لقاء السيد مقتدى مع الشرقية نيوز.. قراءة تحليلية في المشروع الإصلاحي للصدر – مقالات – جاسم محمد هايس الحبچي

jasm

 لقاء السيد مقتدى مع الشرقية نيوز..  قراءة تحليلية في المشروع الإصلاحي للصدر – مقالات – جاسم محمد هايس الحبچي

يعد السيد مقتدى الصدر من الشخصيات المهمة جدا والفاعلة في عراق مابعد صدام حسين حيث اصبح بعد عام 2003 يقود تيارا شعبيا واسعا من الجماهير التي كانت مقلدة او محبة او معجبة بوالده الشهيد محمد صادق الصدر وقد حتم ذلك عليه تحديات جديدة في ظل وجود قوى محتلة كبرى ودول اقليمية طامعة في العراق الخارج من ركام الدكتاتورية . لذلك فقد كان التحدي كبيرا جدا ومتنوعاً ومتعدداً . وبعد مسيرة ثلاثة عشر عاما من سقوط النظام الدكتاتوري وجد العراقيون انفسهم يحلمون بسراب الامن والديمقراطية والرفاه الاجتماعي والاستقرار السياسي . ووجدوا انفسهم امام تحديات كبرى داخلية وخارجية وطريق مسدود يريدون الخروج منه . فكان السيد مقتدى الصدر مبادرا لقيادة تظاهرات جماهيرية تطالب بالاصلاح . وبعد جولة من الاحتجاجات مقابل مجموعة من الوعود الحكومية الكاذبة هاهو السيد مقتدى الصدر والجماهير المنتفضة تقف على مفترق طرق مع الحكومة التي تتظاهر بالاصلاح . وياتي لقاء السيد مقتدى الصدر مع قناة الشرقية نيوز في وقت حساس ومصيري بالنسبة للجميع داخل العراق وخارجة لان يرسم خارطة اولية لمجريات الامور السياسية وما الت اليه العلاقة بين المواطن المطالب بحقوقه وبين الحكومة المتخندقة في المنطقة الخضراء . لذلك من المهم جدا قراءة وتحليل هذا اللقاء والاستفادة من دروسه وعبره ومعطياته من قبل كافة الاطراف . وتحليل وبناء المواقف المستقبلية في ضوئه لاسيما ان السيد مقتدى الصدر والمتظاهرين اصبحوا يمثلون قوة فاعلة لها اثرها الملموس في المشهد السياسي الحالي ومستقبل العراق .

محاولات اغتيال

اكد السيد مقتدى الصدر وجود محاولات اغتيال لشخصه اكثر من مرة وفي مكان تواجدة او سكناة في منطقة الحنانة في النجف ووصول الامر الى هذه المرحلة هو تطور خطر على الساحه السياسية العراقية فمن قام بعذا العمل يدرك جيدا تداعياته على الساحة السياسية فيما لو حدث ذلك لاسامح الله فالكل يعرف مكانة ال الصدر الدينية والسياسية والتيار الواسع الذي يتبعهم وان اي عمل متهور كهذا سيقود الى كارثة حقيقية اذا ماعلمنا ان التيار الصدري تيار جماهير واسع يشمل كافة الفئات والمكونات . وهذا معناه ايضا ان السيد الصدر اصبح يمثل تهديدا حقيقيا للجهات التي بيتت لاغتياله وبما ان مشروع السيد الاساسي هو الاصلاح فان من يقف وراء المحاولات الفاشلة للاغتيال هو بالضرورة متضرر من الحركة الاصلاحية التي يقودها السيد مقتدى . وبالتالي كان لزاما على الحكومة ان تضع في حسبانها خططا امنية جديدة لحماية شخصيات فاعلة مثل شخصية السيد مقتدى الصدر لتجنيب العراق فتنه لاتبقي ولا تذر فيما لو حدث ذلك لاسامح الله كما وجب على الكادر الامني الخاص بحماية السيد الصدر تطوير الحس الامني والادواتي لدية في ضوء المعطيات الامنية الجديدة التي تواجة هذه الشخصية المهمة التي اصبحت بما لايقبل الشك مستهدفة لاكثر من جهة .

