غضب الشارع
بزرت الحاجة إلى ظهور تجمعات سرية أو ما يعرف بالمافيا في القرن التاسع عشر عندما استولى السادة الإقطاعيون على ارض ومزارع الفقراء في مدينة صقلية فأصبح هؤلاء الفقراء مشردين في التلال وخارجين عن القانون وابو ان يكونوا عبيداً للاقطاعيين فشكلوا تجمعات شريفة لهم تأخذ حقوقهم من الإقطاعيين و المتنفذين مقابل الحماية لكن سرعان ما تطورت الى مافيا وأصبحت لها قوانينها وأحكامها ونفوذها حتى تحولت الى وباء عالمي يتحكم باقتصاد دول من تجارة المخدرات و الإتاوات والجبايات وغسيل الأموال والقتل وأصبح انضمام العضو فيها ان يكون قد قتل مره واحد في حياته . تعددت هذه المافيات وتوسعت في ارجاء العالم واشهرها في اليابان تسمى الياكوزا عدد اعضائها 150 الف عضو ودخلها 100 مليار دولار سنويا تشكلت بعد تفكك تنظيم الساموراي كانت الياكوزا لقب المهمشين وظلت مخلصة للتقاليد الاخلاقية اليابانية تقوم باعمال خيرية مختلفة لكنها عكس المافيات الاخرى فهي مافيا ذات قيم ومبادئ تحمي وتساعد المستضعفين والمظلومين ففي حرب العالمية الثانية ساعدت الناس المحتاجين ومنعت عمليات النهب والسلب و في اعصار تسونامي استخدمت كل طاقاتها من طائرات وسفن وسيارات ومروحيات لايصال المساعدات الى المتضررين وكان لهم دور في اغاثة الناس بعد الزلزال الذي ضرب خامس اكبر مدينة في اليابان عام .1995 العراق ما بعد 2003 اصبح تحت رحمة المافيات التي جاءت واستولت على الممتلكات والثروات وانهشت قواه وبناه التحتية وتقدر ثروة هذه المافيات بـ 900 مليار دولار يستطيع العراق العيش بها مدة تسعة سنوات دون ان يبيع لتر واحد من النفط لم نرى من هذه المليارات شيء سوى الكارتات والبطانيات في وقت الانتخابات بينما يعيش خمسة ملايين عراقي بين نازح و مشرد و لاجئ . اما حان لياكوزا العراق ان تكون لها ذرة من القيم الإنسانية والأخلاقية وان تحذوا حذو ياكوزا اليابان وان تناصر المستضعفين والمظلومين وما اكثرهم في بلاد , عليهم ان يغتنموا الفرصة وان يعيدوا الاموال التي نهبوها من العراق وان يبيضوا صفحتهم المسودة وان يفسحوا المجال لتشكيل حكومة انقاذ وطنية تخلص البلد من الازمات المتلاحقة قبل ان يطال عليهم غضب الشارع العراقي .
برزان حامد السرحان – بغداد