قصص عن الأم

كان ياما كان

قصص عن الأم

قصتان من قصص عدة عنها وعن من عاش من بعدها

كان هناك فتاة تزوجت من ابن خالتها وكان الاثنان جميلان جداً وكانا في عمر( اوّج الشباب ) وكان الزوج يعني كل شيء كل شيء للزوجة  ولاسيما بعد ان اصبحت ام لولد وبنت …لكن الاقدار والحرب الحرب العراقية الايرانية تقطف زوج هذه الملكة الام وتحرم الابناء من اباهم ….لتصبح الام هي الام والاب في آن واحد , وهي في اوّج شبابها ودلالها , لتحولها الاقدار الى اب فضلاً عن الام , وضحت وضحت لوحدها بعيداً عمن حولها , تخاف البرد ان يلسعهما والحر ان يحرقهما والخطف والموت ان ينالهما وهي في بلد اصبح لاآمان يذكر!!! استمر الصراع بين الخوف والامل في ان يكونا اولايكونا ؟؟؟ الحمد لله لقد اصبحا شاب وشابة , طبيب وطبيبة ..لكن!!!اصبحت الام في خوف اكبر واكبر , وصار الفراق الفراق هو البديل الانسب كيف سافارقهما  ؟؟؟آه آه آه لوعة الفراق ام مأمن الحياة في بلاد الغرب( امريكا) حيث الامان والمستقبل وان كانت العين تدمع وتدمع منذ فراق الزوج الاب الامثل وهكذا هي حال هذه الام الادارية الناجحة الآن تمارس دورها كأم لمن هي مسؤولة عنه وفي رعايتها تعويضا وتجسيدا لما تملكه من حنان ,حنان لام تبعدها المسافات المسافات بين القارة والقارة … لكنها أم أم أم ..

وكان ياما كان ام لتسعة ابناء خمس بنات واربع اولاد فارقها الابن الاكبر تاركا حضنها جهلا لمسببات ذلك وظرف يشوبه الغموض في النفور منها  لحضن اخر, تاركاً الام بلوعة فراقه  تلوذ رؤيته متخفيةً بين الحين والآخر , وكان لها بنتان كبيرتان بين سن الثالثة عشر والحادية عشر  وثلاثة اولاد  التسع والسبعة والستة اعوام من الاعمارعلى التوالي وثلاث من البنات  الاربعة والثلاثة والسنتان من الاعمار على التوالي تعيش الفقر والمرض في آن واحد لكنها قاومت الاثنين ولاسيما بحملها بالولد الاخير الذي شكل خطرا على حياتها ومصير بقائها حية ترزق لكن هي الام لم تضح بماتحمله بين احشائها وبين بقائها الى ان ولدته ليبقى مدة اسبوعين لاغير بعدها بعدها ماتت  ماتت الام  في سن التاسعة والعشرين. من عمرها….تركتهم (ابناؤها)…كيف كانت الحياة لمن يعيش بعدها ؟؟؟؟!!!الاولاد والبنات يرعون  الوليد الاخير ام يحتاجوا لمن يرعاهم ؟؟؟!!!يمكنكم تخيل ذلك الحرمان تلو الحرمان بفقر وذلة واستغلال الاخرين والخوف الملازم كيف هو الخوف وامك لم تكن معك ؟؟؟!! شعور مرير تخيل الليل ورعبه وبرده وقساوة المحيط من البشر الذين ليست ببشر !!!!! طفل رضيع واخت كبرى واخ عاد بعد فوات الاوان ليصبح هو الراعي لاخوانه مع اخته الكبرى الطالبة في مرحلة المتوسطة تتناوب مع اختها في الابتدائية على رعاية من يحتاج لرعاية فضلا عن رعايتهما لنفسهما … قد يتساءل البعض عن دور الاب دوره ومكانته محفوظه لكن لا تندهش هو الاخر كان بحاجة لرعاية اكثر من الابناء لاسيما وان لاحيلة ولا وسيلة ولايملك حضنا يعوض حضنها امي امي .. كبرنا ونضجنا لكن كالطفل العليل الغير مكتمل وينقصه الاشياء الاشياء في مجتمع يعيشه بلا ام ..زينظر الى الاخرين في كل مناسبة هو الوحيد ياتي بلا مرافق وان كانت الاخت الكبرى هي البديل لاسيما بعد تركها الدراسة وان كانت من المتفوقات !!!! تخرجنا واصبحنا قدوة يقتدى بها في المجتمع  يسبقها التمجيد والمقارنة بالمدارس ( اليس هؤلا ء لم تكن لهم ام وهم متفوقين وخلوقين) الحمد لله …لكن لكن!!! الشعور بالحرمان مرافق ملازم لنا في كل خطوة وفي كل مرحلة من مراحل الحياة !!! بدون ام  عند الزواج عند المناقشة لاطروحة الدكتوراه ….ماهذا الحيز وماهذا الفراغ ؟؟؟هو حيزها مكانتها حجمها فراغها ….امي امي امي …..يانبع طيب وحنان بكل مكان وكل زمان امــــــــــــــــــــــــــي .

