كن جميلاً كالبوم – براعم علي العكيدي

كن جميلاً كالبوم – براعم علي العكيدي

البوم مخلوق مسكين ,سيء السمعة ,عديم الحظ ..فان كرهنا شخصا نعتناه ب(البوم )وان صادفنا حادثا سيئا قلنا ان هذا نذير شؤم كنعيق البوم ! .في الكثير من المؤثرات الصوتية يستعمل صوت البوم للدلالة على الرعب والشر القادم ..في القصص يرمز البوم للخراب والنحس ..في الحياة اليومية يتشائم الناس (وبلا سبب )من هذا المخلوق البريء ! ولكن هل خطر لنا ان نتامل في مميزات هذا الكائن؟هل تسائلنا لماذا كل هذا التشائم ؟لماذا ننعته بالبشاعة, هل وجه البوم  فعلا بشع؟ربما كان جميلا ونحن من يرى بعين بشعة؟؟!!

انها مجموعة افكار متوارثة ,مثلها مثل الكثير من المعتقدات التي لا صحة فيها الا انها من تراث الاجداد و (سوالف اهلنا )!!!.

لذا سنتأمل اليوم في مميزات طائر البوم (الجميل) ,علَنا نجد فيه فأل خير ,ومن يدري ربما مع الايام يتحول البوم الى رمز للجمال والوسامة , ونرى صورته تزين اكبر العلامات التجارية ,وافخم (براندات)العطور والمكياج !!ومستقبلا نرى وسائل التواصل تضج بأعلان لمنتج تجميلي تحت شعار ( كن جميلا كالبوم ) !!

يعد البوم من الطيور الليلية الجارحة ,يتغذى على اللحوم فقط(كالنسر والعقاب) ,يتميز برؤية ثنائية وسمع قوي ومخالب حادة وريش مهيأ للطيران الصامت ,لذا فأن  البوم يطير بهدوء دونما صوت على الاطلاق…يعتاش البوم على صيد الفأران والديدان والقوارض في الليل ,وذلك لكونه طائر ليلي الرؤية عيناه لاتبصر النور في النهار ,كما يتميز بحاسة سمع خارقة وحبال صوتية مشابهة للحبال الصوتية للانسان ,لذا فأن نعيق البوم يشبه الى حد كبير صراخ الانسان . والبوم حيوان عظيم الصبر ,قادر على التعايش في البيئات الصحراوية والقطبية على حد سواء ,كما ان البوم كان لعصور طويلة رمزا للحكمة والمعرفة, واتخذه اليونان منذ اكثر من 2500  سنة رمزا لعملتهم ,اذ نحتوا صورة البوم على عملتهم المعدنية مقروناً بأثينا ربة الحكمة لديهم .  ويعد الفلاح الاوروبي من اكثر بني البشر صداقة للبوم ,اذ قام الفلاحون ببناء بيوت للبوم في مزارعهم بسبب (المصالح المشتركة )التي تجمع الفلاح مع هذا الطائر,فالبوم هو القادر على حماية المحاصيل من الديدان والضفادع والفأران عن طريق اصطيادها والقضاء عليها.   تلك هي (باختصار) اجمل مميزات طائر البوم المضطهد ..

دعونا نرى بعين جميلة .. لعل البشاعة تختفي  من جميع الكائنات واولها (البوم ).

مشاركة