لا نريدهم ولن نسمحلهم بالعودة
مثنى الطبقجلي
الاستراليون اكثر امم الارض بحثا عن ادوار هامشية لهم في القضايا المأساوية المحيطة بالعراق ، ولهذا الغرض استبقوا غيرهم من وزراء الحرب وجاء وزيرهم للدفاع ديفيد جونستن زائرا بغداد لكي يشرك فوجا من قوات بلاده في معارك تحرير الارض في الموصل والانبار وكركوك..لكنه فوجئ بجواب عكر عليه احلام بلاده في ان تلعب نفس الدور الطفيلي الذي لعبته في حرب التحالف الدولي على العـــراق عام 2003 ..؟ وفي موقف ليس جديد عليه..رفض الدكتور حيدر جواد العبادي رئيس وزراء العراق والقائد العام للقوات المسلحة ، وفي اقل من اسبوع الكثير من الدعوات الامريكية والفرنسية لارسال قوات برية الى العراق لقتال داعش واكمل عليها امس وزير الدفاع الاسترالي الزائر لبغداد بطلبه المشاركة في الحشد الدولي الجوي ، بقوات برية كانت استراليا اعلنت مؤخرا انها سترسلها الى احدى دول الخليج العربي لكي تكون على اهبة الاستعداد للتدخل حينما يطلب منها ذلك..
حسناَ فعل العبادي بتاكيده اليوم وللمرة الثالثة رفضه لاي تدخل عسكري في العراق ، تحت مبررات قتال تنظيم الدولة الاسلامية داعش ..لكن بيانا لمكتب العبادي استدرك قائلا ان لقاء القائد العام مع الوزير الاسترالي جونستن تطرق الى اوجه التعاون المشترك في مواجهة خطر عصابات داعش بشكل خاص والجهود المبذولة دوليا لمكافحة الارهاب وتاثيره على العراق والمنطقة والعالم..مؤكدا ان العراق يمتلك القدرات البشرية على تحرير الارض على حد قول البيان..؟
العبادي وعلى عكس توجهات الرئيس الايراني حسن روحاني المحرضة على التدخل الامريكي في العراق والتي خرجت مظاهرات كبيرة في بغداد تشجبه، رفض رفضا قاطعا في مقابلتين صحفيتين اجرتهما معه الاسبوع الماضي في بغداد كل من وكالتي الصحافة الفرنسية والاسوشيتدبرس الاخباريتين نداءات لارسال قوات برية الى العراق وقال عنها بالحرف الواحد: إنها “ليست ضرورية.. “بل إننا لا نريدهم، ولن نسمح لهم بالعودة”.. العبادي الذي اخفق لمرتين في اختيار الوزراء الامنيين وبينهم وزير الدفاع ، حرك قواته دون انتظار ان تلتقي الارادات السياسية المتهالكة على هذه المناصب السيادية في صراعاتها الهزيلة ، لاستعادة الارض تحت غطاء جوي فرنسي امريكي غاب فيه دور القاصفات العراقية ، لعدم وجود طيارين عراقيين في الخدمة ..!!وعدم وجود نظم سيطرة جوية مشتركة ترسم الخطط وتحدد المهام والاحداثيات ..لئلا تصطدم المنظومات القتالية الجوية ببعضها وبخاصة من الجانب العراقي الذي يفتقر الى اجهزة السيطرة الجوية الفاعلة والقدرات البشرية..
قائد طيران الجيش الفريق الِركن حامد عطية المالكي اكتفى بارسال سمتياته لقصف المناطق التي تتمركز فيها داعش بين السكان في الفلوجة والعلم والضلوعية وغيرها ، ومحدثا دمارا شاملا بين الجانبين وموقعا خسائر فادحة في صفوف المدنيين دون رحمة وانسانية ،من الذين تتخذ منهم داعش دروعا بشرية.. هجمات الفريق المالكي اقلقت الراي العام العراقي والعالمي واثارت موجة من الانتقادات والادانات والسخط الشعبي ، ما ادى الى ان يصدر العبادي امرا بوقف القاء البراميل المتفجرة في المناطق التي تتداخل فيها داعش مع السكان.. وقد احدث قراره هذا ارتياحا
لكن على ما يبدو ان هناك من يعرقل الامر بالضد منه..؟ والفاعل ليس مجهولا..!!
في بغداد واربيل وواشنطن وباريس وانقرة ..كل المشرات تشير الى ان استعدادات الحشد الدولي الجوي تقترب شيئا فشيئا من اسلوب انطلاق الموجات المغيرة من الطائرات القاصفة والتي ستشمل سوريا ايضا لتدمير المراكز الخلفية لمعسكرات داعش وعتادها واسلحتها الثقيلة التي سرقتها من العراق ، وان ذلك الدور سيتعاظم بلاشك بعدما استعادت تركيا وعيها وعادت تقدم خدمة قواعدها العسكرية بصمت لحلف الناتو …
وفيما .تجري التحركات العسكرية على قدم وساق وجناح طائرة ، فان الامور ستتبلور نتيجتها حتما حينما يقف الرئيس الامريكي باراك اوباما امام الامم المتحدة ليراس وفد بلاده ، مطالبا المجتمع الدولي بتفويض اعلان الحرب الشاملة على داعش في العراق وسوريا وكل مكان ،لكي يسحب البساط من تحت اقدام روسيا المعارضة لاي قصف جوي للاراضي السورية ..التي انطلق منها عدوان داعش على العراق في العاشر من حزيران وما تزال امتداداته وتداعياته مستمرة..
{ كاتب مستقل من العراق