قصيدتان

قصيدتان

رجل الثلج

فيما العالم يبتهج

أصنع منك رجلا من ثلج

بشال أحمر

يلتفّ حول عنق الذكرى

وأكسوك

بما حملتُ إليك من هدايا

ما زال القلب يُواصل شراءها لك

بحكم العادة من دون أن يدري

تحت أقدام أيّة شجرة يضعها!

فلا عنوان لشجرة قلبك

تلك التي بالغيرة تسمّمت عروقها

و قطعها حطّاب الوقت

أما انا فلا تهمني إيقاع الوقتِ وأسماء السنوات

فأنت  رجلا و تبقى رجل

في كلَِ الأوقات سوف أحبُّك

عند دخول القرن الواحد والعشرين

وعند دخول القرن الخامس والعشرين

وعند دخول القرن التاسع والعشرين

وسوفَ أحبُّك حين تجفُّ مياهُ البحر

وتحترقُ الغابات “

اسكنك الى الابد

كم اشتهيك عمراً

فائتاً و عمرامقبلا

كم اشتهى

دفء انفاسك على وجهي

البارد دونك

كم اشتهى الحياة معك يا

انا وانت بين ذراعى

اضمك كوطن يحتويك

لتعيش داخل حدودي

فقط

تتنفس من انفاسي

ويغمرك عطر مودتي

اشتهى ان ارتشف قهوتى

المفضلة من بين

شفتيك

وارى انعكاسي بين حناياك

واراك داخل احداقي المحبة

وابحر داخل محيطاتها

الدافئة مستسلما بلا

تجديف

لأرسو على شاطىء

قلبك

واتحول الى قطرة دماء

اسكنك للابد

واكن كلمة السر بين

قلبك ووريدك

احبك

حنين الاسدي – بغداد

لله درك يا إبن العراق

 جميلة هي الاحاديث العفوية تلك التي تنطلق دونما شعور او حساب او تدقيق، تجدها احيانا تجري على ألسنة الناس حينما يكونوا احراراً في كلماتهم وافكارهم وما يطرحون حين يبتعدوا عن الروتين وعن الرسميات، تلمست هذا اللون من الكلمات، حين كنت اراقب حديثاً من بعيد وانا اطالع صحيفة اليوم، واراقب الاحداث عن كثب

أحدهما يقول للآخر: منذ كم سنة وانت في الجيش

 قال له قضيت أربعين سنة في الجيش ولا زلت احتفظ بنفسي عسكرياً ارى نفسي لا زلت ارتدي بزتي العسكرية، واتخيلها في ساحات القتال.

 فقال: كم احب فيك هذه الصفة واذكر حين كنت تدخل الشارع، مزهوا بملابسك وبالبندقية التي كنت تحملها خاصة تلك السنوات الخوالي التي كان البلد يخوض فيها صراعات مريرة مع المحتلين

 فاجابه وهو يتذكر تلك السنوات مع نفس طويل وحسرة والم: نعم يا أبا محمد كنت اخدم بلدي، كنت عراقياً لا اعرف المسؤول والقائد، كل همي أن أخدم بلدي وادافع عن بلدي، كانت اوسمتي حينما أرى وجوهكم تتهلل فرحاً بعودتي منتصراً من ارض المعركة كنت احيانا أتمنى ان لا اقبض راتبي لاقول للوطن ان ادافع عنك بالمجان لولا حاجتي، أتمنى ان أذهب فداءً لترابك، للناس التي تمشي على تربتك الطاهرة

فعلاً كنت اتذكر هذا فيك كنت مزهوا اكثر من ايام تكريمك

فسأله صاحبه سؤالا فاجاني فيه وانا استمع لحديثهم: ما هو اسعد يوم مر في حياتك العسكرية

 فاجابه بغرابة أكثر: لو لم تسالني لحكيت لك انا هذه الخاطرة، اليوم هو اسعد يوم لي في حياتي، ليس لانه يوم تاسيس الجيش وهو يوم يهمني كثيرا، لكني اليوم قرت كلاماً اقرأه لكني لم اتمعن به كما تمعنت فيه اليوم، كلام اعاد الي زهوي وإفتخاري، اليوم عادت لي بهجتي، شبابي، ايامي التي قضيتها جندياً افخر بما اقوم به.

