الله بالخير رياضة
كرة القدم أكلت الأخضر واليابس – اكرام زين العابدين
القرار الذي صدر من مجلس الوزراء الموقر في جلسته الاخيرة بتخصيص مبلغ سنوي قدره 500 مليون دينار للاتحاد العراقي لكرة القدم من الميزانية السنوية للمحافظة ، وكذلك تخصيص قطعة أرض تقدر بـ 15 – 20 دونماً، لبناء مراكز الموهوبين، قرار غير مدروس بالشكل الصحيح لانه فضل لعبة كرة القدم على بقية الالعاب الرياضية.
المشكلة ان المجلس أوهم بشكل او بآخر بان دعم كرة القدم تعني دعم الرياضة العراقية ، وهذا خطأ كبير وقع به السيد السوداني ووزراءه ، لانه كان من المفترض ان ياخذ المستشارين دورهم الحقيقي قبل ان يتخذ هذا القرار الجيد بحق كرة القدم والظالم بحق الالعاب الرياضية الاخرى.
ونستغرب غياب دور وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية عن المشهد الرياضي داخل مجلس الوزراء، مما جعل رئيس الاتحاد عدنان درجال يستغل علاقاته الجيدة بالسيد السوداني ويوظفها لمصلحة كرة القدم التي اكلت الاخضر واليابس، وبالمقابل لم تنجح في الحصول على نتائج متميزة من خلال وصول المنتخب الاول الى كاس العالم الاخيرة في قطر والتواجد مع كبار منتخبات العالم ، والحال نفسه ينطبق على الاندية التي غابت عن مسرح الاندية الآسيوية ايضاً ، ولا تغرك النتائج التي تتحقق هنا وهناك في كاس الخليج وغرب اسيا التي لا تعتبر مهمه بمقاييس النجاح الرياضي، لان بطولة الخليج حصدت النجاح الاعلامي وليس الفني.
تعد كرة القدم اللعبة الشعبية الاولى في العالم والعراق واصبحت صناعة مهمة تدر ملايين الدولارات على اصحابها وتستفيد منها الشركات والدول كل حسب انظمته. في العراق الامر مختلف لان الدولة ضخت ومازالت تضخ الاموال الكبيرة على الاندية والاتحاد دون ان تستفيد منها الدولة او حتى المجتمع ، وما زال اغلب انديتنا لا تملك منشآت رياضية متطورة تسهم في تطوير الرياضة لان اغلب الاموال تذهب في جيوب الفاسدين وتصرف بغير محلها الحقيقي.
مسلسل الظلم الواقع على الالعاب الرياضية الجماعية والفردية سيستمر طالما لا يفرق المسؤول الحكومي بينها وبين كرة القدم ،ولا يعرف ان نتائج الرياضة تقاس بالميداليات الاولمبية ومن ثم القارية وبطولات كاس العالم الحقيقية وليست الوهمية وبالفعاليات الاولمبية فقط.
وهنا نذكر ان الدول المجاورة للعراق المتطورة رياضياً واعني ايران والسعودية نجحت في اقامة دوريات محترفة لكرة القدم، ووصل منتخباتها الكروية في النسخ الاخيرة من كاس العالم للمنتخبات والاندية.
لكن هذه الدول لن تنسى او تركن بقية الالعاب الرياضية الجماعية والفردية مثل كرة السلة والطائرة واليد والالعاب الفردية للفنون القتالية والعاب القوى، ورفع الاثقال والمصارعة والملاكمة وغيرها، بل طورتها واصبحت تتنافس آسيوياً وعالمياً وتحقق نتائج ايجابية بمختلف الفعاليات.
كنت اتمنى من مجلس الوزراء الموقر ان يصدر قرارات لتشجيع المحافظات على دعم الرياضة بكل الفعاليات ومنها كرة القدم، لان تأسيس مراكز رياضية لكرة القدم فقط لا يعني دعم بقية الالعاب الرياضية.
وهنا اؤكد على ان المحافظات بحاجة الى توسيع البنى التحتية للرياضة، علما ان بعض المدن الرياضية ومنها مدينة البصرة الرياضية تحتوي على قاعات ومسابح ومضامير للركض، لكنها مهملة ولم تنجز اغلبها لحد الان، علما ان مبالغ تعاقداتها ومنذ عام 2013 دخلت في جيوب الشركات المنفذة ، لكن الجهات المستفيدة ومنها محافظة البصرة لم تستلم هذه المنشآت لحد الان.
وللاسف الشديد فان المسؤول الحكومي ينظر الى المدن الرياضية من خلال ملعب كرة القدم ومدى جودته وجاهزيته، وينسى بقية القاعات الرياضية والمسابح التي من الممكن تسهم في صناعة ابطال عراقيين يحققون ميداليات اولمبية وآسيوية وعربية اذا توفرت لهم سبل الاعداد الحقيقية.