنا اليومي لأنها خلفت مرارة في النفس وغصة في الحلق لذا لا نستطيع أن نبتعد عنها مهما تجاهلناها تفرض حضورها اليومي في حياتنا وتعرقل سير عملنا ولكن مع كل هذا نجد أشعاع الضياء يأتي دائماً مهما بالغت الظلمة بفرض حضورها … وهذا الضياء يأتي من وجود الطيبين و الخيرين والذين يعملون من اجل أن يبقى العراق شامخاً بنخيلة طيباً بأرضة وأهله ومن هؤلاء الذين يَعّلون البناء شخوص لعلهم لا يحبون الظهور ولا يحبون المراكز الرفيعة و يتصارعون عليها أنما هم يعملون بصمت يحفرون في الصخر الأصم قلب ينبض بالحياة لينهض المجتمع .
ومع أطلالة شهر آذار وأحتفال الهيئات التعليمية بيوم المعلم أخترناه يوماً لنلتقي فيه مع أحد الشخصيات التربوية . .
فعندما أقف لأستجمع شتات أفكاري عن موقف قد أثر فيَّ أو شخص ألتقيته وحملت في فكري الكثير من الصور الجميلة له لا يسعني إلا إن إذكره هذا الرجل الذي قضى سبعة وثلاثون عاما يعمل في مجال التربية عرفتهُ من خلال والدي فهو يعمل في نفس المجال التربوي واليوم أنا وكل زملائي وزميلاتي في المهنة الشريفة السامية فهو أنسان صاحب رسالة ومبدأ وحين تقترب منه تلمس أنسانيتة في التصرف والموقف وأتخاذ القرار الحاسم يحترم كل من يقصده من المراجعين ويستمع لمشاكلهم ويسعى لأيجاد حلول لها رجل هاديء الطبع حاد الذكاء كل هذا يجتمع في شخص الأستاذ (خليل حميد لطيف الجاف)والذي يشغل منصب معاون مديرعام مديرية تربية بغداد الكرخ الأولى . وحين سألته عن طبيعة عمله والقلم لا يبارح يده و لا يكف عن العمل ونظارته متدليه على أنفه قائلاً : أكثرما يؤرقني ويشغل تفكيري الأبنية .. المدرسية أن هذه هي من أهم المشاكل و المعوقات التي تواجهنا في عملنا وتعاملنا مع المدارس والعاملين فيها وقد طرحتها في كل أجتماع وندوة وفي كل لقاء مع مسؤول وأعددت دراسة كاملة عنها وعن معالجتها وتشمل بين طياتها الكثير من المقترحات والمعالجات لتخطي الأزمة وسأنشرها قريباً في مجلة نون والقلم التابعة لوزارة التربية.
وأسترسل في الحديث عن زياراتة الميدانية للمدارس ومتابعة سير العمل فيها ولقاءاته مع الهيئات الأدارية و الأستماع لمشاكلهم ومناقشتها وأبداء التوجيهات لتذليل الصعاب التي تواجههم ويحضر دائماً الأحتفالات والكرنفالات و المعارض المدرسية والرياضية ويتابع النشاطات والمهرجانات وأفتتاح المدارس. حتى لو تطلب هذا الأمر منيه الأستمرار في الدوام حتى ساعات متأخرة من المساء. أن مهنتنا لا تخلو من المصاعب الكثيرة فهي في مواجهة مستمرة مع المواطنيين الذين لهم علاقة بشكل أو آخر بالتعليم ..
فقلت له إلا تتعب : أجابني : أسعد وأرقى و أحلى اللحظات والساعات هي التي أقضيها في خدمة الناس …
وكلمة أخيرة كي لا أطيل اللقاء وأخذ من وقتك الكثير ماذا تتمنى ؟ قال : وهل لي أمنية إلا إن أرى التعليم يتنفس العافية في بلدي ويصل لما وصلت إليه الدول المتقدمة علمياً …
هذا نموذج للعراقي الأصيل .. المواطن الذي همهُ إن ينهض بالتعليم وبالتالي الوطن الذي يستحق إن نكاتف الجهود لنعلي البناء فيه وصرح العلم والتعليم .
فيا أستاذي في عيدك .. لك منا كل الود ..
حذام اسماعيل العبادي – بغداد
AZPPPL