قصيدتان

قصيدتان
هادي الحسيني
مرثية الى أوسلو
في تلك الظهيرة النرويجية
المبتلة برذاذ المطر
أرتجفت السماء
كعاصفةٍ محملة بالألمِ
ثم أرتجفتُ أنا
كان شعوراً يشبه نهارات بغداد
حين ترتجف من شدة الموت
………….
لا عزاءات في شوارع المدينة
غير أن المدينة ثكلى
توقف بريقها
واصبحت غارقة في حزن عميق
بينما دموع الناس
امتزجت مع دموع الشمع
الذي زاد من لهيبها
وباقات الورد متكأة على عتبات الكنائس
تنفست لارواح الضحايا
………….
لم تكن أوسلو على موعد مع الموت
لكنه جاء فجأة
وكانت دموع هارالد
تبشر بأمل جديد
وحياة سعيدة
………
أوسلو لا تبكين
اهلكِ توحدوا
ونثروا فوق ارضكِ الخصبة
كل الورود والشموع والدموع
كل ذلك لكي لا تبكين
* هارالد ملك النرويج
فرانك الى اين؟
كثيرا ما تنتابه الهستريا
يبحث عن قاتل مزعوم ينقذه
هكذا كان يفكر في داخله
لم يقعده عمره الذي شارف على الثمانين
كأنه بطفل امسك العمر من اوله
شديد الحرص حتى على اعقاب السجائر
حين يقذف بها السكان المدخنون بالارض
بدون حياء
………..
كان فرانك كثيرالحركة
عرفته منذ ستة سنوات لم يبتسم يوما
وحيداً في شقته الركنية
وحيداً يتعبد في الطرقات الخضراء
………..
وبينما يحتفل النرويجيون بيوم استقلالهم
كان فرانك يخطط للاحتفال بموته
وفي الصباح
يقذف فرانك بنفسه من الطابق الثالث منتحرا
ليتذوق الموت الذي يريده
ترى كيف طاوعتك روحك يا فرانك
احقاً هذا
كيف كان طعم الموت؟
كيف رأيته؟
فرانك توقف
الى اين انت ذاهب؟
فرانك جاري النرويجي الذي قذف بنفسه من الطابق الثالث ليموت منتحراً
اوسلو
AZP09

مشاركة