قصة قصيرة
الرصاصة العمياء
وجدت نفسي والذكريات وجها”لوجه ..الحزن والزمن يتحول الى نفق مظلم معتم طويل ازحف فيه كضرير فقد صوابه ،تخيلتهم يشكلون قوسا”امام باب صالة العمليات شعرت بهم يضاجعون النهارفيحبل الزمن بأمل يلد لهم
فرحا”يحقق المنال والوصال …كانوا يحملقون ببعضهم كأنهم يتساءلون عن حدث كبير هام.. لم جيء بهم الى هذا المكان..؟ أدور رأسي اتفحص الوجوه ،تنهار الذاكرة على نداعي الذكريات ، ادور وتدور حولي الوجوه ،تبعلع الصمت الحزين ، راودتني رغبة في البكاء، جف ريقي ابتلعت الانتظار المر لأحتمي بجدار العتمة والبرودة وأتارجح بين الوجوه المتحجرة بالضجر ، كان ألأمس فوز رياضي كبير للعرب على العرب ،لمستشفى الدهوي رائحة سوائل ألتنظيف والتعقيم لايثنيها عبق رائحة زهور الحارثيه الجميلة وسط كرخ بغداد .. أنشق باب صالة العمليات ، خرج الرضيع احمد تحمله يمين رجل
يتخزعل ، هرع جمع الانتظار خلف الرجل ، ورجل العمليات يتمايل يعاني من عوق في احدى ساقيه ، استعجل ألأب ابنه من يد الرجل بعناية والجمع خلفه زفاف غير معلن احمد ملفوف كسمكة صغيرة لفت برغيف خبز ابيض ، لاترى منه شيئا”تحول الى شيء غير واضح المعالم ،ووالده يسير والجمع يلاحقه كأنه يحمل لغما” مضاد للدبابات لف بالقطن والضماد ، حتى الغرفة 38 والطفل الجريح غائب عن الوعي والحركة ،بكيت وتضاعف حزني لوجه ألأم الشاحب ،وكيف ان الصدمات تجعل الجسد يرتجف ،ويبعثر ألألم وجوه الاطفال واجنحة الفراشات ، ،يتحول الحزن الى وجوه داكنه تحملها سيقان خاوية ،وعيون
تغلق النور وتتوهج من مكان خفي داخل نفسي لتضيء ألأعماق كضوء الحب ، وعاد الجمع محتشدا”في باب الغرفة رقم 38 .. وانغلق الصمت .. ومن الجمع تحدث الجد – امتطت شفتيه بابتسامه متسائلا” من هي زينب .؟ وردد انها سيدة فاضلة جميلة .. بلون القمح ،ناضجة بهية سمراء حلمة حليب طاهر صافية نقية ، أنني استذكر ألان صوته وهويتحدث ، يتحدث كخطيب يتقن رسم الكلمات ، متنور لم يقل كلمة ألا وهناك ماتخفي من ورائها قصد ،ثري اللغة ، يضيف ويصف وبادق التفاصيل دلائل وعبارات تشد السامع ،عرف برهافة حسه وانفعاله السريع ، وختم الكلام متفاخرا” انها ام البطل احمد حفيد الاسود
ودار يده مشيرا” الى صدره .
سألت كم عمر احمد ؟ اجابني الاب وبرد سريع 480 ساعة او اكثر بقليل اذا ما ادخلنا في الحساب ساعات هذا النهار ، هذا عمر احمد بالساعات ،كان يوم ميلاده 28 12 وعليك الباقي ؛ ادخلني في حسابات عويصة انه لم يتجاوز بعد الاسبوع الرابع ، استقبلناه مع اطلالة العام الجديد ، ابتسمت
للاب معجبا”بالرد ، وتسألت مع نفسي كم عمري آلآن في الساعات ؟ وكم عمرهذا الشيخ الهرم الجد ..انها مسائل حسابيه طويله عريضه مهما طال العمر فالحياة رحلة قصيرة .. وانا مثل كثيرين ..رجل بسيط تثقله هموم العائلة ،وتزعجه مسائل متفرقة كالكهرباء والخدمات واسعار السوق والأمن واطلاق النار في الافراح والاتراح المسبب آلآن في وجودنا في مستشفى الدهوي في هذه الساعة .. صمت غير مستقريحتوي المكان وساعة الجدارتدور بحذرتغرس الحزن ..الوجوم ينهش الوجوه المترقبة من خلال عتمة القلق.. وجرح الرضيع يوجع قلب زينب ألأم ..انه برعم صغير ،كان حلم ،زهرة تفاح ،رائحة قداح انه احمد الابن البكر بعد طول انتظار.. رصاصة عمياء تخرق زجاج النافذة وتستقر بين امعاء الرضيع وسجل الحادث كغيره من حوادث اطلاق النار ضد مجهول .. اين يقف هذا المجهول آلآن ؟
وماذا يقول لدموع زينب ؟ انه شاب طائش متهور حمل الرشاشة بين يديه وخرج الى الشارع ،تأكد من مخزن العتاد حرك نابض ألأمان حركة واحده ،مجرد ضغطه للزناد انطلق الرصاص يتصاعد يتناثر بلا توقف ،اعلن عن جهله وتخلفه وعاد مزهوا”فرحا”لمشاركته بعض الرعاع الذين غاب عنهم القانون. التفت الى الجد وانا اغادر المكان بعد الدعاء للرضيع بالصحة والسلامه ، متسائلا” ما هو رايك بالتعبير عن الفرح او الحزن باطلاق العيارات الناريه .؟ اجابني اصل البلاء جهل وغباء.
عبد الحسن علي الغرابي – بغداد
AZPPPL