قبل ثبوت الرؤيا – مجيد السامرائي

قبل ثبوت الرؤيا – مجيد السامرائي

أخرج منها بصعوبة واعود اليها باضعافها!  تلك  هي شقتي ….

الان عرفت تفسير المثل السائد (احسبت دخول الحمام كخروجه ؟). مازلت اعتقد إني الساكن الوحيد في العمارة رغم اني بعد انتصاف الليل اسمع أزيز  الغسالات يتضاعف كل سبت حيث ننال حصتنا الكاملة من الماء .كل جزئية في الحياة يجب ان تدون  ..

 على الواتسآب صباحا رسالة ممن يسعفني ضمن عشرات بنسخ مما استعين به من نصوص وعبارات وفديوهات تمكنني  في تعزيز معلوماتي في محاورة من يشدون الرحال الي من شتى بقاع العراق والارض .يكتب لي لو فتشت الارض لن تجد مثلي من يشد من ازرك !  انا مصدر بحثك الموثوق .

 على الفور استذكر تلك الاغنية التي تفرض سطوتها علي :

لو فتشت الارض جبالا وسهولا وبحار ، لن القى مثلك يا بلدي،يا اغلى حتى من ولدي.

لكن ملحنها و مؤديها  ليس له ولد ، لعله يمتلك لاجل ذلك احساسا مضاعفا بالابوة .

تلقيت عدة دعوات تبدد وحشتي التي يفرضها آذار ابو الهزاز والامطار ؛ من بينها دعوة لتناول وجبة من لحم الرعد ( الكمأ)

احسست ان غاندي وبرنادرشو واوميت كامل العزاوي – بنت لطفية الدليمي وطيف واسع من الناباتيين غير اللحميين يشاطرونني تلك المائدة . لادري كيف انسابت تلك الاغنية الفيروزية الى مسامعي :

قديش كان في ناس عالمفرق تنطر ناس ،وتشتي الدني ويحملو شمسية،وأنا بأيام الصحو ما حدا نطرني

أصل الانسان نباتي (حسب صبري القباني ):فالطفل في مقتبل حياته – وهو  الصورة الاصلية للانسان البدائي – لايحب ان يتناول وهو مستهل عمره الا الغذاء الطبيعي ؛ الحليب ولايمكنه ان يتناول غذاءا مؤلفا  من اللحم .ان جميع الاثار منذ وجدعلى  الارض الى اليوم ليس فيها مايدل على إنه آكل لحوم ؛ بل العكس هو الصحيح ؛ اذ كانت النباتات هي الغذاء هي الغذاء الوحيد له في كل مراحل تطوره وحياته .

قلت لها : ياخبيرة التغذية  خذي عني هذا :

 شهد ونحلته ثدي اذا سالا انمى تدفقه في القحط اطفالا .. قالت : اوووف هل قصدت الحليب   لاتقربه تكن مثلي ثم قامت لترينا مافعل النبات بقوامها !

الابقار تحقن بمضاد حيوي لضمان عدم التهاب ضروعها نتيجة اجهزة شفط الحليب ..نحن كبشر المخلوقات الوحيدة في هذا الكوكب التي تشرب الحليب من مخلوقات ثانية .سكر اللاكتوز فيه يسبب الحساسية  البروتين فيه يحتاج الى زيادة في حمض المعدة لهضمه ويؤدي سحب الكالسيوم من العظام لمعادلته!

كنا  جميعا على مائدة العشاء  ؛ طلبت دون تردد …. پاچة!

مشاركة