الموقف الامريكي

للولايات المتحدة الامريكية دور اساسي في العراق بعد اسقاط نظام صدام حســـين عام 2003  بوصفها صاحبة  المشروع والعراب الاول لاسقاط النظام السابق ولازالت تحتفظ بدور فاعل واساسي من القوى التي تحكم العراق من خلال علاقات دبلوماسية وامنية وعسكرية واتفاقات استراتيجية موقعة بين واشنطن وبغداد اضافة الى وجودها كجزء من لعبة توازن القوى في العراق والمنطقة وقضايا امنية عالمية اخرى تخص لعبة القوى في الشرق الاوسط والعراق في المقابل كان السيد مقتدى الصدر احد اللاعبين الاساسيين في العراق واحد اهم المعارضين للوجود الامريكي في العراق ودخل في مقاومة وصراع مع المحتل الامريكي في العراق لذلك فهما على طرفي نقيض وبالتالي فمن حق السيد مقتدى ان يطالب واشنطن بعدم التدخل بالشان العراقي فهمو يدرك ان الامريكان وحلفائهم سيتدخلون لحماية مصالحهم في المنطقة وسيفشلون اية محاولة للاصلاح في العراق لذلك كان موقف السيد الصدر واضحا حين طلب من امريكا وباقي السفارات عدم التدخل بقضية الاصلاح التي يقودها هو وقد اكد السيد الصدر ان امريكا التزمت بالحياد اثناء التظاهرات الا انه اشار الى انها تحرشت بنا من خلال ارسالها لطائرة فوق خيمة الاعتصام اثناء التظاهرات واكد السيد انه سيرد بطرقه الخاصه على هذا التحرش في الوقت الذي يراه مناسبا.

الموقف الايراني

تعد ايران لاعباً مهماً اخر في العراق والمنطقة لاسباب كثيرة منها دينية وسياسية وعسكرية واعلامية لذلك كان يتوجب على كل من يؤدي دورا في العراق ان يحدد موقفه منها وعليها ايضا ان تحدد موقفها منه وقد اشار السيد الصدر بوضوح الى موقفها حين اكد ان قاسم سليماني اخبره بانه ليس حزيناً او فرحاً تجاه هذه التظاهرات وهذا معناه كما اشار السيد الصدر الى ان ايران التزمت الحياد تجاه التظاهرات كما فعلت امريكا فهي ليست ضد التظاهرات كما ليست معها وهو موقف جيد بحسب راي الصدر اي انهما لم يتدخلا وهو ما كان طالب به السيد الصدر كما اشار السيد الصدر ان موقفه متذبب وغير مستقر مع ايران . وانه يعاملها كما يعامل باقي دول الجوار .

موقف الفاسدين

اشارالسيد الصدر الى ان هناك الكثير من الفاسدين يتمنون زواله وهذا شئ طبيعي وخطر في نفس الوقت فالكل يتحدث عن الفساد في الحكومة بما فيها الحكومة نفسها ومعناه وكما اكدت الكثير من المنظمات العالمية بل كما اكد الكثير من السياسيين ان الفساد في الدولة مستفحل ومتجذر وميئوس منه وهذا معناه ان الفاسدين كثيرون في الدولة واذا ما عرفنا ان هولاء الفاسدين يجلسون على موارد الدولة الضخمة فان المعركة معهم ليست سهلة او قصيرة وانها ليست تظاهرات او اصلاحات فقط بل انها معركة مصيرية يقودها شعب اعزل الا من الايمان بالله وقدرته على التغيير لذلك فان استهداف السيد الصدر او تمني زواله من الساحه السياسيه سيصبح في المستقبل القريب احد اهم اهداف الفاسدين وهذا معناه ان المتظاهرين تنتظرهم اياما صعبة وشرسه تحتاج صبر وتضحيات ضخمه .

منع الدكتاتورية

شدد السيد الصدر خلال لقاءه ان احد اهدافة هو منع الدكتاتور للوصول للحكم وهي ظاهرة غريبة برزت للساحة بعد سقوط الدكتاتورية عام 2003 حيث برز الى الساحة من يحكم باسم الديمقراطية ولايطبقها ومن يتمسك بالكرسي الى حد تدمير العراق وهي ظاهرة خطرة حاربها السيد الصدر بقوة وكافح من اجلها لذلك اصبحت قضية مهمة في سلم الاصلاحات التي ينادي السيد الصدر والجماهير المتظاهرة لانعا اصبحت تشكل خطرا داهما على العراق وشعبة ومستقبله السياسي لهذا اكد عليها السيد الصدر بوضوح وقوة واوضح اثارها وخطورتها لانها كانت ولاتزال ظاهرة خطيرة مميتة وتحاول التسلل الى الحياة السياسية بشتى الطرق والاساليب في وقت كانت هي احد اهم اسباب المآسي التي يمر العراق بعد سقوط الدكتاتور الاول . واكد السيد الصدر انه حاول سابقا منع تجديد الولاية الثانية الا ان الرئيس جلال طالباني افشل محاولاته بسبب مخاوف لم يبينها .وقد اكد السيد الصدر بان اصحاب الولاية الثالثة لن يستطيعوا العودة مادام التيار الصدري موجودا وهو تاكيد على منع عودة الدكتاتورية والفساد للحكم والتزام اخلاقي واضح من قبل السيد الصدر .وفيما يتصل بالولاية الثالثة ايضا اوضح السيد بان العبادي سمى المالكي بالقائد الضرورة واكد ان التعامل معه يعتبر خيانة وبالتالي ضرورة ان يعرف العبادي هذه الحقيقة.

