كان يا مكان

كان يا مكان

 

 

هو رجل في العقد الثامن من عمره يدعى الحاج احمد كاظم روى لي حادثة حفظها عن والده المرحوم انه في بدايات القرن العشرين ابان الحكم الملكي كان مفتي العراق الاول هو يوسف عطا او ما يعرف بيوسف العطار ومعروف عنه بنزاهته كمفتي وقاض، قدمت بين يديه شكوى على والده من قبل جار لهم يطلب فيها الجار بتعويض عدة امتار تعود له ضمن مساحة دار والده وقد سمع الناس بهذه الحادثة قبل المحاكمة وكيف سيتصرف القاضي تجاه القضية والبعض نصحوه بأن ينحاز الى والده وربما اتخاذ قرار الحكم قد يفرق بينه وبين والده فأبى القاضي الا ان يقيم الحق والعدل وينتصر لصاحب الحق وهو الجار فصارت هذه القضية محط فخر واعتزاز بالقانون العراقي انذاك من الناس نتمنى ان نجد قضاة في ايامنا هذه يعززون ثقة الناس وهم قضاية الشعب فقط من دون تمييز او جنوح لعقيدة حزبية او دينية.

 

2- يحكى انه في عهد رئيس الوزراء نوري السعيد ابان الحكم الملكي اشتكى عدد من المسؤولين بل تذمروا من حالة (الاماكن التي تقطنها المومسات) فدعاهم السعيد الى القصر المعتاد وبالضبط في حدائق القصر وقبل حضورهم امر الخدم بأن يغلقوا جميع (دورات المياه) ولا يفتحوها لاي انسان مهما كانت مسؤوليته، حضر السادة المسؤولون المدعويون وجلسوا في حدائق القصر ساعات طوال وقدمت لهم كافة المشروبات السائلة وعندما تشبعت اجسامهم بالسوائل ولغرض طرح السموم وجدوا كل (دورات المياه مغلقة فتخلصوا منها في الخفاء بين الاشجار ثم حضر نوري السعيد فطرحوا عليه قضية المومسات، فأجاب بحكمته عندما سدت عليكم دورات المياه اضطررتم ان توسخوا المكان النظيف وهي حدائق القصر ثم قال اذا اغلقنا هذه المناطق سوف تنتقل هذه المومسات اضطرارا الى المناطق النظيفة والمحافظة علما ان هذه المناطق التي تقصدوها محط انظار الدولة فالدولة تراقب وتعمل وتحلل لما فيه القصد نتمنى ان لا تغيب الحكمة عن السادة المسؤولين وان اكون عراقياً بالمسؤولية والوطنية او على اقل تقدير عراقي بالوطنية وبالحب الجميل وليس بالحقد الدفين.

 

 

عامر سلمان – بغداد

 

مشاركة