قـصص قـصيرة جــداً- نصوص – مـؤيـد الصالحي
1 – وجد صعوبة بالغة في ضبط نفسه ، فقد كان يعاني من تقلبات مزاجــــه الجامح و المنفلت ، نتج عـنه وقاحة مكشوفة و إحباط منقطع النظير.
2 – اعتاد على رياضة الجري اليومي اللاهث على ضفاف النهر ، استمر عل هذا الحال حتى عندما انخفض وزنه و أصبح نحيفا كقصبة جوفاء فارغة .
3 – وضع خطة لكتابة مذكراته ، جاء بحزمة أقـلام و مجموعة أوراق ، فانشغل بطرد الذباب من حوله ، دون تنفيذ ما عزم عليه .
4 – أخيرا حرر نفسه من عبودية الوظيفة الحكومية ، و صار مواظبا على سياحة التسكع في الشوارع و الأسواق بلا هـدف ، حتى اهتدى إلى مقهى الشاهبندر .
5 – طردوه من العمل لأنه يأتي متأخرا ، ويقضي وقـته بالتثاؤب حتى يغلبه النعاس ، و يفضل الانزواء بعيدا عن الآخرين ، كي لا يسمع احـد شخيره .
6 – استطاع أن يستبدل ثيابه البالية بأخرى جديدة ، لكن تعذر عليه انتزاع حماقاته ، وبقي يخوض في محنته ، حتى انتهى به المطاف إلى موقف لا يحسد عليه .
7 – ترك المكابرة متمسكا بالصبر الجميل ، بعد أن أصبح منهك القوى ، يرشق الجميع باللامبالاة ، رغم مخالب الضجيج التي تحاصره.
8 – تلك الأسوار العالية و القلاع المنيعة بينه و بين المسؤول ، جعلته يدس رأسه في رمال هزيمته ، متنازلا عن ابسط حقوقه .
9 – تألق المطرب في حفل الافتتاح ، لكنه شعر بغتة بالهزيمة في داخله ، فانسحب بهدوء مكتفيا بالاعتذار .
10 – في الطرقات الوعرة والغامضة و المنسية ، كان ينهال بالسباب و اللعنات على المسالك و الاتجاهات ، دون أن يستخدم البوصلة .
11 – تحطم جسر الثقة بين الاثنين ، و صارت المسافة بينهما تكتنفها الهواجس و الظنون ، فانقطع حبل المودة في بدء المشوار .
12 – رأى شبح عفريت أمامه ، اندفع نحوه بجرأة في محاولة للامساك به ، فاستيقظ من نومه مذعورا كالأرنب .
13 – لم يسمعه احد يتكلم قـط ، لكن ابتسامته تتحدث نيابة عنه ، تنسج حروفا و تصوغ كلمات غاية في الـدقة و الروعة ، يمنح السعادة لمن حوله .
14 – أضناه البحث عن عمل ، متنقلا بين الخيبات و الانكسارات ، يجـر ذيول الخذلان ، حتى جلس على قارعة الطريق وصار يتمتم بكلمات غير مسموعة .



















