
كم أكره القرن العشرين للروائي عبد الكريم العبيدي
شعرية الوصف كتقنية جمالية
داود سلمان الشويلي
عندما كتب الناقد الانكليزي”رونان ماكدونالد”عن”موت الناقد”كان يقصد بذلك ”الناقد الاكاديمي”الذي يكتب تقييما وتقويما عن النص الادبي،أي يعتمد نظرية القيمة للنصوص،ومن ثم بزوغ فجر الناقد/الدارس(الشكلاني والبنيوي وما بعد البنيوي والنقد الثقافي …الخ)الذي ينظر الى النص الادبي بإعتباره منتجًا جماليًّا مكتفيًا بذاته.
والنص الذي بين يدي هذه الدراسة رواية”كم اكره القرن العشرين”لعبد الكريم العبيدي،الذي صدر مؤخرا في طبعتها الاولى،هو من هذا القبيل،اي حسب الناقد/الدارس،انه منتج جمالي،وهو مكتفي بذاته،بكل ما يضمه من عناصر وادوات، وفي هذه السطور نحاول ان ندرس احدى اهم ادوات هذا النص الجمالية/البلاغية،وهو الوصف.
والوصف،على الرغم من انه حقل من حقول الدراسات التداولية،الا انه يعد اداة تجميلية/تزيينية في الرواية،كما في الفنون الادبية الاخرى،وقد اصبحت اهميته كبيرة ورئيسية،إذ انه ينقل صورة حقيقية عن الحياة التي تقدمها هذه الرواية،لهذا فدوره كبيرا وحيوياً لايصال الرسالة التي تحملها الى المتلقي،فهو المحرك الفعال لها،لهذا فهو بنية حكائية تحقق صورة ما بوساطة معجم لغوي ينهل من ذاك المعجم الذي يدخل في المخيال،ليخرج،بعد ان يتغير،معجم خاص بالوصف،فيأخذ طرقاً واساليباً كثيرة،تقوم بها اداة واحدة هي اللغة،واللغة في هذه الرواية هي لغة غير قاموسية،ولا معيارية.
عناصر وصف
وقد وظفت عناصر الوصف بشكل شعري متميز من الناحيتين اللغوية والدلالية، حيث تداخل مع العناصر الاخرى للرواية،بوصفه عنصرا رئيسياً مهماً بإستطاعته ان يمنح القاريء المشارك قدرة تفسيرية وتأويلية للوصول الى الدلالات التي تحملها الرواية.
ومن تقنيات الوصف في هذا النص الروائي،هي:
1- وصف الماديات والمحسوسات:
حيث ان الماديات هي الاشياء المتكونة من مادة ملموسة منظورة على اقل تقدير،كالانسان مثلا.والمحسوسات هي التي نصل اليها بأدوات الحواس الخمسة المعروفة.
وفي هذا الجانب تقوم ادوات الوصف بالوظائف التالية:
– وصف الشخصيات:
إذ يقدم الروائي وصفا لشخوص روايته،والاشياء،مثل وصف الدكتورة وما حولها من اشياء:((غزا التوتر ملامح وجه الدكتورة وانخفضت درجة حرارة جسمها.استسلمت أخيرا لخوف مريب تسربت أطواره بسرعة من داخل الكيس، وحاصرها فجأة رعب متصاعد من كل ما يحيط بها. الجدران بدأت تضيق وتتسع، والأثاث يصدر طنينا مدويا)).ص22.
او مثل وصفه للمرأة:((اقتربنا من طاولة فاخرة،كانت تشغلها سيدة في الأربعين.امرأة جميلة مستديرة الوجه، شعرها أسود فاحم ملفوف الى الخلف. ترتدي فستاناً أسوداً وسيعا،وجاكيتا أزرق مطرزا بخطوط سوداء على الصدر والأكمام.)).ص8.
وكذلك على ص 28 حيث يقدم وصفا للعجوز عند استقبال جثمان حفيدها.وايضا على ص17.
