لقاء مع الرئيس جمال عبد الناصر
دبي – محسن حسين
من ذكرياتي عن الرئيس جمال عبد الناصر انني زرت مصر في عهده 9 مرات بين عامي 1960 و1970 والتقيت به شخصيا 3 مرات كان ابرزها وبطلب منه عام 1964 في مؤتمر القمة العربي الاول. كان ذلك اللقاء له علاقة بعيد ميلاده الذي يصادف 15 كانون الثاني من عام 1918.
كنت ومازلت مولعا بالتواريخ والارقام اعتقادا مني ان التواريخ والارقام جزء مهم من ادوات الصحفي في عمله ولهذا فقد كنت اعرف يوم عيد ميلاد عبد الناصر.
كنت احضر كصحفي ممثلا لوكالة الانباء العراقية (واع) ضمن الوفد المرافق للرئيس عبد السلام عارف الى مؤتمر القمة العربي الأول الذي عقد في القاهرة في 14 كانون الثاني عام 1964. ومن الصدف أن برنامج القمة كان يتضمن حفل عشاء يقيمه الوفد العراقي برئاسة الرئيس عبد السلام عارف يوم 15 كانون الثاني ولذلك أسرعت أليه أبلغه بتاريخ ميلاد عبد الناصر في ذلك اليوم مقترحاً أعداد مفاجأة له في الحفل وبعد اخذ ورد وتردد من أن لا يكون ذلك التاريخ صحيحاً تمت الموافقة واعدت كيكة للمناسبة. وبينما كان الملوك والرؤساء العرب يتناولون العشاء فوجئوا بكيكة كبيرة يحملها بعض الخدم يتقدمهم (موظف التشريفات في رئاسة الجمهورية العراقية عدنان صبري مراد) وكان موقفا لا ينسى إذ تأثر عبد الناصر كثيراً بالمفاجأة وأستفسر من عبد السلام عارف عمن اخبره بعيد الميلاد ولما اخبره باسمي طلب من الرئيس عارف ان اقابله.
صدف جميلة
وفي اليوم التالي حضر الرئيس عبد الناصر الى السفارة العراقية فقدمني الرئيس عارف له فصافحني بحرارة وشكرني ومن الصدف الجميلة أن هذا اللقاء قد سجل بصورة فوتوغرافية اعتز بها تجمعني مع عبد الناصر وهو يصافحني بحضور الرئيس عارف.
و بعد ذلك التاريخ أتيح لي أن أقابل الرئيس عبد الناصر عدة مرات خلال زياراتي للقاهرة في مهام صحفية لحين وفاته يوم 28 ايلول عام 1970 وهو في الثانية والخمسين من العمر قضى منها 18 عاما في قيادة مصر والامة العربية.
لكن للاسف الشديد انني نقلت الى القاهرة مديرا لمكتب واع بعد وفاة عبد الناصر بعامين حيث عملت لمدة 4 سنوات.
وبالمناسبة فان العديد من الناس ينتقدون عبد الناصر دون تقدير لضخامة المؤامرات التي كانت تحاك ضده. لقد قدم عبد الناصر كل ما يستطيع من اجل هدف توحيد الامة العربية ورفع مكانتها بين الامم وهو ما لم يحققه حاكم عربي اخر في التاريخ الحديث.