قصة طريفة عن قاريء المقـام القبانجي

قصة طريفة عن قاريء المقـام القبانجي

دبي – محسن حسين

في مطلع نجومية محمد القبانجي، وجد نفـــسه في ازمة عسيرة القت به في قفص الاتهام. من اجل حسنـــــــاء مسيحية تغنى بها في اغنيته الشهيرة (سودوني هالنصارى).

فالقبانجي كان من المطربين المهتمين بالشؤون العامة والقضايا الوطنية والقومية وربما غنى هذه الاغنية في اوائل تأســـيس المملكة العراقية كأنشودة تتغنى بالمحبة بين الطوائف. ولكنها انقلبت عليه مع الأسف وكادت تزجه في السجن.

يا نصارى اش صار بيكم

 ما تضيفون اليجيكم

 لأصعد العيسى نبيكم

وأسأله يسوي لي جارة

ما ان غناها المطرب الكبير وسجلها وتوزعت اسطواناتها في العراق حتى هبت ضجة اجتاحت العاصمة العراقية. قالوا انها تجرح مشاعر اخواننا المسيحيين بالتغني بواحدة من نسائهم.

قالوا هذه اغنية تثير النعرات الطائفية. فضلا عن ذلك عثر المغرضون كالعادة على ما اعتبروه كفرا بالدين. قالوا: ما هذا؟ ان يصعد المغني الى السماء و يدخل الجنة ويكلم السيد المسيح عليه السلام و يوسطه في موضوع حبه. ايريد ان يصنع من نفسه وسيطا في مثل هذا الموضوع؟

 القوا القبض عليه وساقوه للمحاكمة. سأله القاضي : من انت يا كافر؟ و من قال لك انك     ستدخل الجنة؟

فأجابه ابو قاسم، انا مو كافر. انا مسلم و اسمي محمد. و كمسلم لابد ان ادخل الجنة في الاخير. قدم محامي المتهم دفاعه بأن المسيحيين لم يستاءوا من الاغنية قط ، بل اعجبتهم .

وكان من صنع الاسطوانة و قام بتوزيعها في العراق رجل مسيحي هو نقولا الخوري. وعزفت الاسطوانة باستمرار في (مقهى جميل الذي كان هو ايضا مسيحيا و معظم زبائنه من المسيحيين ولم يعترض احد منهم على عزفها).

وللمغني نفسه كثير من الاصدقاء المسيحيين بل ويسكن في حي سوق الغزل الذي يضم الكثير من العوائل المسيحية و تربطهم به روابط جيدة.

 و قدم المحامي مضبطة وقعها الكثيرون من المسيحيين تؤيد المطرب و تستحسن ما غناه. بيد ان المدعي العام جاء بشاهد مسيحي، السيد سليم حسون، الذي شهد ضد القبانجي وقال انه وجد كلمات الاغنية تجرح شعوره. وللرد عليه، جاء محامي الدفاع بمسيحي آخر هو المحامي يوسف عمانوئيل الذي عبر عن ارتياحه التام للأغنية. شفع ذلك شاهد مسلم هو محمد صالح  كاتب عدل بغداد الذي شهد بأن الاغنية لا تنطوي على اي كفر و ذكر المحكمة بما قاله القرآن الكريم بأن الشعراء يقولون ما لا يفعلون.

 لحسن حظ المتهم ان القاضي المتزمت ضده قد نقل واستلم مكانه قاض آخر من محبي المقام ومن عشاق اغاني القبانجي فحكم في الأخير بتبرئته.

مشاركة