قصيدتان
رشا
بُنَيَتي رشــا
أمنحُها حبّي
أسكنُها قلبي
تتخطى مثلي
الأيامَ اللا تُنسى …. أياماً
تأكلُ فيها الأنثى
من ثدييها جوعاً ..
بؤساً .. همـــاً .. حرماناً
أياماً … كانت خُضْراً مَرابعُنا
لا تسقطُ منا دمعةَ حزنٍ
لا نقطفُ زهراتِ الحب
لا نَعرفُ لوناً للحُزن
بالفرحةِ نحيا
بالسؤددِ والبِشْرِ
زمناً .. يجعلني اكتمُ
غيظي نجوايَ
همومي.. بَوحي.. أمري
أتجمّرُ في مجمرةِ الجمرِ
رَماداً .. رُفاتاً
وفي البدءِ..
جئتُ سليماً معافى !!
لأفتحَ نافذتي إلى البحرِ
والريحِ في غَبشِ الصبحِ
عند أطلالةِ أولَ نورٍ بهي
أشمُّ عبيرَ النَدى
من البحرِ يأتي اليَّ
نَديا هواهُ
لتغمرني نَسائمهُ
أريج الصِبا
أمسحُ فيهِ عذاباتِ روحي أساها
وتملأني فَرحاً.. أساريرُهُ
وابتهاجاً لنفسي وانشراح النفوس
وها إني يُطربني صوتُ ناطورِنا
يغني من القلبِ إلى القلبِ
ليلاهُ.. أشواقهُ
يَبثُ جواهُ وآلامَهُ
يَنشرُ أسرارَهُ
إلى النهرِ والنخلِ
والطيرِ بدءَ الخريرِ
تعالى ببستاننا
عند أرضِ (كمال)
هو الآن ..
مملكةٌ من الغاباتِ
تكتظُ بالقصبِ الوسيم!!
على الضِّفتينِ.. سَهارى
عند ابتهاجِ الطيور
لكنَّ رشا تَهمسُ في أُذني
أبتي:
لا تحملَ هماً حُزناً
لا تلوي للرِّيحِ ذراعاً
لا تُهزم .. أو تَهرم
لا أن تبقى في القلبِ تشيخ!!
البنّا
النهر الذي أصبح جزءاً من المدينة
في ((المشراق))
كُنا نَعرفُ نهر (البنّا)
لا ننساهُ أبداً , أبداً
شيباً كُنّا أو شبّاناً
نَستذكرهُ,
أعواماً.. أعواما
حَرَّكني الوجدُ إليهِ ..
أذكرُ أيامي الحلوة ..
لا نَصَبٌ فيها .. لا بَلوى
لا هماً في القلبِ فيشغلني
غَيرَ الحبِّ هو الشغل الشاغل
نذكرُ أيامَ الأُنسِ ….
في ليلِ (الحِنّةِ .. والعُرسِ)
عِبرَ ضِفافِكَ يا بنّا
من أوَّلِ يومٍ صادق ..
حتى غبش الليّل الآخر …
مُذْ كُنّا أطفالاً يا (بنّا)
نذكرُ أيامكَ كالجنَّةِ
بالخوخِ الرمانِ الأعنابِ
الحنّة
وسَفائنُ تًحملُ أمنانَ التمرِ
يا نهرَ (البنّا) يا عمري
يا مهرَ (المياسةِ) في شعري
يا مشوارَ شبابي البِكرِ
أحملهُ: وهناً.. وهناً
طَيّاً في ذاكرتي:
حُبّاً يبقى.. يبقى
عبد الله عيادة الرفاعي – البصرة