قصص قصيرة جداً – نصوص – كريم جبار الناصري
مؤاخذة
تؤاخذني فسحة المكان بخضرتها الجنائنية ، تحلق طيور ملائكية بفضائها ،تتنقل فراشات ذهبية بين الزهور .. بهذا المتنزه كان لي موعد ..تغازلني بحديثها بضحكتها، تلغز عيني خصلات شعرها المتطايرة ، فزعت ..
قالت – ما بك ؟
آه لم استطع الرد بعد يقظتي فحبيبتي ترقد تحت الثرى ..
اقتلاع
أمسى لا ينام ليله من وجع أحد أسنانه ،أصبح عند الطبيب ..
أنه سن العقل !
أقلعه ،قبل أن يصل النخر للبقية …
الفرج
صباحا كلما يتجه الى عمله وعند راس الزقاق المتصل بالشارع العام ،يقصد عجوزا مقرفصة لا يبين من هيكلها غير عينين مرشحتين للذبول بعد ان اكتسحهما الماء الأزرق .
يضع بأحضانها ما يخرج من جيبه. بصوتها الأجش تدعو له ..يركب الحافلة مزهوا بالغبطة. ذات يوم لم يجدها ..
انتظر ،قال – لعلها تتأخر اليوم ..أقبلت امرأة ، اقتربت منه ، رفرفت عصافير فؤاده لمحيا وجهها الصبوح .
بوجل سألته – ألم تر عجوزا
– أنا بانتظارها ..وسأنتظرها كل يوم
– لعل سوء قد أصابها
– لا أعرف ..
ذهبا كلا بطريقه يفكر بصاحبه…تكرر المشهد فتواعدا للقاء دائم .



















