فخري فاضل لـ(الزمان ): فضائيات الموصل لم تهتم بالفنان الموصلي

فخري فاضل لـ(الزمان ): فضائيات الموصل لم تهتم بالفنان الموصلي

سامر الياس سعيد

 يعد الفنان فخري فاضل  من الفنانين المميزين بمدينة الموصل اذ يمتلك حضورا مهما على مشهدها الفني  دون ان يقتصر حضوره على ما يقدمه من اغاني ومقامات تعنى بتراث المدينة وارثها الخالد لابل  يتسلح فاضل بحضور اعلامي عن طريق اطلالاته  في فضائية لموصلية وصوته الذي ينثر الربيع عبر اذاعات موصلية معروفة .. (الزمان ) التقته للتعرف اكثر عن  واقع المدينة الفني  ودور فضائياتها في ابراز  المقامات الموصلية وكانت هذه الحصيلة :

{ لديك باع في قراءة المقام والاغاني  الموصلية التراثية ، هل تعتقد ان هذا الفن يستمد ديمومته من قبل  فنانين جدد ام هو على وشك الانقراض ؟

-في البداية المقام العراقي والموصلي بالذات يسري في عروقنا منذ مرحلة الشباب بعد اجتيازنا مرحلة التقليد والغناء العادي حيث تعلمنا المقام وطرق ادائه من قبل كبار قراء المقام العراقي بالموصل امثال رائد المقام يونس ابراهيم وملاعزيز وتأثرت شخصيا بالمطرب الكبير المرحوم محمد حسين مرعي الذي شجعني لتعلم المقام حيث كنا حينها نغني الموشحات والادوار المصرية وكذلك الليالي والمواويل اللبنانية والقدود الحلبية والاغنية والبستات العراقية لكن مع الاسف ومن خلال عملنا بادارة بيت المقام لم نلحظ حب المقام لدى الشباب لديمومة الاستمرار رغم تشجيع الدولة حينها واعتمدنا على القراء من كبار السن ومن محبي المقام والسميعة الذين يحضرون امسياتنا.

اسماء فنية

{ يشهد الوسط الفني ظهور اسماء فنية شابة  كيف تقيم حضور تلك الاصوات وهل تمتلك مقومات ديمومتها واستمرارها في المشهد الفني الموصلي؟

-الساحة الفنية والغنائية الحالية مليئة بالمطربين الشباب ولكن الموهوبين والمطربين قلة من بين الكم الهائل من الاصوات النشاز وكذلك القنوات الكثيرة والتي تعمل على تقديم هذه الاعمال لغرض الكسب المادي اكيد ساهمت في ابراز الاصوات الجيدة والتي نحتاجها ايضا لاستمرارية اكتشاف اصوات جميلة واسماء جيدة لتسد الفراغ اللي موجود.

حاليا على الساحة الفتية هناك من  يعاني من  اصحاب الموهبة الجميلة من تكاليف انتاج الاغاني الجميلة والهادفة وايضا الشعراء والملحنين كان لهم دور كبير بتأخر وتحطيم الاغنية وكذلك التأثير على الذائقة الفنية

{ كانت الموصل تمتلك بيتا للمقام العراقي ، كيف يتم استنهاض هذا الارث الحضاري وما هي مقومات تواجده واعادة القه بالاستناد على رواد الفن الموصلي ؟

– تم تأسيس بيت المقام العراقي بالموصل العام 1994 وتم حينها تعيين عدد كبير من قراء المقام والموسيقيين بحدود الخمسين فردا مع مدير اداري ومدير فني من قبل وزارة الثقافة والاعلام  وبالتحديد دائرة الفنون الموسيقية حيث قام البيت بفتح دورات لتعليم قراءة المقام وكذلك موسيقى المقام  وقدم العديد من الاماسي والحفلات المقامية في الموصل وخارجها ومع الاسف بعد العام 2021  تم تقليص عدد المنتسبين وتسريح موظفي العقود بحجة استلامهم لراتبين علما ان جميع العازفين هم موظفين في دوائر فنية حيث ادت تلك العملية الى توقف  حركة العمل بالبيت واعتمدنا على المتطوعين من اجل ديمومة استمرار العمل واتتت الطامة الكبرى العام 2014 ودخول داعش اللعين ودمر ماتبقى من بناية الدائرة وكذلك الالات الموسيقية والاثاث وما تبقى من عاملين موظفين تم نقلهم  الى بيت المقام العراقي في كركوك  وبعد ذلك انتقل الموظفين الى بغداد وقسم ترك العمل وانا تم احالتي على التقاعد حيث كنت مديرا للبيت ولم يعد وجود للبيت منذ تلك الفترة ولحد الان حيث الغيت دائرة الفنون الموسيقية واوقف نشاطها وبدون اوامر ادارية ولحد الان نحن نحتاج اجابة وتوضيح من وزارة الثقافة ازاء تلك العملية  التي جرت