فرصة للاصلاحات :

فيما يخص العلاقة مع الحكومة بخصوص الاصلاحات اكد السيد الصدر انه اعطى للحكومة الحالية فرصاً للاصلاحات الا انها زادت سوءا وهذا معناه ان الحكومة اخذت فرصتها من حيث الوقت لاجراء الاصلاحات التي يطالب الشعب ويطالب بها السيد الصدر وان الحكومة ليست لديها الحجة بعد الان على المطالبين بالاصلاح من حيث الوقت فلا يمكن ان يستمر نزف الدم العراقي بسبب الفساد الحكومي ولايمكن ان يضيع مستــقبل الشعب العراقي وثرواته وتزهق الارواح من اجل مجموعه من الفاسدين المتربعين على سدة الحكم والمتحصنين امنيا ويبقى الشعب يذبح في الطرقات .

الاعتداء على النواب

اشار السيد الصدر الى عدم موافقة على الاعتداءات التي حصلت من بعض اللمتظاهرين على النواب اثناء دخولهم للمنطقة الخضراء والبرلمان العراقي في التظاهرات السابقة وهو موقف غالبا مااكده السيد الصدر وهو سلمية التظاهرات وفي الوقت نفسه اشار السيد الصدر انه يحبذ اتباع السلوك الحضاري في مثل هذا الحالات وهو رمي هولاء النواب في حاويات النفايات في اشارة الى الطريقة نفسها التي جرت لبعض المسوولين والوزراء الفاسدين من الدول الاخرى مثل اوكرانيا حين قام بعض المتظاهرين برمي المسوولين والوزراء الفاسدين في حاويات القمامة .

الموقف من البرلمان

اكد السيد مقتدى الصدر انه لاتوجد مؤسسة تشريعية او برلمان وقلناها ( شلع قلع ) ، ومعناها ان هذا البرلمان موجود شكلاً ومعطلة او فاسدة واقعاً لم تقدم شيئاً للعراقيين فقد عطلت مئات القوانين منذ عام 2003 وكانت مصدرا للفرقة والتناحر وتقسيم العراقيين ونهب اموالهم واهدار الدم العراقي بسبب سياسة المحاصصة السياسية وهدر الاموال وسرقة المال العام لذلك اصبح وجودها وعدمه شئ او بالاحرى عدم وجودها او استبدالها احد عوامل الخلاص من الموت اليومي للعراقيين العارية صدورهم امام المفخخات والموت الجماعي الذي يواجههم كل يوم بسبب فساد المؤسسة التشريعية التي انحسب فسادها على المؤسسة التنفيذية والقضائية واجهزت على امال العراقيين في مستقبل آمن لذلك فان القرار الاخير الذي توصل اليه السيد الصدر هو القرا الذي يطالب به اغلبية الجماهير المنتفضة ضد الفساد وهو الشلع قلع بالنسبة لما يسمى بالبرلمان العراقي او المؤسسة التشريعية البائسة الفاشلة .