ان وصف الاشخاص يمنح الروائي القدرة على تفهم شخوصه في النص وحركتهم، وما يأولون اليه من مصير،او نهاية.
وصف الاماكن:
مثل وصف الروائي لما تشاهده العجوز من مكان في الصور:((تأملت الجدَّة أول صورة لـ«مولو»باللونين الأبيض والأسود،كانت يدها ترتعش، فتهتز الصورة معها. بدا فيها«مولود»فرحا وهويحضن جذع نخلة«بِرْحيَّة»? قبل غروب الشمس بشيء،ثم قرَّبت صورة أخرى من عينيها ولاحظت ساحة«أسد بابل»?يقف الأسد فوق ضحيته على قاعدة ضخمة، تحيطها دائرة مضغوطة، تتصل بأربع ممرات عريضة، تفصل بينهما مساحات مخروطية مزروعة بالثيل، وبأشجار باسقة دائمة الخضرة، تنتهي أطرافها برصيف عريض يفصله عن الساحة سياج حديدي، بينما تظهر، من خلف الساحة بناية البنك المركزي العراقي.)).ص41.
وكذلك الوصف المقدم لداخل المقهى:((شاهدت المذياع الأسود الكبير،والمرايا القديمة لمؤطرة بخشب الزان المُذَهَّب، وجلتُ بنظري على رؤوس الثيران الناطَّة من الجدران بقرونها المتفرعة، والسماورات الفضية المعروضة في الواجهة مع الأوجاغ والصواني النحاسية والاستكانات والقواري المصنوعة من الفرفوري والمحاطة بأشرطة الألمنيوم المقوسة.)).ص54
وايضاً وصف مدينة الزبير اثناء الحرب:((بدت المدينة صورة ناطقة حيّة لعسكرة المدن. شغلت ساحاتها أسلحةُ مقاومة الطائرات واكتظت شوارعها بارتال الدبابات والآليات العسكرية والعربات المحملة بالجنود الملتحقين الى جبهات القتال.)).ص384
ووصف المكان يعطي الروائي الحرية في ان يضع شخوصه،والاحداث التي تجري لهم،في المكان الملائم والمناسب لكل شخصية،فيمتلك النص الروائي حلية تزيينية،وبلاغية،وابلاغية،مهمة، وذات شأن في الكتابة الابداعية.
– وصف الزمان:
مثل قول الكاتب وهو يصف الليل:((لم يكن ذلك الليل الذي نشَر أجنحتَه، هو ما يَعقُب كل نهار من ظلام، ويبسط آناء رداءَه. كان ليلا بلا صدر، ولا سلطان، ولا بنات.ليل فاحم يشبه عباءة «بيبي سليكة»?ولا يختلف عن أثوابها السود المتشابهة في كل شيء. كأنها كانت ترتدي ثوبا واحدا طيلة حياتها.)).ص151.
وكذلك كما جاء في ص 147:((هكذا أدركتها في تلك الليلة الساجية،الليلة الموحشة المظلمة،التي سكن فيها الظلام،وتعثر ليلها البهيم بنبضات قلوب«الشماريخ»فتساقطت أحلامهم تباعا، وباتت أمنيتهم الوحيدة)).
وايضا كما في ص15:((ربما لأنها ليلة منطوية، وُجِدَتْ لذاتها فانغلقتْ، ليلة سكونة
مخيفة، أضحت قصيًّة عن الإدراك، منقوعة في كَنفِ الدهشة،وممسوسة بالرعب.)). او كما في ص196-197
وهذا الوصف يمنح الروائي القدرة على السيطرة على الزمن الكلي في الرواية،و لينسجم زمن الواقع مع زمن المتخيل.