فقال له صديق: وما هذا الكلام، شوقتني كثيراً

 قال: اليوم طالعت لافتة كبيرة وضعها ضابط عسكري على داره، مكتوب فيها:( ندائي ورجائي وطلبي وإلزامي لأبنائي وإخواني وأعزائي أفراد الجيش والشرطة الشرفاء الوطنيين المخلصين مصير العراق وتاريخه ووحدة شعبه وبقاؤه وأمنه وأمانه بأيديكم وسواعدكم الجادة وهممكم العالية وصدقكم وإخلاصكم للوطن..)

فاجابه: ابو محمد مستغربا ولم هذا الاهتمام يا سيدي ما اكثر الخطابات وما اكثر المتكلمين والقادة

 قال له: لا هذا قائد من نوع اخر وشخص يختلف عن الذين ذكرتهم، إنه مرجع دين، وعراقي، واول مرة اسمع مرجعاً يخاطب الجماهير وخصوصاً الجيش والشرطة بهذه الابوية، نحن بحاجة الى ان يكون العالم معنا وفينا حتى يعرف همومنا ومشاكلنا ويخيط لنا جراحنا.

فقال: صدقت يا ابا سعيد

 دفعني الفضول لإسبقهما بالبحث عن الاجابة، فتحت بيانات هاتفي لأ تعرف على قائلها لما قراتها قلت في نفسي: لله درك يا ابن العراق.

علي الكندي

فرصة عمل

في كل منشور على مواقع التواصل الاجتماعي ترى مئات المتفاعلين مع هذه المنشورات، الإعلان عن فرص عمل أو تعيينات حكومية كانت أو أهلية، ومهما كان العدد المطلوب قليل ترى أضعاف مضاعفة تقدم طلباتها ناهيك عن طلبات الخبرة الشبه تعجيزية.

كأي شاب عراقي متخرج يبحث عن عمل، وجدت مؤخراً إعلانا لإحدى الشركات تطلب موظفين إداريين، ارسلت السيرة الذاتية، وذهبت للمقابلة، حتى تغير الطلب من إداريين إلى مسوقين! تأخذ أجرك بحسب العدد الذي تقدمه للشركة وبعد الشهرين يتم تقويم مهارتك في تخصص بحسب عدد السياح الذي قدمتهم إلى الشركة! لا أعلم كيف يصدر حكم أنك مصور جيد بسبب نجاحك بالتسويق وإنك إداري فاشل بسبب فشلك بإقناع السياح أن يسافروا مع هذه الشركة! وهذا آخر ما توصل إليه بلد الثروات الطبيعية والنفط والسياحة بكافة انواعها.

بعد غياب دور الحكومة في توفير فرص عمل للشباب، ومحاربة القطاع الخاص كما حدث مؤخراً بزيادة التعرفة الكمركية للمواد الأولية في الصناعة مما دفع اصحاب المصانع إلى غلقها، أصبح الشباب بلا عمل ونراهم يجرون خلف أي إعلان عن فرص العمل مهما كانت نسبة المصداقية فيه، حتى وصل الحال لبعض مؤسسات القطاع الخاص أن تشغل الشباب بعنوان ( تحت التجربة) لمدة شهر أو شهرين بدون مقابل وبعدها يتم الاستغناء عنهم جميعهم بكل بساطة وبدون مقدمات، فهل سنسأل يوماً ما لماذا انحرف الشباب أو انجرفوا إلى الجريمة أو الانحراف.

ختاماً، لن أقول يجب توفير فرص عمل لأن هذه أبسط حقوق الشاب العراقي، بل سأقول أهتموا بالشباب و أوجدوا البديل لتفريغ طاقاتهم، نعم البلد خرج تواً من أزمة ولكن وظفوا طاقات الشباب بدل الذل الذي يعيشون فيه بسبب البحث عن عمل، على الأقل لكي يحبوا بلدهم.

سامر محمد

وزارة الكهرباء

عقود الشراكة

تعد الكهرباء من الحاجات الضرورية وعصب مهم وشريان حيوي في مفاصل الحياة اليومية للمواطن العراقي في كل الميادين فبدون نعمة الكهرباء لا تستطيع مواكبة التطور الصناعي والزراعي وتكنولوجيا المعلومات وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن كونها عنصر اساسي في كل مقومات الحياة الاخرى.

