قراءة في المرض النّفسي – صادق الهمامي
للأسف الشّديد بعض النّاس مرضى… لكنّهم لايعلمون انّهم مرضى .. و فيهم من يعلم لكنّه يغضّ الطّرف و يحاول أن يعدي به كلّ من يقترب منه و كلّ من يتعامل معه في شتّى مجالات الحياة و فيهم من لا يدري رغم أنّ أعراض المرض تبدو واضحة على كلّ تصرّفاته و كلّ أفعاله تؤكد أنّه مريض فمرّة تجده يتضمّر من الوضع المعيشي و مرّة تجده ساخطا من أقرب النّاس إليه و مرّة أخرى يهاجم زملائه في العمل و لا يعجبه العجب العجاب و دائما يدّعي أنّه على صواب والكلّ مخطئون وهو في حقيقة الأمر في ضلال مبين… و لم يظنّ يوما ما انّه مريض و كان من أجدر به أن يخضع لفحوصات طبيّة…..
و هذا المرض الغير المرئي.. المصاب به يصنّف من صنف الإعاقات المستترة الغير مرئيّة من بينها على سبيل الذّكر لا الحصر ( الكآبة الدائمة / الفشل في كل شيء / القلق و الإضراب النفسي / عدم الثّقة في النّاس / عدم الثّقة في نفسه / فشل في التّواصل مع الآخر… الخ )هذه الفئة من النّاس مهما تبذل من جهد لإقناعهم فجميع محاولاتك تبوء بالفشل مهما تحاول…تجدهم متمسّكين بآرائهم البالية و خرافاتهم الوهميّة…
و هذا لعمري إنّه يؤثّر تأثيرا بالغا على حياة المصاب سلبا و يزيد في عزلته و عدم تقبّل الآخر و عدم تقبّل الآخر له لذلك وجب على هؤلاء الذّين ابتلاهم اللّه بهذا الإبتلاء أن يعرضوا أنفسهم على أطبّاء مختصّين في الطّب النّفسي اليوم قبل الغد لأنّهم حقيقة في أشدّ الحاجة لرعاية طبيّة عاجلة لا بل فوريّة طارئة لأنّ مثل هذه الأمراض تصنّف من الأمراض المعدية و الخطيرة على المجتمع ككلّ و لها مخلفات لا تحمد عقباها على عامة البشر…. و ختاما أقول : من وجهة نظري المتواضعة خاصّة أنّنا نتعامل و نعيش معهم على هذا الكوكب الجميل.. أنّه من الأجدر بنا و الأنسب لنا.. أن نفارقهم فراق الأحباب… ثمّ نهجرهم هجرا جميلا…
الإمضاء
– تونس