قصص قصيرة

قصص قصيرة

يوم مغبر

في يوم مغبر، خرجت لجلب الخبز، وانا في طريقي، وجدت طفلة صغيرة تبكي بكاءً شديداً، وتفرك عيونها. كان الطريق شبه خالٍ من البشر لشدة الرياح والغبار، وقفت امامها وسألتها : ما الذي اتى بكِ الى هنا، ولم انتِ لوحدك؟!.  قالت وهي تنشج : خرجت من المنزل وراء امي، ولكني ظللت الطريق لشدة الغبار، ولم اعد اتذكر مكان منزلي.

تمزق قلبي لبكائها

عدت الى منزلي ومعي الطفلة، دون الخبز!. فتحت الثلاجة فوجدت قطعة حلوى، حاولت اسكاتها بها، واخذت تاكل الحلوى وامتزجت دموعها بها وهي تاكل وتشهق بالبكاء، فتحت النافذة فوجدت الغبار قد انزاح عن وجه المدينة، غسلت وجه الطفلة، وازحت عن وجنتيها الحمراويين شعرها، واخذت بيدها، عساني ان اعثر على ذويها، مؤكد انهم في قلق بالغ عليها!.  وفي طريقي اذا بامرأة واقفة تبكي وتولول، وانا احمل الطفلة على كتفي; فما ان لمحتني المرأة حتى صرخت .. “الحمد لك والشكر يارب”

والتقطت الطفلة من يدي بسرعة، وقالت لي : اين كانت طفلتي وماذا تفعل معك! لقد وجدتها تبكي في الشارع والجو مغبر، وضلّت طريقها.

بكت الام فرحاً بلقاء ابنتها مجدداً، واحتضنت طفلتها كانها فارقتها لسنين!، وشكرتني واثنت عليّ.

نزلت دموعي فرحاً وحزناً حينها; على الطفلة التي عادت الى امها، وعلى ابنتي التي قضت نحبها، في فترة سابقة من الزمن.

حمامة بللها المطر

جالس لوحدي ارتشف قهوتي قرب موقدي، وأمامي نافذتي يتساقط عليها المطر رذاذاً، يمتلكني الدفء والهدوء ..

سمعت صوت حمامة قرب النافذة، شدني صوتها وأجبرني أن اترك مكاني واذهب إليها.. فتحت النافذة، وجدتها مبللة وحزينة، فأدخلتها وذهبت بها قرب الموقد لتنال قسطاً من الدفء.. لمحت ورقة ربطت في رجلها .. فتحتها وكانت الحروف قد ابتلت وتكاد تكون ممزوجة بالمطر  ويخرج منها عطر غريب راق لي!

بدأت جاهداً أن أقرأ ما كتب فيها، وبعد أن استجمعت قوى بصري وتركيزي

وجدت ..

((حبيبي .. في هذا المساء الغريب ومع كل قطرة مطر، أرسل لك حرفاً قد فاض بي الشوق لرؤيتك ومزقني الحنين إليك، متعبة حد البكاء، يأسرني البرد بدونك، أين أنت يا رفيق الليالي يا من أبات على ذكراك ..))

توقفت عن القراءة مستغرباً!

يا ترى لمن هذه الرسالة ؟!

ليس لدي من يكتب لي كلاما كهذا

عاودت القراءة متلهفاً لنهايتها ..

فإذا بها مختومة لـ (اسم غير مسمى)!

جففت الرسالة جيداً، وبينما أعيد ربطها برجل الحمامة، التفت إلى النافذة فإذا بالمطر قد توقف!، وقد نشف ريش الحمامة .. عدت إلى النافذة وأطلقت الحمامة في الهواء

وبات يمتلكني الحزن والفرح في آن واحد;على ما قرأت من وجع .. ولأني أنقذت الحمامة، لعلها تصل إلى من أرسلت إليه .

نسيان

وأنا في طريقي الى نسيانك، رأسي متكيء على زجاج السيارة، واشجار الذكريات تمر بسرعة، حدث عطل مفاجيء في محرك قلبي، اضطرني الى التوقف!، وتبديله بقلب حمامة بيضاء، اعطتني قلبها من فوق الاغصان; شريطة ان اعود اليك!.

اللص

بعد ان دخل احد المنازل من شرفته ليلاً لسرقته .. وجد نفسه في غرفة لطفل صغير نائم! اقترب منه بهدوء ..

تحسس الطفل حركته فابتسم وهو نائم .. تذكر السارق حينها طفله الراحل وهو في نفس عمره،  فبكى بصمت وحرقة، وغادر البيت وهو يمسح دموعه، لاجل تلك الابتسامة.

التواصل الحقيقي

ان للجلوس مع الاطفال في جلسة حوار حقيقية خالية من الأمر والنهي، والتواصل الجاد معهم تاثير كبير في بناء ذاتهم في القوام الصحيح، وتكوين شخصيتهم الودودة كونهم بدأوا في الوقت الحاضر في الانعزال باستخدام الاجهزة اللوحية والالعاب الالكترونية، وأصبحوا في معزل عن ابويهم، وان لسلوكيات الابوين تاثير كبير عليهم، حيث سيقومون باقتباس اغلبها مستقبلاً، وكذلك توجيه الاسئلة اليهم فيما يحبون ويكرهون ، تساهم في صعود منسوب الثقة لديهم .

اما بخصوص الزوج والزوجة، فان فتح الحوارات فيما بينهم تخلق روح المؤانسة والصداقة بعيداً عن اجواء الروتين والعمل اليومي، والاستماع الى الشريك واعطائه المساحة الكافية للتحدث في شتى التفاصيل، يخلق احاسيس جديدة يكون تأثيرها ايجابياً على العلاقة، والقاء الكلمات الحميمية على مسمع الشريك، كشكره على عمل قام به، او تقديم هدية بسيطة تزيد من عامل التحفيز بينهما، وان الاهتمام بالمظهر، من اولويات المقاربة بين الزوجين وسر الاعجاب الانجذابي بينهما.

محمد عبد القادر – بغداد

مشاركة