وصف الاشياء:
للاشياء في النص الادبي”السردي والشعري” دور بارز،فهو يمنح الكثير من الطاقة والقدرة للنص ويجعله اكثر ابداعاً،واعظم تماسكاً.وقد كان للوصف دور في هذا الجانب،مثل وصف الروائي للسلسلة الفضية،اذ يقول:((هذا قرص آخر،سلسلة فضية ثانية،علَّقتها العجوز على سبابتها ورفعتها إلى الأعلى.بدت السلسلة طويلة،من النوع الذي يُعلَّق على الرقبة وتتدلى نهايتها على الصدر،كانت تحمل قرصا مشابها لقرص القلادة الصغيرة الأولى،وعلى سطحه ذات التفاصيل المحفورة.لم تختلف عمّا شاهدته في القرص الأول.اسم الشهيد، وفصيلة دمه،ورقم الوحدة العسكرية،وتلك دلالات أخرى أكيدة،أزعجت العجوز،لأنها تشير مباشرة وبوضوح إلى مقتل حفيدها.)).ص39 – 40.
او وصفه لوضع العجوزلـ”سويكتها”، فيقول:((غادر المعزون البيت. وحدها العجوز الآن مع كيس «مولو !»مع أنفاسه ورائحته. فتحت علبة«السويكه»ونثرت على راحة يدها اليسرى كمية منها، ثم صنعت أربعة فصوص متقاربة، لصقت اثنين منها بلثة فكها العلوي، على يمينها وشمالها، ودسّت الفصين الآخرَين بين جانبي لثة فكها السفلي وباطن خديها، أغلقت فمها فبدأ يتسرب الخدر سريعا إلى سائر جسمها، سلّمت قلبها طواعية لأوهامها)).ص35
ان الاشياء الموصوفة في النص الروائي تتيح لكاتب النص السيطرة على ما في النص من اشياء دون ان تفرط تلك الاشياء من بين يديه،فتكون عالة عليه وعلى النص الروائي.
2- وصف غير المادي،وغير المحسوس(المتصورات الذهنية):
وتقوم اداة الوصف بالاتي من الوظائف:
– مثل وصفه للانتظار قبل الاعدام:
((ليت دقائق ما قبل الاعدام توجز ثوانيها. سكرات الانتظار موجعة،آه…، هو انتظار مخيف يا «بالاچاني »? يغدو طعم الحياة فيه أنقى من وليد في لحظة صرخته الأولى، هو ذلك الطعم الالهي الفريد، طعم الحياة الدنيا التي وهبها الله، وها هم يلوثونها بأيديهم، تبَّت أيديهم)).ص153
وصف الهواجس والمشاعر غير المرئية، وغير المحسوسة:
((لا بد أن أتطهر من ذلك الذنب، لقد ملأني ذعرا وضجرا، وشغلني أمره عن كل المخاطر، حتى غدا مقرفا على نحو لا يوصف، هكذا أراه الآن، من داخل بشاعة أعوام نيفت على السنوات الأربع، وتعاقبت فيها الهواجس في إثر بعضها، فبتُّ مسلوب الحس.مشاعري متشابكة، شديدة التناقض، وها أنا أعوم في كابوسٍ مخيف،لا فكاك منه.)).ص234.
– وايضاً:((فرَّتْ«ميا مراد »اختصاصي طب وجراحة العيون من طيّات صدريتها اللاهثة،انزلقت بخفة في خيال جارف، وباتت كأنها ومضة من حلم، شيء من وهم، صورة صفراء خدّاعة، ربما ستستقر أخيرا في مهملات ذاكرتها،حيث مثواها المريح الأقل جدلا)).ص18.وكذلك ما جاء على ص22.
ان وصف المتصورات الذهنية،تتيح للروائي السيطرة على ما في الذهن من تصورات كثيرة،فيقوم هو بغربلة تلك التصورات(فلترتها) لتخرج الى المتلقي ما يتوافق والنص الروائي دون زيادة او نقصان.
علاقات ثنائية
ويقيم الوصف علاقات ثنائية بينه وبين السرد،وبينه وبين الحوار،وبينه وبين الحدث، ليكون الروائي حرا في ادواته التعبيرية،طالما هو يريد ان يكون حرا في ادواته الفكرية،إذ ان هذه العلاقات تتيح له الحرية في التعبير عن افكاره،وهي الافكار المطروحة في الرواية، في ان تصاغ بعيداً عن محددات الفكر الذي ينتجها،و قريبة من افكار النص،وبدرجة عالية من التقنية الروائية.
