لا يستطيعون إلى ذلك سبيلاً
فاتح عبدالسلام
لا يستطيعون وقف أحدث موجة تهجير تصيب أقدم عشيرة عربية في البصرة والناصرية.
لا يستطيعون تعديل الدستور أو مراجعته أو إلغاءه أو تبديله كما يحصل في مصر خلال شهور قليلة مثلاً.
لا يستطيعون وقف التفجيرات اليومية التي أصبحت العنوان العراقي الذي لا يعني أحداً سوى أهالي الضحايا.
لا يستطيعون أن يحدّوا من الفساد والصفقات المشبوهة التي تنخر اقتصاد العراق وتفرش أرضية الإرهاب بالورود.
لا يستطيعون أنْ يكوّنوا جيشاً وطنياً غير مخترق خالياً من الانحياز الطائفي والرتَب الدَّمج.
لا يستطيعون أن يديموا العلاقات الصحيحة المطمئنة مع أية دولة عربية باستثناء الدولة التي تحتاج النفط العراقي.
لا يستطيعون أن يعلنوا نتائج لجنة تحقيقية واحدة من بين آلاف اللجان التي تشكلت في خلال عقد من الزمان للكشف عن مرتكبي الاغتيالات لاسيما في الداخلية والدفاع.
لا يستطيعون أن يصلحوا العملية السياسية أو يبدلوها بعملية وطنية حقيقية خارج الغرف المظلمة والعُقَد التاريخية المستعصية.
لا يستطيعون أن يفكروا أو حتى يحلموا من دون أن تشاركهم في ذلك إيران.
لا يستطيعون أن يلبوا مطلباً واحداً من مطالب المعتصمين الذين حمّلوهم زوراً وبهتاناً درجة الإرهابيين لأنهم قالوا لا للظلم.
لا يستطيعون إلاّ أن تكون لأي منهم قدمان متأرجحتان؛ قدم على أرض العراق وأخرى خارجه.
لا يستطيعون الاعتراف بالفشل أو الاعتراف بالحقيقة في أقل تقدير.
لا يستطيعون الخروج من ثوب الصفقات المظلمة السريّة المسعّرة بالدولار الى فضاء الوطنية العراقية البسيطة السمحة.
لا يستطيعون أن يتحملوا نقداً بالهمس أو اللمز أو اللفت أو التلميح.. ويحسبون كلّ صيحة عليهم.
لا يستطيعون أن يودعوا أموالهم وثرواتهم في داخل العراق.
لا يستطيعون الخروج من المنطقة الخضراء الى المنطقة الحمراء .. بقية العراق.
لا يستطيعون التنازل عن السيارات المصفّحة.
لا يستطيعون سوى عقد مؤتمر أو لقاء يحمل شعاراً جديداً ليس فيه خط شروع ويفتقد ضمانات تنفيذ القرارات وتغيب عنه المكاشفة بالماضي وجرد حساب الحاضر.
لا يستطيعون إلاّ أن يكونوا مجرد أنفسهم التي لا يزال لا يعرفها كل العراقيين.
AZP20