قصائد القداسة

قصائد القداسة
الرحيـــــــل
هناكَ خلفَ النخيل سيرحل الأصيل
وتنشد الدنيا أناشيدَ الرحيل
وتسمعيَ رفرفات الطيور وسعفَ النخيل
فتميلُ شمسي سراعاً نحو المغيب
ستبكين حينَ يلفُ الغروبَ الغريب
وتنامينَ على تمتمات الصمت الرهيب
وتصمت الدنيا وينشجُ المطرُ قليلاً قليل
ستأتينَ وترينَ قبري خلف التلال البعيدة كرمةً عليها حمامهٌ تَنوح
وأجراسٌ مدويةٌ كأنها أُصواتٌ تصيح
الهٌ الخمرِ ثملانٌ ومسمرٌ إمامه المسيح
امسحي دمعك وضميني وزيديني عشقاً
واعشقي ودعيني احلم انك تعشقين
ونامي على الرياش مهفهفةً كنومة الحالمين
روى والخيالاتُ حياة العاشقين
أطيافاً وأحلاماً بها هائمين
تحتَ ظلمة الليلِ سكارى خائفين
فتململَ الفَجُر وفاحَ الاقاح
وصاح الديكُ بالدنيا وصاح
سَيلفُ زندكِ نسيمُ الصباح
ستنسيني وتنظرينَ صوبَ الحياة
عـــــــراق
عمد جبينك من دماء العارِ
عراق يا طاحونة الأقدارِ
إنسانك الحجري عاد كما بدا
للعري بين مقالع الأحجارِ
يا امة العلم القديم تأهبي
وقفي على قدميكِ للأعمارِ
هذا سقوط الضالعين خيانة
في كل ما جابهت من إخطارِ
إياك نار الطائفية مخلب
ما انقص إلا محكم الإظفارِ
نهر السيولة في يديك حقائب
تجري وراء غزارة الإمطارِ
سوقٌ لمختلف المبادئ حاشدٌ
و منابرُ للبيع والإيجارِ
عراق حسبكَ إن تكون بضاعةً
مطروحةً لتضارب الأسعارِ
والشعلةُ الخضراء تخلعُ سحرها
ويموتُ فيها عابقُ الإزهارِ
قد كنتَ للحبِ العظيم مظلةً
عُد للمحبةٍ دافقٌ الأنهارِ
يا ملتقي الأضواءِ من كل ألدُنا
ومطارح العشاقِ والسمارٍ
اذكريني
اذكريني كلما رف طير وتهادت الأمواج
اذكريني كلما سمعت أبواق البواخر
وكلما تألق قبطان بثيابه البيضاء
كأنه نورسٌ يجوب البحار
اذكريني كلما ترفع مناديل الوداع
في المرافئ والمحطات والمطارات
أنها الحياة ما بين لقاء ووداع
انتظرتك وحيداً وفياً لا يلفظ فمي غير اسمك
ولا يهتف قلبي إلا لك ولا أنام إلا لأحلم باللقاء
مازلت انتظرتك على المرافئ وفي الغابات
وشوارع المدينة
مازلت انتظرك مباركا بالآمال بالمساء بالقمر
بالإزهار بالطيور بشمس النهار وقناديل الليل
حتى صنعت لك عطراً اسمه الانتظار
من شوقٍ إلى أخر المدى وتوقٌ يعبر الحدود
انتظرتكِ بالوهم باليأس والأماني والوعود
حبكِ يزهو بالياسمين بلحظات البرودة
والنجم البعيد
سوف انتظرك دون خوف حتى ينطفئ
وميض الحياة
الشيخ القديس حاملا قنديله
تقاربت حلقات الألم المتواصلة
كأنها حرائقٌ في دوائر ملتهبة
هناك إحزانُ منقوشةٌ على الصخور
ورسومُ تحلقٌ بإبعاد الطفولةِ
تملي ذلك الكون
ناراً من تحت الرماد
تبرق ومضاتُ رعدية
تلاحق من زارَ مدينه الظلام
الأمن نبيُ مشنوق على الشفاه
الطمأنينة طفولةٌ ضائعة في المساء
النساء تنشجُ خلف النوافذ
العجائزُ تنسجُ الخرافةَ في إحداق الصغارِ
وقبل إن تصل نهايتها
يدب النعاس أجفانهم بأجنحة الحلم
أروقةٌ كـــئــيـبة تتطاير منها أصداءٌ وحكايات
فيخرج الشبحُ حاملاً قنديله الذي لا يضيء
مغادراً ذاكرتهُ , البحر يغفو تاركاً الزوارق
تتمايل بحريتها
الغربان تنهبُ ما طابَ لها من ودائع
البحر ناسياَ مداهُ مفتوحاً إمام دبيبَ الأساطيل
الأساطيلً ترمي شباكها لتلتقط الجزر الصغيرة
وترى المحكومين بالموت ظهورهم محنية في خشوع
في حدائق الخوف نعلن العصيانَ
ونلحق مراكب الحياة وبواخر النجاة
بين الموانئ و الشواطئ حتى تعود الحياة .
سعيد الهزار – بغداد
AZPPPL

مشاركة