لذا اصبح لزاماً على وزارة الكهرباء التفكير بحلول من اجل توفير التيار الكهربائي لعموم البلاد وعلى مدار 244 ساعة ومن بين تلك الحلول الانية هو اشراك القطاع الخاص بمجال توزيع الطاقة الكهربائية .

 وبهذا شرعت وزارة الكهرباء منذ اكثر من عام بمشروع عقود الخدمة والجباية من اجل القضاء على الضائعات والتجاوزات والهدر الحاصل على الشبكة الكهربائية من اجل الوصول الى الغاية المنشودة وهي توفير الكهرباء على مدار الساعة وشمول جميع المواطنين بتلك الخدمة والحد من الاستخدام المفرط وغير المبرر للطاقة الكهربائية عبر الاستخدام الامثل وترشيد الاستهلاك .

ملاكات الوزارة

 وهذا حقا ما قامت به ملاكات وزارة الكهرباء من خلال القيام بحملات توعوية للترويج عن مشروع الخدمة والجباية وكذلك ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية عن طريق الجولات والزيارات الميدانية وعقد الندوات وتقديم والارشادات وسبل تقنين استخدام الطاقة الكهربائية وشملت تلك الندوات والجولات والزيارات الميدانية كل شرائح المجتمع على اختلاف مشاربهم ابتداءً من طلبة المدارس والكليات والاسرة التربوية وشيوخ العشائر ومنتديات الشباب وصولاً الى النقابات والاتحادات المهنية والمنظمات الانسانية ومنظمات المجتمع المدني.

 كما تم خلال تلك الندوات واللقاءات شرح الاستراتيجية الوطنية التي تبنتها الوزارة وفوائد عقود الخدمة والجباية وما تعود به على المواطن من استمرار التيار الكهربائي والتخلص من اعباء المولدات الاهلية وما شاكل وايضاً ايضاح الصورة الضبابية التي تولدت في ذهن المواطن جراء الاعلام المضاد لتلك العقود والتي فهمت خطأ على انها خصخصة لكن هي في الحقيقة عقود شراكة مع القطاع الخاص مما يدعم توجهات الحكومة من اجل دفع عجلة التنمية الاقتصادية الى الامام وخلق فرص عمل جديدة للشباب من خلال الاستثمار واشراك القطاع الخاص في مفاصل الحياة.

 وقد ادت هذه الحملات الى تغيير وجهات النظر لدى الكثير من فئات المجتمع ليتحول من فلسفة عدم الاتفاق أو المعارضة الى الموافقة لما لمسه من نتائج متحققة على ارض الواقع من تجارب مناطق تعمل بها عقود الخدمة والجباية ومن خلال استبيان اراء المواطن ومدى رضاهم عن تلك التجربة والتي اكد فيها جميع المشتركين على انها من انجح المشاريع وافضلها.

والله ولي التوفيق…

احمد الطائي – بغداد

أضواء مهشمة

أفضلُ الاختباءَ عندكِ

كـ شَامةٍ يسيرة الوضوح

على أن أكونَ مُسلحاً بِالنَّعيم

____

أفضلُ أن أكونَ صبارةً

على أن أكونَ شَجرةَ تفاحٍ

يَتغذى عليّ النَّاسُ وَقتَ الجُوع

وَحَالما يَشبعونَ تماما

يَصفونني بِالزّقوم !!

____

أفضلُ التَّيهَ بينَ يديكِ أعواماً

على أن أكونَ سلطاناً بينَ الغَيمات

____

أفضلُ أن أكونَ حَجرةٍ صَمَّاء

في صَحراءٍ نائيةِ البعد

على أن أكونَ بَشراً بِلا طُموح

_____

لن أتتبعَ تَلكَ الخَرائط

التي حَفرتْها أظفارُكِ

على قَفاي…

حتَّى تَكوني لِقلبي مرآةً

تَعكسُ المُستحيل

____

السَّعادةُ بَعيدةٌ جداً

كلَّما عَزمتُ على ملاقاتِها

اتخذتْ من السُّلحفاة

وَسيلةً لِلمَجيء !!

