قطار أربيل – عبد الستار رمضان
مسيرة البناء والاعمار مستمرة ومتواصلة في اقليم كردستان، وخاصة في اربيل عاصمة الاقليم التي ما أن تفارقها فترة من الزمن، الّا وقد تغيرت فيها معالم ومظاهر عديدة، وهي في حالة بناء وتطوير شامل من خلال الخطط والمشاريع التي وضعتها الحكومة والتي تأخذ طريقها للتنفيذ وفق سياقات وبرامج منجزة وواضحة للبعيد قبل القريب.
هذا الاعمار أشبة بسكة يسير عليها قطار البناء والمشاريع التي تنجزها حكومة الاقليم، التي تنوعت وتوزعت على مختلف المدن والقرى، بحيث لا يمر يوم الا ونشهد افتتاح مشروع او وضع الحجر الاساس لمشاريع وخدمات في مصلحة المواطن، والذي يلمسها بشكل يومي في حياته اليومية ومراجعاته لمختلف الدوائر والمؤسسات التي تقدم خدماتها بكل انسيابية واحترام، كما هو الحال في دوائر وزارة العدل، التسجيل العقاري (الطابو) والكاتب العدل ودوائر المرور والجنسية والاحوال المدنية وغيرها من الوزارات والمؤسسات الحكومية التي اصبحت مثالاً بالنسبة لباقي اجزاء العراق.
ان التوسع الكبير لمدينة اربيل وامتدادها افقياً جعل منها مدينة كبيرة ويتطلب ان تربطها الكثير من الطرق والمواصلات بين ارجائها وتوفير خدمة النقل، وهو ما قامت به الحكومة من انشاء طرق حولية(دائرية) على مستوى عالي من التطور مثل شارع 120 و150 متري.
لكن اربيل تستحق اكثر من ذلك، فمع وجود الابراج العالية والطرق الواسعة ومطار اربيل والفنادق والحدائق ومحلات التسوق ومدن الالعاب والترفيه التي وضعت أربيل على مستوى ومكانة مهمة على خارطة المدن السياحية والاكثر اماناً.
وهو ما يدعونا الى الطلب من الجهات المختصة بضرورة انشاء قطار أو مترو اربيل ، بحيث يتوفر لهذه المدينة خط ترام حول القلعة على شارع ال 30 ويتوسع ويمتد الى الشوارع الاخرى ال 60 ثم قطار على شارع ال 100 وبما يوفر وسيلة نقل عصرية ومتطورة في هذه المدينة التي تكاد تختنق باعداد السيارات والمركبات التي تجاوزت اعدادها المليون والتي تصرف ما تصرفه من وقود وما تنشره من غازات تلوث البيئة وتضر بالانسان.
قطار اربيل الذي لو انجز في هذه المدينة المبنية على ارض منبسطة ليس فيها ارتفاعات او جبال وهو ما يسهل انجاز مشاريع النقل العصرية وخطوط السكك الحديدية، ربما سيكون مقدمة لانجاز قطار كردستان الذي قيل قبل عدة سنوات بانه قريبا سيبدأ العمل به والذي يربط مدن (حلبجة- سليمانية- اربيل- دهوك- زاخو) والذي يمتد لمسافة 915 كيلومترا ويمر بأجمل المناطق والمناظر الخلابة وبمبلغ مليار دولار تقريباً حسب تصريحات لمسؤولين في وزارة النقل والمواصلات.
قطار أو ترام اربيل هو حلم نتمنى ان يتحول الى حقيقة واقعة يقطع المسافات بشكله الجميل والانيق ويخفف الزحام وتكاليف التنقل الداخلي، كما هو حال الكثير من دول العالم التي حققت طفرة نوعية في قطاع النقل والمواصلات.
وقد سبق الاعلان عن مثل هذا المشروع الاستثماري الكبير عام 2012 الذي انجز تصميمه وكان مؤملاً تنفيذه من قبل احدى الشركات الايطالية، وتم دراسة الجدوى الاقتصادية وتصميمه الذي يبلغ طول مسير الترام 67 كيلومترا ومكون من أربعة مسارات تشمل معظم مناطق ومحلات اربيل وفيه 70 محطة للركوب والنزول ويتم بناء محال تجارية وأسواق وخلق فرص عمل جديدة.
نتمنى ان تتحول كلمة قريبا الى عمل وانجاز يبدأ من قلعة اربيل التي هي من التراث العالمي حسب منظمة اليونسكو ويربط أرجاء المدينة حسب تواريخ ومدد إنجاز وتكلفة واضحة يمكن للقطاع الخاص او المواطنين المشاركة بنسب محددة، وبعدها التوسع الى باقي ارجاء ومدن كردستان بحيث ترتبط جميعا باربيل قلب كردستان العراق.