قانون الناجيات الآيزيديات .. خطوة مضيئة في رحلة الألف ميل – مها محمد

قانون الناجيات الآيزيديات .. خطوة مضيئة في رحلة الألف ميل – مها محمد

مهما تحدثنا عن الويلات التي تكبدتها المرأة الايزيدية على ايدي عصابات الدواعش، فإننا نقف عاجزين عن الإحاطة بها، لانها تفوق ماتتصوره العقول و يتقبله المنطق! فقد بلغ الامر بالمجرمين حد بيع النساء والفتيات الايزيديات في سوق النخاسة مقابل أثمان بخسة، ناهيك عن حالات السبي والاغتصاب والأسر والقتل بدم بارد، وغير ذلك من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية.

وجاء مشروع قانون الناجيات الايزيديات الذي تمت قراءته في مجلس النواب، قراءة اولى وثانية ، ليضمد بعضا من جراح النساء الايزيديات والشبك والتركمان والمسيحيين  وغيرهم. فقد غدت بنود القانون شاملة  لكل محافظة دخلتها عصابات داعش . وهذا يعني ان  الناجيات من النساء والفتيات سيحققن الاستفادة من النواحي المادية والمعنوية والصحية ، حيث سيتم شمولهن براتب شهري وتوفير قطع ارض سكنية، أو منحهن قروضا مالية لبناء سكن لائق على قطعة الأرض التي ستمنح لهن. وقد تم استثناء العمر وشرط المعدل من التحصيل الدراسي للناجيات مع توفير فرص عمل  من درجات التعيين على الملاك الدائم.

ولكن، هل يكفي ذلك؟

لا بد من استحداث هيكل اداري يتولى متابعة وادارة أمور الناجيات من العصابات الارهابية، او اللاتي لازلن قيد الاحتجازوالخطف، ولم يتم تحريرهن بعد.كأن تكون هيئة عامة أو مديرية عامة ترتبط بوزارة العدل أو الداخلية، ويكون الهيكل الاداري الجديد مزود بالحقوقيين والباحثات الاجتماعيات اللاتي تم تأهيلهن ليتعاملن مع الضحايا.

ولا بد من تخصيص عيادات طبية  ومراكز صحية لمعالجتهن واطفالهن من الامراض، وتأمين بيئة صحية لهن.

ومن الضرورة بمكان ان يتم زج الناجيات بدورات تدريبية وتأهيلية لتعليمهن مهارات الخياطة والحلاقة والطبخ وتنسيق الزهور الخ، ومساعدتهن على فتح ورش صغيرة تؤمن لهن ولاطفالهن حياة كريمة تخلو من العوز.

وتقع على المنظمات الدولية مهمة توفير الدعم اللازم للناجيات ، واخص بالذكر منه، الدعم النفسي ، والاستعانة بالخبراء العرب والاجانب المختصين لتنظيم دورات حول كيفية المساعدة على نسيان الماضي الاليم وبدء صفحة حياتية جديدة تخلو من البؤس والحرمان.

ان ابسط ما يمكن تقديمه للناجيات هو الاعتراف بما حل بهن على انها جريمة ابادة جماعية، ذلك لان المقابر الجماعية التي يتم اكتشافها، تشير الى مدى تعطش الدواعش المجرمين للقتل عبر دفن الضحايا في حفر جماعية وهم أحياء!

وتفيد التقارير الاخبارية التي استقيناها من لجنة المرأة والاسرة والطفولة في مجلس النواب ان التصويت على مشروع قانون الناجيات سيكون مطلع العام المقبل باذن الله ، لان عضوات واعضاء المجلس قد اجمعوا على الموافقة عليه..وبذلك سيتحقق للمراة العراقية بعض من استحقاقاتها الدستورية.

وآمل أن يكون قانون الناجيات الايزيديات خطوة مضيئة في رحلة الألف ميل  لمسيرة القوانين التي تحتاجها العائلة العراقية وعلى رأسها تشريع قانون مناهضة العنف الاسري وكذلك قانون الطفل العراقي الذي سينتشل الصغار ممن يمضون ايامهم وهم يجوبون الطرقات بحثا عن لقمة الخبز، او اليتامى الذين فقدوا حنان الابوة وعطف الامومة .وكذلك قانون تحريم ختان الاناث وغيرها.

ان بلدنا بحاجة الى تشريع كل مايمكن ان يساهم في النهوض بواقع المراة والطفل والاسرة في العراق . وعسى ان يكون ذلك قريبا.

مشاركة