– العلاقة الثنائية بين السرد والوصف:
تتيح لنا هذه العلاقة ان نعرف الكيفية التي حل الوصف بها في السرد،وكيف حل السرد في الوصف،ومن خلال هذين الحلولين ستبرز الحالة الجمالية للوصف في الرواية،مثل قول الروائي:((داخل الصالة استقبلني رجلٌ خمسيني أصلع قصير القامة، ذو أنف حاد وبشرة بيضاء مائلة للحمرة، يرتدي سترة زرقاء وبنطلون رمادي وربطة عنق مخططة، وله عينان زرقاوان حادَّتان، لم يُقلِّل من بريقهما زجاج نظّارته الطبيَّة المظلَّل.)). ص8 .
إذ اشتمل هذا الوصف على الوصف المادي لما هو محسوس، لهيئة وشكل الرجل ولملابسه.
وكذلك على ص17 ?بين الدكتورة “ميا”وأم المريضة.
وايضاً على ص22?إذ تصف الدكتورة نفسها وزوجها واصلها.وغير ذلك من الاوصاف التي ترد اثناء السرد في الرواية.
ان الروائي يكثر من مثل هذا الوصف،ليرسم صورة بانورامية للاشياء الموصوفة، لتقربها من ذهن المتلقي،بحيث تعطيه دافعا لان يشارك في تقبل هذه الاشياء المرئية،مثل وصفه لاحد الشخوص، كما في مثالنا السابق.
العلاقة الثنائية بين الحوار والوصف:
ان الوصف اثناء الحوار كان حاضراً،ومؤثراً،في الرواية،إذ ان هذه العلاقة تتيح للمتلقي خاصة،اضافة لما في العلاقة السابقة،التذوق الذهني للحالة الجمالية للوصف عند الحوار،وان يتذوق جماليات الحوار في هذا النص،كما في الحوار التالي الذي يجري بين الدكتورة والسكرتيرة”ام بان”:((جاء شخصٌ يشبه أولئك المشردين المنتشرين في شوارع بغداد،كان يحمل بيده هذا الكيس ويلوّح به كثيرا، كأنه أراد أن يرني إياه، لم أكترث به وبكيسه، ظننته أول الأمر أنه جاء برفقة شاب وزوجته، لأن الأشخاص الثلاثة دخلوا في آن واحد، لكنني كنتُ واهمة.)).ص20.
وكذلك في ص 32 إذ يقول الكاتب على لسان السكرتيرة”ام بان”:((حال مغادرتي العيادة شعرت بشخص يقترب مني، استدرت بأقصى سرعة، فشاهدت ال…..، ما زلتُّ مرعوبة يا «أم مولو »? بدا وجهه مخيفا على ضوء مصابيح الشارع، لم أميِّز شَعَر لحيته من شَعَر رأسه، بقي لعدة لحظات مغلق العينين، شبه محنط. كانت الدموع تنهمر من عينيه بدون صوت، دموع غزيرة يا دكتورة، بدا لي أنه يعاني من مشاعر ملتبسة غامضة عجيبة، ربما كان من الممكن أن يكون أتعس مما رأيت لو تمعنت أكثر في تشخيصه. يا الهي، هل كان كابوسا، ظننت أنني…أأأ، كان يقرض ظفر إبهامه بأسنانه، ثم يخفض يديه ليوازي بين راحتي كفَّيه في وضع أفقي، صانعا إشارة تدلل على الكيس. سألني….، هو همس بكلمة أو كلمتين لا غير: «هل… ،»قالها وهو يهزَّ بكفيه المتقابلتين، ثم أضاف: “إلى الدكتورة”؟)).وكذلك في ص26.
– العلاقة الثنائية بين الحدث والوصف:
ان هذه العلاقة ترسم الحدث في النص الروائي،من خلال رسم البيئة التي يدور فيها،وآثاثها المتعددة والمتنوعة،ليتضح في النهاية المسار الذي يتحرك به هذا الحدث، وكيفية تطوره من حال لاخر.
