لاتجلعوا شبابنا يشعرون بالعار – عبدالهادي البابي
اليوم …هناك نوع من الهشاشة الخطيرة لإنتماء الأجيال العراقية الحالية لبلدها ووطنها بسبب إستمرار الوضع السيء على كافة المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية ..وكأننا نمر في بداية إنسلاخ تاريخي رهيب بين هذا الجيل ووطنه العراق !
إن ماقام به السياسييون الفاشلون خلال السنوات الأخيرة من تخريب وتفكيك للمجتمع العراقي يفوق ماجرى على العراق من إحتلال وغزو مّر عليه منذ ألف سنة ..فهم قد طوعوا كل شيء – بغباء – من أجل تفكيك البلد وتهديم تراثه وتحطيم كل مرتكزاته الوطنية ..مما جعل هذا الجيل الذي أبتلي بهم أن ينفر ويتضايق من عراقيته وإنتمائه لبلده العراق ..!
أنها قضية تخص وطن عمره 7 آلاف سنة ..وهو مهدد اليوم بكل كيانه ووجوده ووحدته بسبب تصرفات هؤلاء وإرتجالاتهم ومراهقاتهم السياسية..!
فعلى الشرفاء من العراقيين أن يعملوا – قادة ومربين ومفكرين وعلماء وإعلاميين وكتّاب ومثقفين – على أن يعيدوا الثقة لإبناء بلدهم ويجعلوا منهم يشعرون بالفخر بإنتمائهم كونهم عراقيين وأنهم ينتمون إلى وطنهم العراق العظيم الذي لازال واقفاً على قدميه رغم كثرة الزلازل والأهوال والمحن التي تعصف به كل يوم .. فليس من الصحيح أن يظلوا ينشرون فقط كلمات الإحباط والهوان والذل والدعوة على التمرد والعصيان ..بل عليهم أن يختاروا نماذج الخير والفداء التي تقدم للوطن اليوم أرواحها وشبابها ووجودها في مواجهة ومكافحة خطر وباء كورونا أو في جبهات الحرب ضد الإرهاب الذي لازال يستبيح الكثير من مناطقنا وأراضينا حتى وإن كانوا هؤلاء المضحين قلّة فينشروا عنهم ويفتخروا بهم …..حتى تتعزز الثقة في نفوس الشباب وتعود إليهم غريزة حب الوطن والتضحية من أجله وأن لايتركوا هذا الجيل يشعر بالأمتعاض والخزي والعار من إنــتمائهم لبــــلدهم العراق العزيز ..!!