{ تمتلك المدينة عدد من الفضائيات ، ماهي اوجه الاهتمام من قبل هذه القنوات بالارث الموصلي الزاخر ؟

– فعلا هناك فضائيات تشكلت في الموصل لكن من المؤسف انها تنتمي الى جهة حزبية واشخاص عدا العراقية لكن جميعها تعنى بالاخبار والسياسة عدا بعض المحاولات مني عندما عملت في الفضائية الموصلية  حيث قدمت من خلال شاشتها  سهرات وحفلات وتعلولة موصلية وقمت باستضافة عدد من القراء والفرق الانشادية الدينية ضمن البرامج الثقافية ولم اسمع قناة واحدة من القنوات الموصلية  العاملة بكونها قامت  بانتاج  اغنية واحدة لمطرب من المدينة سوى اقامة الندوات والافلام والدعايات الانتخابية

{ بالاضافة لعملك الفني فحضرتك تقدم البرامج  وتعمل كاعلامي ، فايهما يبرز شخصية فخري فاضل هل هو الفنان المتسلح بالتراث الموصلي ام الاعلامي الذي يبحث عن مكنونات مدينته ؟

-في الحقيقة انا بدأت حياتي لاعبا لكرة القدم مع الفرق الشعبية  تماما كبداية كل شاب ومع فريق الاولمبي ومثلت نادي الفتوة بالموصل  الدرجة الاولى وايضا لعبت في دوري الجيش ضمن دوري الالوية والمراتب في الفرقة الرابعة  وفي تلك الفترة كنت املك  موهبة الغناء منذ الطفولة وفي الابتدائية بالذات انتميت الى فرقة نادي العمال بالموصل وفرق رعاية الشباب ونقابة الفنانين وتلفزيون الموصل وبيت المقام العراقي واشتركت في المهرجانات والحفلات وتسجيل الاغاني وبعد العام 2003 دخلت عالم الصحافة والاعلام ووجدت نفسي فيه وبنكهة اخري قربني الى الجمهور الكبير مع عدم تركي للغناء وقدمت برامج ثقافية وفنية لمعرفتي المسبقة فيها ولحد الان امارس الغناء مع تقديم البرامج وبنفس الدرجة.

برنامج جديد

{ لديك برنامج جديد يبحث في حواري المدينة وازقتها ، ماهي محاور هذا البرنامج وكيف تستقطب المعلومات التاريخية لتلك المناطق التي قضمتها الحروب ؟

– نعم قدمت العديد من البرامج والاغاني وباللهجة الموصلية ومنحت لقب مطرب التراث الموصلي من قبل وزارة الثقافة والاعلام سابقا ومن خلال راديو الغد الذي اعمل به كمعد ومقدم برامج قمت مؤخرا بتقديم برنامج محلتنا والذي اتحدث به عن محلات وحارات مدينة الموصل عبر تاريخها الطويل ومنذ بداية انشاء المدينة ومن الذي سكنها واهم القبائل التي سكنتها ومنازلها واسواقها ومساجدها وكنائسها واهلها وقومياتها واديانها وعاداتها وتقاليدها وكل ما يتعلق بها

{ تعيش كنازح في مدينة اربيل وتعاني الابتعاد عن مدينتك ، كيف ترى مشاعر النازحين وهم يطلبون اغاني الموصل في امسياتهم ولياليهم ؟

-فعلا انا نازح في اربيل ولكن روحي وعقلي وقلبي يعيش في الموصل ولم اكن بعيدا عنها حتى في فترة حصارها من قبل داعش اللعين حيث عملت برنامج يردلي في اذاعة الغد الوحيدة حينها وكنت حلقة وصل بين المحاصرين في مدينة  الموصل وخارجها وايضا خارج العراق كنت اغني لهم واخفف عنهم مايعانوه من قبل الاشرار ولازلت انا مع اهلي من النازحين في اربيل اغني لهم واشاركهم افراحهم من خلال حفلات الزواج والنوادي وقدمت العديد من الاغاني والمربعات عن الموصل وخصوصا بعد التحرير واخرها اغنية قربان رب الخلقة واتمنى ان تعود البسمة والضحكة الحلوة والنشاط الابداعي الى مدينتنا الموصل الحبيبة .

مشاركة