غمامة سوداء تخنق بغداد لليوم الثاني والبيئة تعدها حالة مؤقّتة

أربيل تسجّل أعلى نسبة إصابات بالسرطان تليها كربلاء وبغداد

غمامة سوداء تخنق بغداد لليوم الثاني والبيئة تعدها حالة مؤقّتة

بغداد – ابتهال العربي

استيقظ سكان بغداد لليوم الثاني على التوالي على غمامة سوداء كثيفة خيّمت فوق العاصمة وبدت واضحة في أحياء الزعفرانية والمنصور والحارثية، وسط تزايد القلق الشعبي من تدهور جودة الهواء. وبرغم خطورة المشهد وتكرار الشكاوى، اكتفت وزارة البيئة بالقول إن (الحالة مؤقتة)، دون أي تحرك ميداني أو إجراءات ملموسة للحد من التلوث أو توضيح أسبابه. وأكد مواطنون أمس إن (الغمامة أصبحت أكثر قتامة من يوم أمس، ما جعل الأجواء في بغداد خانقة وغير صالحة للتنفس، وسط مخاوف من ارتفاع نسب التلوث إلى مستويات تهدد الصحة، ولاسيما الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض التنفسية)، وأضافوا إن (ما يجري ليس تلوث عابر، بل ظاهرة تُنذر بكارثة بيئية وصحية، في وقت لا تلاحظ فيه أي إجراءات ميدانية من الوزارة، لا قياسات علنية لمعدلات التلوث، ولا تحذيرات تفسر أسباب ظهور هذه السحابة السوداء)، مطالبين (بالتحرك الفوري واتخاذ ما يلزم لحماية أرواح المواطنين، والتحقيق في مصادر التلوث المحتملة، سواء كانت مخلفات معامل أو انبعاثات نفطية أو حرائق غير معلنة)، عادين إن (الصمت الرسمي أخطر من الغمامة نفسها)، وشددوا على القول إن (استمرار هذه الحالة دون تدخل، يمثل استهانة صريحة بصحة المواطنين، وإن بقاء بغداد تحت هذه الغمامة السوداء يكشف عن غياب الرقابة البيئية، وضعف الاستجابة الحكومية لحالات الطوارئ، وتجاهل تام للمعاناة). وأصدرت وزارة البيئة في وقت سابق، توضيحاً بشأن الأجواء التي شهدتها بغداد. وقال المتحدث باسم الوزارة لؤي المختار في تصريح أمس إن (ارتفاع نسبة التلوث في بغداد يعود الى الانبعاثات والدخان بسبب الظروف الجوية وظاهرة الانقلاب وانعكاس الحرارة)، وأشار إلى إن (الغازات والأدخنة الناجمة عن المصانع والمعامل وغيرها لا تستطيع اختراق طبقة الجو بسبب ارتفاع الحرارة في الطبقة العليا)، مبيناً إن (هذه الظاهرة تحدث في كل عام في مثل هذه الأجواء وحسب تغيرات درجات حرارة)، ومضى إلى القول إن (هذه ظاهرة مؤقتة تنتهي مع تغير الأجواء)، ولفت إلى إن (هناك أنشطة ملوثة غير مسيطر عليها في الأرض، حيث إن واقع مدينة بغداد مكتظة بالسكان فيها ربع سكان العراق مع المركبات والمولدات وأنشطة كثيرة موجودة بشكل دائم ومستمر لكن في الظروف الاعتيادية لا نشعر بها لأنها تتخفف وتذهب)، وأوضح المختار إن (الوزارة مستمرة في متابعة المخالفات، وهناك فرق موجودة ترصد المخالفات وتحاسب المخالفين)، وشدد على القول إن (مصدر هذه الروائح نتيجة تفاعل مجموعة انبعاثات مختلفة مع الغبار الموجود في الجو يولد رائحة مميزة، حيث تسمى هذه الظاهرة بشكل عام الضباب الدخاني، و‏كلما نقترب من منتصف النهار تنخفض هذه الظاهرة)، داعياً إلى (تجنب التعرض لهذا الضباب وفقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية ‏التي أكدت أنه عندما تكون نوعية الهواء في أحد البلدان سيئة فضرورة اللجوء إلى أماكن مغلقة قدر الإمكان، وترك المفتوحة للتقليل من التعرض الى الهواء المباشر). في وقت، كشف مجلس السرطان العراقي، عن تسجيل 46 ألفاً و390 إصابة بالسرطان خلال العام الماضي. وقال الأمين العام لمجلس السرطان تحسين الربيعي في تصريح أمس إن (البيانات خضعت لعمليات تدقيق مشتركة لضمان دقتها وشمولها لجميع مراكز التشخيص). من جانبه، أكد مسؤول السيطرة على السرطان في السليمانية محمد عبد الوهاب أمس إن (الإحصائيات الصادرة عن المجلس تُعد الأدق، كونها تمر بمراحل فرز تشمل استبعاد الحالات المكررة والمرضى المنتقلين بين المحافظات لتلقي العلاج).

 وبحسب الإحصائية، فإن عدد الإصابات المسجلة في عام 2024 بلغت نحو 46 ألفاً و390 حالة، مقارنة بـ43 ألفاً و62 إصابة في عام 2023، ما يشير إلى زيادة ملحوظة في تسجيل الحالات. وأوضحت البيانات إن (محافظة أربيل سجلت أعلى نسبة إصابات قياساً بعدد السكان، بواقع 147.8 إصابة لكل مئة ألف نسمة، تلتها كربلاء بـ132.8 إصابة، ثم بغداد بـ123.8 إصابة لكل مئة ألف نسمة)،

مشاركة