____

بَعدَما عَرِفتُكِ

تَمنيتُ لو أنني آدم

كي أقضمَ الشّّجرةَ بِما فِيها

وَلنْ أكتفي بِتفاحةٍ وَاحدة

__

لِكلِّ وَاحدٍ مِنا

أربعونَ شَبيها

إلا أنتِ بِلا شَبيه

عَرافتي قَالتْ:

إنكِ خُلقتِ في قَالبٍ

ذِي استعمالٍ وَاحد

____

الشَّمسُ مَنارٌ لأهلِ الأرض

وَأنتِ مَنارٌ لأهلِ السَّماء

لا فَرقَ بِينَكن

سِوى أنَّ الشَّمسَ تَحجبُها الغَيوم

وَأنتِ تَحجبُكِ العُطلُ الرَّسمية

____

أنا وَأنتِ

طفلانِ نَركضُ بِشَكلٍ دَائري

على حَافةٍ وَاحدة

دُونَ أن نُفكرَ بِالسُّقوط

أو أن يَلحقَ أحدُنا الآخر

الغريبُ في ذَلك

إنَّ كلَّ شيءٍ يَركضُ مَعنا

حتَّى الفَراشات وَالوَقت وَالشَّيب !!

إلا أنَّ قلوبَنا مُتوقفة

مُتوقفةٌ تَماماً

مُنذُ أول نَظرة.

____

إلى الحبِّ الذي لَم يُولدْ بَعد

بَينَ ركنِ العَينِ وَمَقامِ النَّظر

إلى السَّماواتِ السَّبعِ اللواتي

يَنزفن على كفكِ الألوان

إلى الدِّياناتِ المُتعرقةِ خَجلاً

من إيجادِ نَافذةٍ لِمَرضاتك

إلى كلِّ شَيءٍ بَازغٌ فِيكِ

وَليسَ ليّ فِيه نَصيب

أقولُ :

لِيسَ لديَّ ما أقولهُ

أمامَ حَضرتِكِ المُكعبة

إلا أن استغفرَكِ طَويلاً

عَما فاتَ من عُمري الدَّائري.

____

عِندَما غَسلنا الأيامَ سوياً

وَنفضناها من دَرنِ المَاضي

رَأيتُكَ قد هَممتَ لتُعلقَهن

على حبلِ تَصبُّرِكَ الضَّعيف

الذي ما لَبثَ حتَّى انقطع !!

والآن أحاولُ جَاهداً

أن أمدَّ لكَ حَبلَ غَسيلي

لِتُعلقَ عَليهِ ماتَشاء

وَأفرشُ لكَ ماتَبقَّى من جِلْدي

لِتُوسدَ تَحتَهُ حُزنَكَ العَاري

____

يَعزُّ عليَّ أن أراكَ

شَجرةً غافيةَ الفَرح

وَالمَوتَ حَطاباً أرعن

جَاءَ لِيُأخذَ قَبساً مِنك

فَعادَ مُحملاً بِأغصانِكَ الزَّاهية!!

____

يَاحَسن..

عَائلتُكَ لوحةٌ جَميلةٌ

لا أعلمُ من أودعَها عندَ طفلِ المَنية

وَبِحجةِ أنهُ يَلعب

قَامَ بِحذفِ مَلامحِها النَّضرة !!

