لاتكونوا كداعش
اقف مذهولا و حزينا كلما شعرت بانني اعيش في مجتمع يعج بالقتلة و المجانين و السفهاء ،و”’ و ان لم يقتلوا!
قام مجموعة من الاصدقاء بنشر المنشورات المؤيدة لحرق الابرياء من اهل الفلوجة بدم بارد و دون اي تفكير بالعواقب الانسانية و الاخلاقية لذلك الفعل ، بروح مدمرة كالعادة!! ، ولم يكتفوا بهذا ، بل اتهم بعضهم ان من يداعي حقوق الانسان ومن يطالب بحق الابرياء في الحياة بالعمالة و الخيانة ،، بل و قام بعضهم (للاسف الشديد ) بنشر تلك الموضوعات ممزوجة باشعار الفخر الشديد و الوطنية الشديدة ، بتصورهم ان مافعلوه هو واجب وطني ودفاع ضد الاعداء ونصرة للعراق و نصرة للمذهب !
ومما اثار الدهشة اكثر ان اغلبهم لا يعون عواقب و نتائج ما يكتبون في تأجيج الروح الطائفية و الفاشية و العصبية الكامنة في نفوس العراقيين بعد معاناتهم الطويلة مع القتل على اسس الاختلافات في المذاهب و القوميات و الافكار و على اسس القمع الفكري و المذهبي و الانساني ايضا، مما يؤدي ذلك الى ظهور تصعيدات قد تكون مدمرة في تأثيرها السلبي على تالف العراقيين مع بعضهم البعض في الاونة الاخيرة (و لله الحمد) .
الحقيقة اني لا اغضب من صديق قام بنشر هذه الفكرة “المدمرة” او تلك ، قدر ما اتألم عليهم وعلى عقولهم ومستقبلهم وطريقة تفكيرهم ، فهم ضحايا فكر اقصائي و ثقافة كراهية تفشت في عقول وقلوب ابناء المجتمع الواحد ولو ،،، عللوا كراهيتهم باسباب قومية و عسكرية و وطنية ، ان تلك الحجج لاتزيد الا الطين بلة وتجعل الاعذار اقبح من الافعال !
ان من اهم اسباب تلك الكراهية نشوئنا بوسط ثقافة (التصنيفات الاحادية للبشر)
اذ اننا لانرى الانسان الا في انتمائه السياسي و الديني و المذهبي و القومي و الفكري ،، حيث تكون النظرة الاولى ذات الحكم المسبق هي السائدة دائما و ابدا مهما رأيناه محيدا عنها لكنه يظل وفق تصورنا ،، ابنا لها
الحق يقال انه لمبدأ مدمر ذلك الذي يصنفنا الى الات متحجرة وثابتة الافكار والتوجهات و الاخلاق ،،، اذ ان الانسان (اي انسان) له جانب في شخصيته يختلف عن انسان اخر ولو كان اخاه ونشأوا في نفس المجتمع و البيئة والدربونة و البيت الواحد،
فيظل لكل انسان قدرة على التغيير و التفكير ،،، طالما كان قادرا على الحياة و طالما كان قادرا على التغيير وتغيير افكاره ووجهة نظره في هذا الامر او ذاك ،، و لهذا قلنا مسبقا ان التصنيف الاحادي و الثابت للبشر هو خاطىء وسبب رئيسي في نشوء (الطابع الاقصاءي الكاره لكل مختلف) فينا .. السؤال هو ! هل يعطيهم هذا الحق في نشر تلك المنشورات السخيفة و الكريهة و المحرضة ؟ طبعا لا الحقيقة ان ايا من حججهم السخيفة التي يقدمونها لا تستطيع ان تغطي ذلك الجانب الكريه من شخصياتهم وثقافة الكره و القتل و الدم و الفاشية التي نشأوا عليها اذ ان من السخافة التحجج بان كل الساكنين في تلك المناطق هم ارهابيون و قتلة ،،، او هم من المساندين والداعمين لهم !!
تذكروا ان هناك طفلا وشيخا وامرأة لاذنب لهم سوى ان لهم ابا او اخا او شيخا قد منعهم من الخروج لاسباب تخصه ! تخصه فقط !!
أذنبهم انهم خلقوا في ذلك المكان وعاشوا في تلك الظروف وعايشوا تلك الافكار !!
اتعلم يا عزيزي ان كل واحد منهم له القدرة العقلية و النفسية الكاملة على التغيير؟! يتغيرون اذا ما اتيحت لهم الحياة بفضل العقلاء منكم ان ينشأوا في ظل ظروف افضل تتيح لهم بدء حياة جديدة لمستقبل اخر يكون اشبه بولادة جديدة لكل واحد منهم والسبب في ذلك ،،، هو قولكم لا لتلك الافكار ، اولم يقل الله (لاتزر وازرة وزر اخرى) ؟؟ الا تخجل من النظر الى المرآة بعد تاييدك للمبدأ الفاشي الداعشي نفسه في ابادة الابرياء لاجل غاية اسمى في نظرك؟ الم تسمع بالحكمة التي تقول ان (شرف الغاية من شرف الوسيلة!)
مافرقك عن المجرمين الا بالفعل؟ وما فرقك عن الدواعش الا بالانتماء!! اعانهم الله واعاننا على امراضنا ومجتمعنا و افكارنا الهدامة التي نشأنا عليها .
الف تحية لكل المقاتلين الشجعان من ابناء الجيش والحشد
وان لهم نصر قريب باذن الله
تمام عدنان حسين