الانتخابات

تعد الانتخابات في العراق هي الحد الفاصل بعد كل دورة برلمانية او مجالس المحافظات لذلك فهي من تاتي بمن يحكم العراق منذ عام 2003 وحتى الان وقد عول العراقيون عليها كثيرا الا انها خيبت آمالهم فقد بقي مجموعة من الاشخاص يتداولون هذه السلطة منذ سقوط الدكتاتور السابق ولحد الان كما سيطر حزب بعينه على رئاسة الوزراء لمدة 12عاما وهذا مؤشر خطير على مدى جدية الديمقراطية والانتخابات في تداول السلطة وقد اثير الكثير من اللغط حول قانون الانتخابات ومفوضية الانتخابات وحول عمليات تزوير وشراء ذمم وصعود اشخاص ليسوا مؤهلين لهذا المناصب ولم شيئاً للعراقيين لذلك جاء الرد واضحا من قبل السيد مقتدى الصدر الذي اكد عدم شرعية هذه الانتخابات في مضمونها الحقيقي وانها عبارة عن عملية ترهيب وترغيب ومعنى ذلك ان الشعب لايعبر عن ارادته الحقيقيه وان النتخابات غير مشروعه وغير ديمقراطية وغير قانونية لذلك فان السيد الصدر اوضح رأية فيها وكان واضحا وجاء وصفه دقيقا لها .

دول الجوار

تعد العلاقات مع دول الجوار من القضايا المهمة والخطرة التي اثرت بشكل سلبي على مجرى الحياة في العراق وكان لها اثار مدمرة على الشعب العراقي بسبب التدخلات المستمرة لهذه الدول لذلك يتعبر اثارة مثل هكذا موضوع مهم جدا مع السيد مقتدى الصدر الذي حاول منذ السقوط ولحد الان قيادة تيارا وطنيا عراقيا خالصا بعيد عن التدخلات الخارجية وتاثيرات دول الجوار وقد اكد السيد الصدر ان جميع هذه الدول وبشتى انتماءاتها ومسمياتها هي دول صديقة ما لم تتدخل سلبا في الشان العراقي وهي اشارة واضحة الى هذه الدول بعدم التدخل في الشان العراقي الان ومستقبلا ضمانا لاستمرار عملية الاصلاح وبيانا لموقف السيد الذي يتبنى عملية الاصلاح في العراق .

السفارات

اكد السيد الصدر خلال لقائه القناة على ضرورة احترام السفارات والبعثات الموجودة في العراق باعتبار ان بعضها موجود ضمن المجال الجغرافي للتظاهرات وهو المنطقة الخضراء كما ان هنالك هتافات تم ترديدها اثناء التظاهرات ضد سفارات او دول بعينها مما يعطي انطباع بان النظاهرات موجهة او مسيسة وهذا يخرج التظاهرات من طابعها الوطني ومطالبها بالاصلاح الى قضايا سياسية خارجة عن قضية الاصلاح وبالتالي يؤثر سلبا على مطالب الجماهير والسيد الصدر بالاصلاح الامر الذي ممكن ان تستغله جهات لخدمة مصالحها لتستمر في فسادها وتحبط مشروع الصلاح الوطني لذلك نبه السيد الصدر بضرورة احترام السفارات وفي الوقت نفسة طالب هذه السفارات بعدم التدخل بقضية الاصلاح او التظاهرات لانها قضية وطنية خالصة .

مستقبل التظاهرات

ابدى الكثير من العراقيين قلقاً من امكانية استمرار التظاهرات ومستقبل من تظاهر من بطش الحكومة بسبب الاجراءات التعسفية التي اتخذتها الحكومة ضد المتظاهرين من جهه وبسبب تاجيل التظاهرات من قبل السيد الصدر اثناء فترة شهر رمضان من جهة اخرى لاسيما ان الحكومة كانت تراهن على انتهاء التظاهرات وتراجع زخمها الا السيد الصدر وبعد قيام بعض المتظاهرين باغلاق مقرات الاحزاب هو الذي دعاه الى تاجيل التظاهرات اثناء شهر رمضان واكد ان زخم التظاهرات سيزداد وان قضية دخول المنطقة الخضراء اصبحت سهلة جدا وان هنالك مفاجات جديدة ستظهر في الايام المقبلة وهي دعوة للتظاهر واشاعه الامل في نفوس المتظاهرين بان الاصلاح ليس بعيد اذا ما اراد الشعب ذلك ورسالة للحكومة لاصلاح نفسها بالسرعة الممكنه .

مشروع مستقبلي

كشف السيد الصدر ان ضمن مشروعه في الاصلاح هو محاولة ضمان ان تذهب اصوات العراقيين الى جهة غير طائفية حتى يضمن مصلحة واصوات العراقيين من خلال ذهاب هذه الاصوات لمصلحة المواطن العراقي وعدم استغلال صوته لمجر الوصول للكراسي والمصالح الخاصة التي تسترت بغطاء الطائفية والدين وضيعت الانسان العراقي بشتى طوائفه واديانه وقومياته في الصراع على الكراسي وتسييس الدين .

مشاركة