____

ليسَ باستطاعتي

إراقةَ المَزيدِ من الغَباء

أمامي جيلٌ كاملٌ من الغَفلة

يَسترزقُ على حباتٍ بِلونِ المَاء

كان قد نَسيَّها الزَّمان

على جَبينِ الرِّيح

تأكلُ ثباتَ العمرِ على شَكلِ أرضةٍ مُتطرِّفة

احمد ابو ماجن – بغداد

التعليم في الماضي

التعليم في القرى يعتمد على إمام المسجد أو شخص متعلم يقوم بتعليم الصبية القراءة والكتابة والحساب وبعض الامور الدينية، ويكون التعليم على شكل دورة يلتزم الصبية بالدوام،والصبي المتخرج يستطيع أن يكتب ويقرأ الرسالة ، وهذاهو مقياس نجاح الطالب، وعند انتهاء الدورة توزع الحلوى، وتقام الولائم ابتهاجا بهذه المناسبة،تعلم الكثير من الصبية في هذه الدورات، وهذه المبادرات شخصية، واحيانا يقوم شخص بتوفير مسلتزمات الدراسة لهذه القرية قبل تأسيس التعليم الرسمي،الذي تولى الإشراف على المدارس وتعيين المعلمين ،وبناء المدارس،وعندما تصدر الترببةأمرإ بإنشاء مدرسة ،يقوم أهالي القرية بتخصيص مكان للدراسة،او أحيانا تكليف معلم للقيام بالتدريس في السنة الاولى، وبعد ذلك تتولى التربية بتوفير مستلزمات الدراسة من كتب القرطاسيةوغيرها، ويكون التعاون بين الأهالي والتربية في مجال التعليم،بعض أبناء القرى تعلموا في الجيش وخاصة العسكريين ،وبعضهم تعلم في الشركات وخاصة العمال،وكانت تقدم الى التلاميذ، التغذية المدرسية، وهو برنامج غذائي ،يشمل الحليب والاجبان والحمص الرز، الدقيق ،والسمن والفواكة، كما يقوم بعض الاشخاص الذين لديهم امكانيات مادية بتقديم الملابس المدرسية الى التلاميذ، وتخرج من المدارس الابتدائية اعداد كبيرة من أبناء القرى،وانتقلوا للدراسة في المدن،وقسم منهم واصلوا دراساتهم خارج البلاد،تخرج منهم الطبيب ، المهندس القاضي،الاستاذ ، ومنهم من استلم وظائف متقدمة في الدولة،ساهمت في بناء الوطن.

محمد صالح ياسين الجبوري  – بغداد

أجمل بلد هو الوطن الحر

.سمع أحد السلاطين بأن في السوق جارية

سعرها يتجاوز سعر 100 جارية!

فأرسل السلطان يستقدمها ليرى ما يميزها عن سواها؟!

فوقفت أمامه وشموخها لم يعهده من الجواري الاخريات ..

فسألها لماذا سعرك غال يا فتاة؟!

اجابت لأني اتميز بالذكاء.!

أثار كلامها فضوله وقال سأسألك

لو أجبتي أعتقتك ولو لم تجيبي قتلتك؟!

ما هو

أجمل ثوب

وأطيب ريح

وأشهى طعام

وأنعم فراش

وأجمل بلد؟!

التفتت الجارية إلى الموجودين

وقالت حضروا لي متاعا وفرسا

فإني مغادرةٌ هذا القصر وأنا حُرة .!

أما أجمل ثوب فهو قميص الفقير الوحيد

الذي لا يملك غيره فأنه يراه مناسباً للشتاء والصيف.

أما أطيب ريح هي رائحة الأم

حتى لو كانت نافخة النار في حمام السوق.

أما أشهى طعام ما كان على جوع

فالجائع يرى الخبز اليابس لذيذا.

أما أنعم فراش ما نمت عليه وبالك مرتاح

فلو كنت ظالما لرأيت فراش الذهب شوكا من تحتك.

سارت نحو الباب فناداها السلطان

لم تجيبي سؤالي الاخير؟!

إلتفتت وقالت :

أجمل بلد هو الوطن الحر الذي لا يحكمه الجهلة.

أجادت الجواب فنالت حريتها.

نعم صدقتِ أجمل بلد الوطن الذي لا يحكمه جهلة.

ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً

تجاهلت حتى ظُن أنّي جاهل.

فالجهل داء الأمة ولا علاج له إلا بإحلال العلم والمعرفة بدلاً عنه. نعم إن الجهل مصيبة، ولكن الأعظم من ذلك عندما يرتبط الجهل بالحماقة فتكون الكارثة خاصة عندما يكون الجهل حاكماً، فيهلك ويُهلِك من معه، لأن الجهل مع الحماقة لا يمكن علاجهما ، أسأل الله (سبحانه وتعالى) أن يبعد عنا وعن أمتنا الجهل والجاهلين.

وسبب. ويلات.  ونهب الثروات. في العراق هو سياسة الجهل.

