قصص ونقطة ورأس سطر-علي السوداني

رائحة‭ ‬شتاء‭ ‬مبكر‭ . ‬قهوة‭ ‬مرة‭ . ‬فيروزة‭ ‬واحدة‭ . ‬أطفال‭ ‬مدارس‭ . ‬رفعة‭ ‬علم‭ . ‬هاتف‭ ‬صامت‭ .‬

وجع‭ ‬سداسي‭ ‬الأبعاد‭ . ‬حاوية‭ ‬زبل‭ ‬ضخمة‭ ‬صفعت‭ ‬الفتى‭ ‬الأشهب‭ ‬على‭ ‬خده‭ .‬

سعيدٌ‭ ‬ومحتفلٌ

كأنني‭ ‬قلادة‭ ‬وردٍ‭ ‬طازجة‭ ‬برقبة‭ ‬حسناء‭ .‬

أنا‭ ‬محظوظٌ‭ ‬جداً

بصومعتي‭ ‬ثلاجة‭ ‬صغيرة‭ ‬

مثل‭ ‬رائد‭ ‬محسن

وصبرٌ‭ ‬طويلٌ‭ ‬مثل‭ ‬

محمود‭ ‬ابو‭ ‬العباس‭ .‬

امر‭ ‬على‭ ‬اغطية‭ ‬العائلة

‭ ‬واسجل‭ ‬الحضور‭ ‬والغياب

كان‭ ‬أبي‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك

ويبتسم‭ ‬

لأنَّ‭ ‬الرموش‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬ترفرف‭ .‬

كانوا‭ ‬مائة

قفزوا‭ ‬من‭ ‬بطن‭ ‬الصورة‭ ‬

وتركوا‭ ‬كراسيهم‭ ‬تصفق‭ ‬لي‭ .‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬الشاعر‭ ‬طويلاً‭ ‬كي‭ ‬يسقط‭ ‬النساء‭ ‬ببئر‭ ‬الكلام

كانت‭ ‬صديقته‭ ‬قصيرة

تلك‭ ‬هي‭ ‬الحكاية‭ .‬

يا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬ايام‭ ‬مبهجة

بدواليب‭ ‬الهواء‭ ‬العالية

حمَلَنا‭ ‬الأسى‭ ‬فوق‭ ‬ظهره

وطار‭ .‬

نصحني‭ ‬شيخي‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬أترك‭ ‬المدينة‭ ‬فسألته‭ ‬عن‭ ‬العلة‭ ‬قال‭ : ‬سيرتاح‭ ‬صحبك‭ ‬الأوغاد‭ ‬وسيرمون‭ ‬وراءك‭ ‬سبع‭ ‬حجرات‭ . ‬إبقَ‭ ‬مصلوباً‭ ‬فوق‭ ‬رؤوسهم‭ ‬ومثلك‭ ‬مثل‭ ‬قنديل‭ ‬يضيء‭ ‬بغير‭ ‬حساب‭ .‬

تحت‭ ‬بطانية‭ ‬ثقيلة

أو‭ ‬قماش‭ ‬مهزول

أُواصل‭ ‬تشكيل‭ ‬أحلامي‭ ‬الرائعة

مثل‭ ‬كهل‭ ‬وقور

يدندن‭ ‬بخيمة‭ ‬لجوء‭ .‬

في‭ ‬بستان‭ ‬الورد‭ ‬العظيم‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬تتعثر‭ ‬قدمك‭ ‬ببراز‭ ‬قط‭ .‬

لم‭ ‬يشارك‭ ‬بموتهِ

قتلهُ‭ ‬دخان‭ ‬الأصدقاء‭ .‬

مشاركة