وكمثال على ذلك،وصفه للمعركة:((مع تفاقم ذلك الجدل، أضحى الموضوع موجز شائعات: أفواج عراقية تقوم بهجمات معاكسة وتشتبك مع القوات الايرانية في معارك متحركة. مقتل عدد من الضباط والجنود بنيران القناصة الايرانيين المختبئين فوق أسطح البيوت وخلف جذوع لنخيل. قواتنا تهاجم وتنتصر، وتباشر بتنصيب خط دفاعي، بينما القوات الايرانية تجتاح دفاعاتنا في مواطئ عديدة وتتغلغل الى أعماق متفاوتة …الخ)).ص321.
وكذلك وصفه لجثة الميت:((بدت الجثة رثّةً ومشوهة ومثيرةً للاشمئزاز. كتلة لحمية متعفنة ومتورمة، يعلوها لون أخضر إلى أحمر متسخ، مع ظهور شبكة الأوعية الوريدية على الأطراف والجذع بشكل أحزمة تعرقات الرخام، وخروج اللسان من الفم، مع تدفق زبد رغوي مدمى من الأنف والفم معا.)).ص30.
وايضاً وصفه لنعوش الشهداء:((في عدد سيارات الشؤم التي توقفت في ذلك المكان في غضون الأيام القليلة الماضية، بعد أن تناقلت البيانات العسكرية خبر دحر الهجوم الإيراني في القاطع الأوسط على طول المواجَهة بين مدينتَي دهلران ومهران. وقتها توالت النعوش الملفوفة بالعلم العراقي والمحمولة على تلك السيارات بالظهور أمام مركز الشرطة أو قرب عارضة باب المنظمة الحزبية. وبذات الدهشة المعقودة بالألم نُصِبتْ مجالس العزاء في كل مكان، حتى لم يبق الكثير من الشوارع الفرعية والساحات خاليا من تلك الخيَم التي أقيمت للرجال المعزين أو تلك التي اكتظت بلطم النساء المعزيات ونواحهن.. لأول مرة،اختلطت،على نحوصاخب أصوات الانفجارات المتتالية مع أصوات قارئي القرآن ونواح الملاّيات.)).ص 24 -25 .
استعمال روائي
وعلى الرغم من كثرة استعمال الروائي العبيدي للوصف،الا اننا نجده يتميز بالاتساع،وبالصور البانورامية،وبالعبارات المنتقاة بعناية فائقة،كما في وصفه التالي:((«ميا»غدت طبيبة شهيرة،وتزوجت من طبيب بغدادي معروف، أخصائي في الامراض النفسية والعصبية، تتحدر أسرته من أصول كردية، ويعمل في أشهر مستشفيات العاصمة. سكنت معه في بيت فخم، يقع في أرقى أحياء بغداد، ثم رزقت بطفل جميل أطلقت عليه اسم «مولود »? تيمُّنا باسم شقيقها الشهيد.)). ص22 .
ان الوصف كتقنية جمالية/تزيينية،وكبنية حكائية ابلاغية للنص الروائي،تنتقي عبارات صورها،الواقعية والذهنية،من عالم الخيال الواسع والنشيط عند كتابة النص. ويعتمد التأثيث هذا على مهارة الكاتب وقدرته على التعبير عن ذلك التأثيث المنتقى بصور وصفية وجمالية،و بلاغة الصورة المركبة في الذهن،رغم ان بعضها مؤلفة من مواد مادية محسوسة كما في الواقع.
والوصف في رواية العبيدي”كم اكره القرن العشرين”كان اكثر روحياً،على الرغم من انه يبدو للمتلقي مادياً،حسياً،لان استخدام ما هو مادي وحسي،جاء ليدعم الروحي في دواخل الشخوص،انه محاكاة لما هو مرئي حسياً،وبهذا فقد كان سببا في ان يبرر كل ما يصدر من الشخصية من سلوك عملي،او معرفي،او حركي،مما جعله خادما للسرد في هذا النص.
















