قذيفة في كل دقيقة علي حي بابا عمرو في حمص المحاصرة
خياران أمام لقاء أصدقاء سوريا: قبعات زرق أممية عربية أو تسليح الجيش الحر
باريس ولندن تتشاوران حول الدعم العسكري للمعارضة السورية
لندن ــ نضال الليثي
دمشق ــ بيروت
أ ف ب ــ الزمان:
سقطت قذيفة في كل دقيقة كمعدل زمني علي حي بابا عمرو مركز الاحتجاجات في حمص السورية التي تعاني من حصار وقصف جوي من قوات الرئيس بشار الأسد منذ 10 أيام. وقال ناشطون عبر الانترنت من داخل حمص ان هناك حرب ابادة جماعية كعقاب للأهالي الذين ساندوا الجيش الحر الذي تكفل حماية الاحتجاجات السلمية.
من جانبه كشف مصدر يتابع عقد مؤتمر اصدقاء سوريا في تونس ان المؤتمر سيناقش مسارين او محورين حول الاوضاع في سوريا هما ارسال قوات سلام اممية »ذوو القبعات الزرق« بناء علي طلب الجامعة العربية في حال موافقة سوريا علي استقبال مثل هذه القوات.
واضاف المصدر الذي تحدث لـ »الزمان« من تونس طالبا عدم ذكر اسمة ان المؤتمر سيناقش ايضا تسليح الجيش الحر خاصة ان سوريا ارسلت رسائل واضحة برفض مقترح الجامعة العربية. فيما انضمت فرنسا امس الي شركائها في الامم المتحدة لدراسة اقتراح الجامعة العربية بارسال قوة سلام الي سوريا، بعد ان استبعدت الاثنين “اي تدخل ذي طابع عسكري خارجي” في هذا البلد.
فيما يبحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون و الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس سبل مساعدة “المتمردين” السوريين، وتقديم المشورة العسكرية لـ”الجيش السوري الحر”.
وسينعقد اللقاء في سياق القمة الأنغلو ـ فرنسية السنوية في 20 الشهر الحالي الذي سيناقش علي الأرجح المساعدة العملية التي يمكن تقديمها لـ”الجيش السوري الحر”، وأفضل السبل الكفيلة بتحقيق اقتراح نشر قوة لحفظ السلام من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة في سوريا.
في وقت وقال دبلوماسي غربي في الامم المتحدة “انها في الحقيقة غير واقعية مع عدم وجود سلام يحفظ… هذا ينبغي ان ينظر اليه علي أنه خيار للمستقبل وليس خيارا للتطبيق الآن”. وأشار الدبلوماسي الي السابقة “المؤسفة” الخاصة بارسال القوة المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي الي دارفور في السودان والتي قال انها تفتقر الي هيكل قيادي واضح.
واضاف “لا أري أن سبيل التقدم الي الامام في سوريا يتضمن وجود افراد غربيين علي الارض بأي شكل من الأشكال بما في ذلك شكل قوات لحفظ السلام. أعتقد ان هذه القوات يجب ان توفرها دول اخري غير الدول الغربية”. ويتطلب نشر مثل هذه القوة الحصول اولا علي موافقة سوريا التي لم تقبل المراقبين العرب غير المسلحين الا بعد تلكؤ استمر اسابيع وسارعت الي رفض قرار الجامعة العربية يوم الاحد.
من جانبه قال مندوب دائم لدي الجامعة العربية “لم يعد مقبولا أن يمارس الأسد كل ألوان القتل بحق المدنيين ونحن نقف صامتين” مفسرا بذلك القرار الذي أعاد القضية السورية الي الأمم المتحدة مع الدعوة لارسال قوة حفظ سلام مشتركة من الامم المتحدة والجامعة العربية. في وقت تعرض حي بابا عمرو بمدينة حمص السورية امس لقصف عنيف، اذ تسقط قذيفة كل دقيقة، حسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهته، أعلن عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبد الله أن “القوات السورية تقوم بقصف هو الأعنف من نوعه منذ الأيام الماضية لحي بابا عمرو”.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية ان سبعة أشخاص قتلوا اليوم نتيجة القصف العشوائي والعنيف لحي بابا عمرو في حمص بينما أشارت الي مقتل ثلاثة آخرين في درعا وآخر في دمشق. ونشر ناشطون سوريون علي الانترنت صورا لسيارة تحترق وفي داخلها أربعة ركاب، بعد اصابتها بصاروخ أطلقه الجيش النظامي السوري. وفي بلدة الطيبة أفاد ناشطون بأن القوات النظامية اقتحمت بعض المنازل وسط اطلاق نار، واعتقلت عددا من الأشخاص. وفي الميدان بدمشق، قال ناشطون ان قوات الأمن سلمت جثة الناشط عبد الناصر الشربتجي لذويه، بعد أن قتل تحت التعذيب في المعتقل. وأضاف المندوب الدائم”نحن سوف ندعم المعارضة ماليا ودبلوماسيا في البداية لكن اذا استمرت عمليات القتل من جانب النظام فلابد من مساعدة المدنيين لحماية أنفسهم. فالبيان يعطي الدول العربية كل الخيارات لحماية الشعب السوري”.
وعبارة “كافة الخيارات” عبارة دبلوماسية تترك الباب مفتوحا أمام امكانية الرد العسكري. وكان دبلوماسيان آخران أكثر صراحة اذ قالا ان القرار يسمح بنقل أسلحة للمعارضة.
/2/2012 Issue 4123 – Date 15- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4123 – التاريخ 15/2/2012
AZP01