كذبة نيسان – مقالات – عمر علي عبدالله
كذبة نيسان هي اشهر تقليد قديم متداول في العالم عدا (اسبانيا والمانيا) قائما على المزاح والترفيه بشكل رئيس ويعد منفذاً للناس للترفيه و عمل المقالب و التسلية و التي تطورت من كذبة تخص اناساً عاديين الى مشاهير ورؤساء ومنهم من ينتظرها سنويا ومنهم من ينزعج كونها تضعهم في مواقف محرجة .
وقبل الخوض في بدايتها و اشهر كذباتها جاء امام ناظري وانا منغمس بالبحث اخبار حكومة التكنوقراط والتي اصبحت فصول أحداثها وكان السياسيون بدأوا يمزحون مع الشعب و وتوجست مع نهاية شهر اذار ( مارس ) ان تكون حكومة التكنوقراط هي كذبة نيسان الجديدة في العراق كون سياسيو العراق يهتمون بالتقاليد العالمية لا بالمصالح و التحزب !!!.
فما هي بدايات الكذبة وما أشهرها ؟
الرأي الأغلب لبداية هذه الكذبة اوهذا التقليد هو في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه الملك الفرنسي شارل التاسع عام 1564م، وكان الغربيون يحتفلون بعيد رأس السنة في الاول من نيسان(أبريل)، ولكن الملك الفرنسي حينها أصدر مرسوما ملكيا يقضي بنقل رأس السنة إلى الأول من كانون الثاني/يناير، فظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من نيسان ( أبريل ) كالعادة، وأطلق عليهم “ضحايا أبريل”، وكان الذين أيدوا التغيير يرسلون إلى معارفهم هدايا كاذبة، كإرسال الرسائل لهم من أشخاص وهميين بهدف غيظ المتمسكين في التقويم القديم .
ويرى آخرون ان هناك علاقة قوية بين الكذب في اول نيسان(ابريل) وبين عيد “هولي” المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 اذار (مارس) من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه الا مساء اليوم الأول من نيسان ( ابريل ).
والواقع ان كل الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لاثبات صحتها وسواء كانت صحيحة أم غير صحيحة ولكن يمكننا بالقول ان شهر نيسان (ابريل) يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح.
ومن اشهر كذبات نيسان (ابريل) فيعام 1746 اعلنت صحيفة انكليزية عن اقامة اكبر عرض لـ (الحمير) -اجلكم الله -وبعد تجمع الناس لم يشاهدوا الا انفسهم واكتشفوا بأن هم الحمير.
وفي عام 1774م نشرت جريدة ألمانية خبرا يفيد بأن العلماء توصلوا الى انه “اذا اردت ان تلون ريش دجاجاتك فما عليك إلى ان تصبغ جدران الحجرة باللون الذي ترغب فيه ليتحول ريش الدجاج تدريجيا الى ذلك اللون”، وصدق الكثير هذه المزحة، وكتب البعض للجريدة بعد فترة انهم صبغوا الجدران ولكن لون ريش الدجاج لم يتغير!!.
في 1 نيسان(أبريل) 1992 نشرت الإذاعة الوطنية الأمريكية عن أن نيكسون وبخطوة مفاجئة سيترشح مجددا لرئاسة أمريكا، وأن شعار حملته الجديدة “أنا لم أفعل أي شيء خاطئ وأنا لن أفعل ذلك مرة أخرى، واستجاب الشعب غريزيا مع الخبر، وأثار ضجة وغضبا كبيرين، ولكن المذيع كشف بعد فترة أن هذا الخبر كان مزحة، وأن الممثل الكوميدي رتش ليتل قام بانتحال صوت نيسكون. وهناك الكثير من المقالب والاخبار الكاذبة عبر التاريخ منذ انطلاقتها و التي لا يسعنا ذكرها كلها .
قد يكون الاول من نيسان من كل عام فرصة يستغلها العالم للسخرية والمقالب والتسلية للهروب من الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
ولكن أحيانا قد تؤدي بعض المقالب والأكاذيب إلى نتائج سلبية غير متوقعة، وتتجه ردات فعل الآخرين باتجاه خاطئ، لذلك يجب الحذر من نوع الكذبة وأخذ بعين الاعتبار ردات الفعل ونتائجها.
ومع ما نعيشه من ضغوطات شتى في العراق في كافة النواحي بدأ الشعب العراقي يتناسى هكذا مزاح ودعابات وتقاليد عالمية وبدأ السياسيون هم من يطلقون كل عام كذباً ومقالب بل اصبحت لديهم العادة المزاح والتدليس في كل وقت ومع اطلالة نيسان نصيحة شخصية الى سياسيي العراق تجنبوا ردة فعل الشعب في فصل الربيع واتركوا كذبة نيسان واطلقوا حكومة التكنوقراط .