أكبر وأنا عند أمي صغير، وأشيب وأنا لديها طفل، هي الوحيدة التي نزفت من أجلي دموعها ولبنها ودمها، نسيني الناس إلا أمي، عقَّني الكل إلا أمي، تغيَّر عليَّ العالم إلا أمي، الله يا أمي: كم غسلتِ خدودكِ بالدموع حينما سافرتُ! وكم عفتِ المنام يوم غبتُ! وكم ودَّعتِ الرُّقاد يوم مرضتُ! الله يا أمي: إذا جئتُ من السفر وقفتِ بالباب تنظرين والعيون تدمع فرحاً، وإذا خرجتُ من البيت وقفتِ تودعينني بقلب يقطر أسى، الله يا أمي: حملتِـني بين الضلوع أيام الآلام والأوجاع، ووضعتِـني مع آهاتك وزفراتك، وضممتِـني بقبلاتك وبسماتك، الله يا أمي: لا تنامين أبداً حتى يزور النوم جفني، ولا ترتاحين أبداً حتى يحل السرور علي، إذا ابتسمتُ ضحكتِ ولا تدرين ما السبب، وإذا تكدّرتُ بكيتِ ولا تعلمين ما الخبر، تعذرينني قبل أن أخطئ، وتعفين عني قبل أن أتوب، وتسامحينني قبل أن أعتذر، الله يا أمي: من مدحني صدقتِه ولو جعلني إمام الأنام وبدر التمام، ومن ذمني كذبتِه ولو شهد له العدول وزكَّاه الثقات، أبداً أنتِ الوحيدة المشغولة بأمري، وأنتِ الفريدة المهمومة بي، الله يا أمي: أنا قضيّتك الكبرى، وقصتكِ الجميلة، وأمنيتك العذبة، تُحسنين إليّ وتعتذرين من التقصير، وتذوبين عليّ شوقاً وتريدين المزيد، يا أمي: ليتني أغسلُ بدموع الوفاء قدميكِ، وأحمل في مهرجان الحياة نعليك، يا أمي: ليت الموت يتخطاكِ إليَّ، وليت البأس إذا قصدكِ يقع عليَّ:

