مشاعر متباينة للجزائريين قبل مواجهة ألمانيا
كوستاريكا واليونان يتصارعان على أكبر إنجازاتهما بكأس العالم
{ مدن – وكالات – لم يراهن أحد على أن يكون منتخب مثل اليونان أو كوستاريكا قادرا على الوصول إلى دور الثمانية لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2014 المقامة حاليا بالبرازيل.
ولم يسبق لأي منتخب من الفريقين أن بلغ دور الثمانية للبطولة، ما يعني أنه أيا ما كانت نتيجة لقائهما اليوم الأحد على ملعب (أرينا بيرنامبوكو) بمدينة ريسيفي البرازيلية، لن يكون هناك خاسر، بل إنجازات لم تتكرر من قبل، وربما يصعب أن تقع مجددا
ويكفي منتخب كوستاريكا أنه تصدر مجموعة الموت الرابعة، التي كانت تضم إلى جواره ثلاثة منتخبات فازت جميعا بكأس العالم، حيث توجت به فيما بينها سبع مرات، دون أن يخسر أمام أي منها.
واستهلت كوستاريكا رحلتها بالفوز على أوروغواي، رابع مونديال جنوب أفريقيا 2010 ، بثلاثة أهداف لواحد قبل أن تكرر بطولتها أمام إيطاليا بهدف، وأخيرا تعادلت في مباراة تحصيل حاصل دون أهداف أمام إنكلترا.
دفعت تلك النتائج مهاجم الفريق بريان رويز، صاحب هدف الفوز على إيطاليا، إلى أن يصرح عقب الفوز على (الأزوري) قائلا “لقد هزمنا الموت”.
ويعتمد الكولومبي خورخي لويس بينتو المدير الفني للفريق على مجموعة متماسكة من اللاعبين تضم كيلور نافاس حارس ليفانتي الإسباني المرشح للانتقال إلى فريق أكبر عقب البطولة، والمدافعين أوسكار دوارتي ومايكل أومانيا، ولاعب الوسط سيلسو بورخيس فضلا عن نجمي الهجوم رويز وجويل كامبل.
ويقول دوارتي عن المواجهة المرتقبة “علينا أن نواصل التركيز. لديهم (اليونان) خط دفاع قوي. لقد تميزنا بالهدوء حتى الآن وعلينا أن نبقى كذلك”. وكانت كوستاريكا قد ودعت المونديال من الدور الأول في نسختي ألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010 ، لكنها الآن عادلت أفضل إنجازاتها عندما بلغت الدور الثاني في مشاركتها الأولى بإيطاليا عام 1990 ، لكنها خسرت حينها أمام تشيكوسلوفاكيا السابقة 4-1.
في المقابل، أعلن البرتغالي فرناندو سانتوس قبل البطولة أنه سيرحل عن تدريب اليونان عقب كأس العالم، لذا فهو يبدو ساعيا لترك هدية لجماهير المنتخب الذي فاجأ العالم بالتتويج بطلا لأوربا عام 2004 بالفوز على البرتغال صاحبة الأرض مرتين، لكنه لم يكن قد نجح في كأس العالم.
وتأهلت اليونان للدور الثاني في الوقت بدل الضائع، بعد أن خسرت في البداية أمام كولومبيا بثلاثية نظيفة، لكنها عادت وتعادلت أمام اليابان سلبيا رغم خوض 52 دقيقة من وقت اللقاء بعشرة لاعبين، وتغلبت على كوت ديفوار في الوقت بدل الضائع 2-1 بفضل ركلة جزاء لجورجوس ساماراس.
وتأهل أحفاد الإغريق بأربع نقاط في وصافة المجموعة الثالثة خلف كولومبيا، ليلاقي الفريق كوستاريكا في أول لقاء يجمع بينهما.
وفي مشاركته الثالثة في كأس العالم، بلغ منتخب اليونان دور الستة عشر للمرة الأولى، لكنه لا يزال يتطلع للمزيد.
ويعتمد سانتوس على عدد من اللاعبين المخضرمين أبرزهم القائد جورجوس كاراجونيس وكوستاس كاتسورانيس، الذي سيعود بعد طرده أمام اليابان، والمهاجم ديميتريس سالبينجيديس.
وقال سانتوس قبل مواجهة كوستاريكا “إذا ما أردنا أن نواصل كتابة التاريخ، علينا أن نلعب كما فعلنا في المباراتين الأخيرتين. كوستاريكا منافس قوي كما يعرف الجميع”.
الخوف والثقة
امتزجت مشاعر الجزائريين بين الخوف والقدرة على مواجهة التحدي، عندما يواجه منتخبهم العملاق الألماني الاثنين المقبل، في دور الستة عشر بنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة بالبرازيل.
وكانت الجزائر تغلبت على ألمانيا الغربية 2-1، في أول ظهور لها بمونديال إسبانيا 1982.
وخرجت الجزائر حينها من الدور الأول رغم تحقيقها لانتصارين (المانيا وتشيلي) وخسارة واحدة من النمسا. وندد الجزائريون بما أسموه الفضيحة بعد تفاهم ألمانيا والنمسا على ترتيب نتيجة المباراة لصالح الألمان ليصعد المنتخبان معا إلى الدور الثاني.
ومنذ ذلك الحين، أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إقامة مباريات الجولة الأخيرة من دور المجموعات في توقيت واحد.
وقال علي فرقاني قائد المنتخب الجزائري في مونديال إسبانيا، إن المنتخب الألماني غالبا ما يجد صعوبة في تجاوز منتخبات شمال إفريقيا، مذكرا بالتعادل السلبي أمام تونس في دور المجموعات بنهائيات كأس العالم 1978 بالأرجنتين، وبالفوز الصعب للماكينات على المغرب 1-0، في الدور الثاني بمونديال 1987 بالمكسيك.
وأوضح فرقاني، أن الجزائر سبق وهزمت ألمانيا في مباراة ودية في ستينيات القرن الماضي بالجزائر قبل أن تحرز فوزاً تاريخيا على العملاق الألماني في مونديال إسبانيا.
ونوه فرقاني، أن المواجهة القادمة ستكون فرصة للجزائريين لمواجهة التحدي وتحقيق فوز جديد على منتخب ألمانيا الذي أكد أنه يشارك في المونديال للفوز باللقب وليس الاكتفاء بلعب الأدوار الثانوية. من جهته، اعترف مصطفى دحلب، أحد نجوم ” الخضر” في مونديال إسبانيا، بأنه كان يتمنى ألا يواجه منتخب بلاده ألمانيا مجددا، حتى يبقى الانتصار المحقق في اسبانيا محفوظا في سجل التاريخ.
وأشار دحلب، إلى أن اللاعبين الجزائريين الشبان سيحاولون تحقيق نفس الانجاز وتخطي الألمان مؤكداً على صعوبة المهمة أمام منتخب مرشح بقوة للتنافس على اللقب.
ولفت مجيد بوقرة، قائد المنتخب، إلى أن المباراة ضد ألمانيا ستكون صعبة، فيما أوضح المهاجم العربي هلال سوداني، أن الفريق سيحضر بكل جدية لتقديم أفضل ما لديه بعدما نجح في تحقق الهدف الذي جاء من أجله إلى البرازيل.
وبدا على المشجعين الجزائريين تفاؤل بقدرة المحاربين على الوقوف الند للند أمام الألمان، والتطلع لمواجهة تاريخية أمام فرنسا في دور الثمانية في حال تخطي “الديوك” لنيجيريا في الدور الثاني.