فيتو.. فيتو

فيتو.. فيتو

سعد عباس
أيْ نعم، ثمة ناقمون بشدة علي الفيتو الروسي والصيني الأخير في مجلس الأمن، وهم عرب، أعني الناقمين، وثمة مبتهجون بشدة، وهم عرب أيضاً.
إنما، المسألة لا يجوز اختزالها بناقمين ومبتهجين، مثلما لا يجوز وضع الناقمين في سلة واحدة، إذْ بينهم ناقمون لأسباب إنسانية وأخلاقية صادقة، وبينهم ناقمون لأسباب سياسية وتصفيات حساب كيدية بحتة، بينهم ناقمون لأنهم يتعاطفون مع الشعب السوري ويستعجلون إنقاذه من محنته، وبينهم من يكرهون النظام الحاكم ويستعجلون إسقاطه.
وكذا المبتهجون، بينهم من يحركه انحيازه لبشار الأسد ونظامه كي يبتهج بفيتو يطيل عمر هذا النظام، وبينهم من لا يعنيه أمر بشار ونظامه أبداً بل هو يفكّر بشعب يمكن أن يؤدي تدخل عسكري أجنبي الي إغراقه في وضع أسوأ بكثير مما هو فيه الآن، وبينهم من ينظر الي الفيتو من زاوية ثالثة لا صلة لها بنظام أو شعب، بل بمعادلات إقليمية ودولية.
يسوّق كل فريق شعاراته ومسوّغاته، فيما يستمرّ النزيف في بلاد تدفع ثمناُ باهضاً لتأخر عملية الإصلاح فيها، من جهة، وتصفيات الحساب الإقليمية والدولية، من جهة أخري.
الحكام زائلون، والشعوب هي الباقية، ولا انحياز إلا للشعوب وحقها في الحرية والكرامة والعدل.
إنما في عالم يحكمه الفيتو ويتحكم به، سيظل ميزان العدل مائلاً، ويظل حلم الكرامة عصيّاً، ويظل أمل الحرية بعيداً، وتظل بلاد العرب غنائم حرب يتقاسمها اللاعبون الكبار في مجلس الأمن.
لم أعد أتذكًر عدد المرات التي نجت فيها إسرائيل من عقاب المجتمع الدولي بفضل بركات الفيتو الأمريكي، لكنني أدري جيداً أن مأساة الفلسطينيين هي الأكبر منذ مطلع القرن العشرين الذي دشّنته اتفاقية سايكس بيكو بإعلانها الرسمي: إن العرب غنائم حرب.



سؤال بريء:
ــ ما أبلغ من قول برناردشو «استطاعت الإنسانية أن تحقق العظمة والجمال والحقيقة والمعرفة والفضيلة والحب الأزلي، فقط علي الورق»؟.
جواب جريء:
ــ قوله «القاعدة الذهبية هي أنه لا توجد قواعد ذهبية».

/2/2012 Issue 4119 – Date 11- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4119 – التاريخ 11/2/2012

AZP02
SAAB















مشاركة