لكي لا تكون الإنتخابات نكتة

لكي لا تكون الإنتخابات نكتة
فاتح عبدالسلام
يفوز الرئيس الحالي بشار الأسد ليصبح الرئيس المنتخب الجديد .
الانتخابات إرضاء لحسابات السلطة وهذا من واجباتها العملية أن تحمي نفسها من الزوال ولكن هل ينفع الحال في سوريا أن يأتي الرئيس الجديد القديم من دون أن تنطفيء نار الحرب ، ليس من خلال صب مزيد من البراميل المتفجرة على حلب ودرعا ولكن من خلال التوقف عند نقطة محددة آن أوانها بعد مائتي ألف قتيل ليقول الجميع أن هذا الخراب والخسائر البشرية والاجتماعية الهائلة أفضل من أن تصبح مضاعفة ثلاث أو أربع مرات .
الحرب كرة ثلج متدحرجة ولا يمكن أن تتوقف عن رقم معين للقتلى واليتامي والجرحى ، إنها فم عملاق مفتوح يبتلع أي شيء من دون تمحيص.
من يتحدث عن زمن جديد ولا يريد أن يكون كلامه نكتة تبكينا وتضحكنا في آن واحد عليه أن يفكر كيف يوقف النزيف بأي ثمن ، فليس ثمة ثمن أكبر مما يدفعه السوريون من دمائهم في اليوم آلاف المرات، وما أرخص التنازلات السياسية مهما بدت في أعين أصحابها ضخمة ومكلفة، لأنها لا تعدل قطرة دم أو صرخة طفل أو قهر ثكلى. من لا يعرف كيف يدفع هذا الثمن لا ينتمي الى الشعب الذي يريد أن يحكمه.
الإنتخابات ليست الوصفة التي تعيد الحياة لبلد فقد حياته الطبيعية لأسباب داخلية وخارجية ليس مكان بحثها هنا.الانتخابات وسيلة تسير بوساطتها العلاجات الأساسية لإقامة الحياة الحرة الكريمة.
لكن إذا كان هناك مَن يصر على ان الانتخابات هي طريق النجاة فليأتنا ببرهان مبين من الأعمال التي تشعر بها الأرملة واليتيم والمعتقل والجريح وأرواح الذين قضوا فوق التراب السوري الطاهر .
بالقوة لا تحسم الأمور مهما كانت قوة كبيرة وإلا كانت القوات الأمريكية قد حسمت الأمر في العراق ولم تحوله من حكم ديكتاتوري سياسي الى دكتاتوري ثيوقراطي، وليس من دولة مستقلة تتطلع الى نافذة من أجل الالتحاق بالعالم من أوسع أبوابه الى شبه دولة تابعة تسير تحت الجناح الايراني المظلم .
رئيس التحرير 

لندن

مشاركة