قمة بغداد العربية

قمة بغداد العربية

إن من أولي أولويات الحكومة العراقية في هذه المرحلة هي أثبات وجودها الإقليمي القوي بالمنطقة وعرض قدرتها وأمكانية نجاح عمليتها السياسية بكسب ود الدول العربية وتعاطيها الايجابي مع مشاكل المنطقة ولاسيما الأزمة السورية التي راوحت بين تألف المد الموافق للحكومة العرقية وبين تناغمها مع خطي الجامعة العربية وموقفها المتوافق مع زرع الديمقرطية الغربية في عالم الربيع العربي الذي لم نلمس ثماره الي الآن علي مستوي الشارع العام وليس التخلص منالانظمة الدكتاتورية والمتوحدة بالسلطة وكرسي الحكم جيل بعد جيل..
ففي الوقت الذي تتخطف عمليتنا السياسية ونظامها التوافقي التحاصصي التضاد بين مختلف رؤي الشركاء السياسيين بالعراق .. استقوت بعض الأطراف الفاعلة من الكتل السياسية ببعض الدول العربية والإقليمية لمساندة موقفها بين الحين والآخر وللضغط علي صانع القرار السياسي لتحصيل بعض منافعها أو كما تقول حقوق ناخبيها المهدورة والمهمشة .. وبين استعداء أطرافا أخري نتيجة مواقف سياسية لكتلا فاعلة بالحكومة العراقية .. أدت الي إيجاد فريق مواجهة للحكومة بالضد من إقامة القمة العربية في بغداد العام الماضي وكان قد سبقها سحب الثقة من مدينتا الرياضية بالبصرة من أستضافة بطولة خليجي 21 .. والتي حرمت العراق حتي من اللعب علي أرضه في المنافسات الدولية.
وتصاعد حدة صراع الشركاء الفرقاء في بناء حصن العملية السياسية وديمقراطيته الوليدة أوجدت أرضية خصبة لكل من يريد باللعب بأوراق ضغطه علي السياسة العراقية من دول الإقليم والجوار بأشهار هذه الورقة لصالحه، وبعد زيارات مكوكية بين العراق والجامعة العربية منذ نهاية العام الماضي مكنت الحكومة العراقية من دعم مطلبها بإقامة القمة العربية في بغداد .. ولكن المواجهة مع موقف الجامعة العربية بشأن الأزمة السورية برأي بعض الأطراف العربية جعلها تلوح للعراق بورقة استضافة مؤتمر القمة في بغداد هذا العام.. وأمتنع نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي عن زيارة بغداد في موعد كان معدا له مسبقا تحت ذريعة أسباب فنية .. والذي سرعان ما تداركته الحكومة العراقية بموقف معاضد لدور الجامعة العربية يدعم قراراتها بشأن الازمة السورية علي وجه التحديد .. والذي طمأن الجامعة العربية فأعادت بن حلي لزيارة العراق لمدة أربعة أيام لغرض الإعداد لإقامة مؤتمر القمة العربية والوقوف علي الاستعدادات العراقية للاستضافة في بغداد. والأمر المهم هنا هل ستكون الامور بهذه الايجابية علي طول الخط حتي بداية شهر أذار المقبل؟ أم سيكون الربيع العراقي الهش بالتوافق الحالي بعد عودة نواب القائمة العراقية الي مجلس النواب محطة تحفيز لها، ووسط شكوك بعض السياسيين من صعوبة إقامة القمة العربية في بغداد تحت ظل الظروف الأمنية والسياسية المتقلبة في العراق .. أم سيستمر خريف التوافق السياسي العراقي بمقاطعة وزراء القائمة العراقية ويتحول الي خريف معارض للحكومة العراقية في البرلمان .. والذي بدت بوادره بتصريح أحد نواب العراقية بأن تنفيذ مطلبهم بإقرار مجلس السياسات الستراتيجية سيساعد علي توحيد الرؤي والخطاب السياسي ونجاح القمة العربية .. فهل هذا شرط للتوافق السياسي بأستخدام ورقة القمة العربية والاستقواء ببعض دول الإقليم لدعم مطالب تلك الكتل .. والذي سيجعل الطرف المقابل يستعدي تلك الدول وخلق حالة من عدم وضوح الرؤية لدي الحكومة العراقية مما يزيد حدة التوتر والذي سينسحب بالتالي علي إقامة القمة العربية .. وبين المنظور المناخي لموعد أنعقاد مؤتمر القمة في الربيع القادم بمدينة السلام وبين ربيع المنظور السياسي العراقي والخوف من تحوله الي خريف دائم بين الأطراف الفاعلة بالعملية السياسية في العراق تبقي الشكوك حاضرة في أذهاننا عن قدرة العراق من أحتضان رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية في بلدهم الثاني الذي يبدو بأنهم جعلوه هامشيا بحكم تقاطع مصالحهم مع كل دول الإقليم والجوار العراقي…..
أمير جبار الساعدي

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZPPPL