غياب الضدّ النوعي ـ سعد عباس

غياب الضدّ النوعي ـ سعد عباس
… يلزم في مشاريع الإصلاح والتغيير والنهضة والتنوير التصدّي بحكمة والاشتغال بجدية على الأسئلة التي تلخّص الأزمات والعلل والارتكابات والمظالم، والسعي الحثيث الى إجابات عن تلك الأسئلة.
لكن التعاطي مع التاريخ بانفعالية يحوّله الى محض عقدة أو مجموعة من العقد يقيم معها المرتهن لها في الماضي فلا يملك حولاً ولا قوة للتدبّر والاتعاظ وهما من مستلزمات القراءة الصحيحة للواقع والمقاربات الصحية الرشيدة للمستقبل.
لهذا استنزفت القوى الرئيسة في المعارضة قبل 2003 جهدها، في معركة إسقاط سلطة مستبدة جائرة يمثلها صدام حسين، في شيطنة تلك السلطة وسرد ارتكاباتها وفبركة ارتكابات أخرى أيضاً ، انطلاقاً من عقد الماضي في أغلب الأحيان، ومن دون دراسات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية يمكن في ضوئها بلورة مشروع أو مشاريع لمواجهة مخلفات ارتكابات السلطة بعد إسقاطها وتحييد آثارها وصولاً الى استواء بديل ديمقراطي يكون الضدّ النوعي للاستبداد والفساد والجور، من جهة، وحزام الأمان الذي يحصّن المجتمع ضد أي شكل من أشكال الاختراق الطائفي.
لنسلّم جدلاً، أن الأمريكيين تنبهوا قبل شهور من 2003 الى هذه النقيصة الكبيرة، سوى أن ما أطلق عليه مجموعات العمل ــ Working Groups تم إحداثها بعشوائية وعلى عجل، واختير معظم أفرادها على وفق حسابات لا تمتّ للكفاءة والمهنية، فكان من الطبيعيّ أن ينتهي الأمر الى منتوج في معظمه إنشائي فضفاض يجترّ أصحابه خطابات دعائية عقيمة لا تقف عند أسئلة جوهرية ولا تسلك سبلاً علمية الى إجابات رصينة، أما القليل المفيد من ذلك المنتوج فقد ظلّ حبيس إدراج الخارجية الأمريكية التي أقصيت من الملف العراقي برمته بعد الغزو لحساب البنتاغون .
هذا لا يعني أن أحداً من معارضي صدام لم يتنبّه أو ينبّه الى العناوين الرئيسة لمحنة البلاد، ومنها الاختراق الطائفي موضوع البحث. بل يعني أن أحداً من زعامات الأحزاب والحركات المعارضة لم يكن مهتماً أو مدركاً لأهمية استواء سكة حديثة يسير عليها قطار البلاد بعد أن تخرج من النفق. أفكان ذلك دليلاً على غياب المشروع؟ للحديث صلة.

سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول سوفوكليس أسوأ الأعداء نصيحة سيئة؟
جواب جريء
ــ قوله الحكمة أفضل من أي ثورة.
AZP02
SAAB

مشاركة