
قمة للقمم
فاتح عبدالسلام
أول قمة عربية يشعر المواطن العربي بجدواها. أول قمة لها قرار عربي ينزل الى الأرض قبل أن يكتب على الورق ويحفظ في ملفات الجامعة العربية وتأكله العثة.
قمة ختمها الرئيس المصري كما لم يفعل قائد عربي منذ سنوات بعيدة بترديد جملة تشبه الهتاف تحيا الأمة العربية ثلاث مرات. هتاف قوي منح المترددين واليائسين من عروبتهم بريق الأمل حتى لو كان لفظياً، لأن التمسك بخيار العروبة أصبح سبة ومثلمة في كثير من العقائد السياسية الهجينة التي غزت مناطق كثيرة من بلداننا .
قمة لها مدفع ورشاشة وطائرة قاصفة قيد ساحة المعركة وليس في المدارج المشبعة بالتراب.
قمة الصوت السعودي المصري العروبي الواضح المستعاد بعد نكوص، الذي لا يدع مجالاً لكي يلعب قطر أو قطران بذيله المفتول. قمة حسم لها صولة لا تدع مجالاً للمتلعثمين أن يتصدروا المشهد ،فإذا قطعوا عهداً ونكثوا به فإنما ينكثون على أنفسهم،وليس لهم سوى الوديان والمستنقعات. قمة للقمم فمن أراد أن يتخلف عن برنامجها ومقرراتها منذ الساعة وليس بعد شهور أو سنة فهو منبوذ مسربل بالقطران طريد العشيرة الكبرى التي سمّاها السيسي وكأنه اسمها للمرة الأولى لشدة غيابه ،بالأمة العربية.
أمة عربية بالمعنى العالمي للإنفتاح من دون تعصب أو عنصرية أو تجاوز على حقوق القوميات والأديان التي تعيش على هذه الأرض منذ ألاف السنين.
سقطت عواصم عربية وتردت أوضاع عواصم عربية أخرى وأقيمت المجازر باسم الدين مرةً وباسم الطائفة مرةً وباسم الاحتلال مرةً وباسم مقاومة الإحتلال مرةً، من دون أن تفعل القمم العربية السابقة أكثر من التقاط صورة ختامية لزعماء يبتسمون أمام مشهد مأساوي نازف.
في القمة الأخيرة بشرم الشيخ بات كل شيء عملياً لا مجال لوعود لا تنفذ فالعواصم من دون استثناء مهددة وتحتاج الى أفعال قوية وقرارات في اللحظة المناسبة وليس بعد سنة أو خمس سنوات أو جيل كما كان القرار العربي يسير .
المتحفظون على قرارات القمة هم سكين الخاصرة، لهم في كل حقبة تاريخية مكان وحيز وأتباع لكنهم كهشيم تذروه الريح.
رئيس التحرير
لندن



