نفسي تحدثني بأنك متلفي روحي فداك عرفت أم لم تعرفِ يا أمي كيف أردّ الجميل لكِ بعدما جعلتِ بطنكِ لي وعاء، وثديك لي سقاء، وحضنكِ لي غطاء؟ كيف أقابل إحسانكِ وقد شاب رأسكِ في سبيل إسعادي، ورقَّ عظمكِ من أجل راحتي، واحدودب ظهركِ لأنعم بحياتي؟ كيف أكافئ دموعكِ الصادقة التي سالت سخيّة على خدّيكِ مرة حزناً عليَّ، ومرة فرحاً بي؛ لأنك تبكين في سرّائي وضرّائي؟ يا أمي أنظر إلى وجهكِ وكأنه ورقة مصحف وقد كتب فيه الدهر قصة المعاناة من أجلي، ورواية الجهد والمشقة بسببـي، يا أمي أنا كلي خجل وحياء، إذا نظرت إليك وأنت في سلّم الشيخوخة، وأنا في عنفوان الشباب، تدبين على الأرض دبيباً وأنا أثبُ وثباً، يا أمي أنتِ الوحيدة في العالم التي وقفت معي يوم خذلني الأصدقاء، وخانني الأوفياء، وغدر بي الأصفياء، ووقفتِ معي بقلبك الحنون، بدموعكِ الساخنة، بآهاتكِ الحارة، بزفراتكِ الملتهبة، تضمين، تقبّلين، تضمّدين، تواسين، تعزّين، تسلّين، تشاركين، تدْعين، يا أمي أنظر إليك وكلي رهبة، وأنا أنظر السنوات قد أضعفت كيانكِ، وهدّت أركانكِ، فأتذكر كم من ضمةٍ لكِ وقبلة ودمعة وزفرة وخطوة جُدتِ بها لي طائعةً راضيةً لا تطلبين عليها أجراً ولا شكراً، وإنما سخوتِ بها حبّاً وكرماً، أنظر إليك الآن وأنتِ تودعين الحياة وأنا أستقبلها، وتنهين العمر وأنا أبتدئه فأقف عاجزاً عن إعادة شبابك الذي سكبتِه في شبابي وإرجاع قوّتكِ التي صببتِها في قوّتي، أعضائي صُنِعت من لبنكِ، ولحمي نُسج من لحمكِ، وخدّي غُسِل بدموعكِ، ورأسي نبت بقبلاتكِ، ونجاحي تم بدعائك، أرى جميلك يطوّقني فأجلس أمامك خادماً صغيراً لا أذكر انتصاراتي ولا تفوقي ولا إبداعي ولا موهبتي عندك؛ لأنها من بعض عطاياكِ لي، أشعرُ بمكانتي بين الناس، وبمنـزلتي عند الأصدقاء، وبقيمتي لدى الغير، ولكن إذا جثوتُ عند أقدامكِ فأنا طفلكِ الصغير، وابنكِ المدلّل، فأصبح صفراً يملأني الخجل ويعتريني الوجل، فألغي الألقاب وأحذف الشهرة، وأشطب على المال، وأنسى المدائح؛ لأنك أم وأنا ابن، ولأنك سيّدة وأنا خادم، ولأنك مدرسة وأنا تلميذ، ولأنكِ شجرة وأنا ثمرة، ولأنكِ كل شيء في حياتي، فائذني لي بتقبيل قدميكِ، والفضل لكِ يوم تواضعتِ وسمحتِ لشفتي أن تمسح التراب عن أقدامكِ. ربِّ اغفر لوالدي وارحمهما كما ربّياني صغيراً .

إلى أمـــــي …… أي كلام أهديك ؟؟؟ …..

من له قلب كبير يحمل كل الحب مثل قلبك ؟؟

من له حضن حنون واسع مثل حضنك..؟؟؟؟

من لديه لوحة باسمة الطلة مثل وجهك…؟؟؟

انت يا سر السعادة في القلوب ..من يا ترى يحمل هماً ؟؟؟ من يا ترى يحمل حباً ؟؟

 مثلما تحمل أمي؟؟؟

من تراه يحفظ سراً ؟ مثلما تحفظ أمي…؟؟

ماذا أهديك يا كل عمري ومنتهى عمري ..؟؟

ماذا أعطيك غير حب أكيد …

ماذا اهديك غير بسمة وريحانة ونسمة….

ودعاء لك بالعمر المديد المديد ….

ما عساي أهديك غير الحب …. ثم الحب…

ومنه المزيد …

يا مشعة النور في ظلمات أيامي يا أمـــي!

حنان العمّار- بغداد