أحمد عباس الذهبي  – بغداد

وطن بلا هوية

وانا اتنقل بين فقرات اليوتيوب محاولا ابعاد شواطئ الملل ومراكب الرتابة التي اعتورتني من الاخبار المروعة لبعض القنوات الفضائية التي تساهم بقتل العراقيين وأحلامهم قبل الارهابيين والتكفيريين ، فهي تدسُ السمَ الزُعاف والمنهج الدموي في أخبارها المنمقة والتي نسمعها كل يوم .. وليس خافيا عن جل الناس مصدر تمويل هذه الفضائيات المشبوهة فالكثير منها يعود لبعض ما يسمى بـ( السياسين ) مع تحفظي على هذه الكلمة لأن السياسي بطبيعته هو من يتشرف بخدمة بلده وأبناءه جلدته لا كما يفعل هؤلاء الموجودون في مفاصل الدولة المترهلة والتي تشكو من داء التخمة المزمن ،من سرقات وفساد وتصفيات سياسية !! وبعض هذه القنوات تصور بلدنا هذا بأنه بلد آمن ومزدهر وديمقراطي حتى النخاع ، متناسية ان الكثير من التقارير الدولية تؤكد ان العراق هو أخطر بلدان العالم وأن اغلب هذه الدول تمنع رعاياها من السفر إلى هذا البلد… تركتُ كل ذلك من أخبار وقتل ومساومات ، ووجوه بشعة ، وتناولتُ موبايلي لادخل الى فضاء اليوتيوب الواسع وفقراته المتشعبة ، ومن خلال تقليبي لبعض الفقرات المضحكة والكوميدية فاذا بي ادخل الى فقرة تتحدث عن بائع شاي عراقي من قضاء النعمانية في محافظة الكوت اسمه (وطن ) وهذا وطن يعمل في إحدى المقاهي الشعبية التي تجمع انصار البطالة الحقيقية ، وبعض ممن ينشد الترويح عن نفسه !! وهو يبيع الشاي بطريقة بهلوانية ومضحكة وحارقة احيانا عند سقوط أحد أقداح الشاي على واحد من انصار تلك الحركات السريعة ، إلا أن هذه الحالة نادرة الحدوث بالنسبة إليه لانه بائع متمرس في مهنته وانه قضى فيها ما يقارب 37 عاما ….إستوقفني (وطن) هذا الإنسان البسيط .. إستوقفني ذلك الوجه البائس على الرغم من ضحكاته التي تخفي الكثير من الدموع التي أكلها الحزن ليقذفها في محاجر هاتين العينين السوداويتين .. استوقفتني تلك الخطوط العرجاء المرتسمة على هذا الوجه المتعب ولا ادري كيف هاجمني في هذه اللحظة الهاجس المرعب لتلك ” الصبات ” التي حفرت أخاديد حمقاء على وجه بغداد الصبوحي الجميل كالتي حفرتها أثقال الكهولة على وجه وطن !!

احسستُ ان هذه الخطوط بدأت تتكلم عن نفسها بعد أن عبرت بقارب شيخوختها الثُلث قرن !!

وانا انظر الى وطن والمذيعة التي تحاوره من خلال لقاء تلفزيوني فسالته هذا السؤال :

– إسمك وطن الا ترى أنه غريب بين أسماء الناس ، ومن الذي اسماك بهذا الإسم ؟

كان جواب وطن مقتضبا وهو يحاول الإمساك بدمعتيه اللتان تحاولان الانفلات خارجا وهي تتحدى وحش الشيخوخة الزاحف !! بالتأكيد هناك قصةٌ مروعةٌ ومخيفةٌ تتعلق بالوطن السليب !!

ادركتُ إن وطناً يخفي مغازلته الغامضة لهذا الوطن البائس الذي لايبادله الأحاسيس ذاتها .. لم اسمع جوابه بالضبط لأني شُّغلتُ بالصياح على اولادي وهم يتعاركون مثل ” النواب ” في برلماننا الموقر ذو الأرقام الفلكية في كل شي ..من العدد والرواتب والامتيازات !! لكنني لمستُ من أطراف أحاديث ” وطن ” المتنافرة ان جوابه كان سلبيا تماما بعد ان اعتلتهُ الغُصة والحرقة …. وبالتأكيد إن وطناً كغيره من الاف او ملايين العراقيين الذين تمتلئ حياتهم بقصص عشق مجهولة لوطن ضاع في سوق النخاسة ، واستشففت من حركاته وهو يبيع الشاي بأيدي معكوسة ان الوطن يمكن ان يباع مثل قدح الشاي … أدركتُ أن هذا الإنسان مثل أقرانه من الكثير من العراقيين ضائعين لضياع وطنهم وأنه وطن بلا وطن !!

أسعد متعب عبد –  بغداد

وطن بلا وطن   15- 1- 2018  كمال

مشاركة