في ذكرى رحيل زهير الدجيلي – كاظم بهيّة

في ذكرى رحيل زهير الدجيلي – كاظم بهيّة

كان يوم حزين ومضجع هو يوم الخميس  (3  / اذار / 2016 )  يوما حزينا على كل محبيه ومريديه عندما سمعوا بنبأ رحيل شاعر الحب والارض والشعب والجمال والرقة والاحساس الشاعر زهير الدجيلي ، للأسف الشديد مات غريبا على ارض الخليج في الكويت الشقيق كما مات من قبله السياب الكبير بعيدا عن ارض الوطن .الذي انجب في كنفه وترعرعه في ربوعه (ابا هدف ) حتى كبر وناضل وسجن من اجله وكتب له اروع الاشعار :

عيني اويه عينك مثل نجمة اويه نجمه ابليل

لاهن ينامن سوه .. ولا يصيحن ابهليل

والحيره بير الصبر .. والروح مثل السيل

ساعه تفيض برحه وساعه تفيض ا بويل

ولكدر اكولن نظل .. لكدر اكول انشيل

جاليش ياوطني احنه انولدنه اثنين

شاطي وسفينه وعرفنه  احنه الموت مو موتين

جاوبني يا وطني !!؟

اربعون عاما من الاغتراب قضاها في منفاها وبقى يناجيه حتى رحلته الاخيرة :

كلي اليشوفك رسم ..

مثل اليشوفك كاع ؟

كلي اليعشكك عمر ..

مثل اليخون ابساع ؟

ورغم كل تلك السنين وبين همومه ومرضه بقيت اغانيه الجميلة سلوته لم تفارقنا نحن داخل الوطن ، فمن خلالها يبعث تحياته واشواقه الحارة الى الاهل والاحبه ورفاق دربه الذين لم يفارقوه بحلم جفونه في غربته القاتلة :

ياطيور الطايره مري ابهلي

وياشمسنا الدايره شوفي هلي

سلميلي وغني بحجاياتنا

سلميلي وضوي لولاياتنا

وروحي شوفيلي بساتين الوطن

هم طلع طليعها ابنخلاتنا ؟

سلميلي ياطيور الطايره

سلميلي ياشمسنا الدايره

واخيرا لقد ارست سفينته في محطاته الاخيرة . والقت بحملها الثقيل بالعذابات والهموم والاحزان :

يمته تسافر ياكمر واوصيك

والوادم تتقبل نشد تدليك

كان زهير الدجيلي .. معذبا حائرا برزيته مكتويا بنار الغربة الكاوية حتى ظل يناجي بمناجاته بصوت عراقي بكلماته العذبة ونقاء قلبه الذي لا ينضب تجاه وطنه :

وغنيت الك

كل الاغاني اللي تحبها البارحة

وغنيت الك

وجنت احسب العشاك ..يلتمون عندي البارحة

وغنيت الك

كل الاشعار العندي حتى احجيلك

وردتك تجي بذيج القصيدة للي  كتبناها سوه واشكيلك

اشكيلك من الليل بغيابك

من اغنيلك

كان( ابا هدف)  ..سلوه العشاق والمحبين من خلال كلمات  اغانيه والذي تركها لنا اروع النصوص الغنائية مثل .. حسبالي .. ينجوى .. يا طيور الطائرة .. ياهوه الناس .. البارحة .. محطات .. مغربين   والقائمة تطول ..

لم يكن شاعرا وكاتبا بل كان محللا سياسيا في صحيفة القبس واذاعة الكويت . ورئيس جمعية الصداقة العراقية –الكويتية . وكان رئيس تحرير صحيفة (الجيران ) الالكترونية . فضلا لكتابته   للعديد  من المسلسلات الكويتية مثل افتح يا سمسم وزمان الاسكافي . وغيرها .

الذكر الطيب والرحمة للشاعر زهير الدجيلي الذي غيبه الموت نتيجة مرض عضال .ستبقى خالدا في نفوس محبيك ايها الشاعر الرقيق .

مشاركة