حسن النواب: كلام صريح
لستُ متأكِّداً من صحَّة هذه الرسالة التي كتبها ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي، لكنَّ سطورها تكشفُ بوضوح عن الطرف الثالث الذي مازال مُبهماً لدى الكثير؛ أضع أمامكم الرسالة المثيرة ولكم الحُكم أوَّلاً وأخيرا… المتحدث بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي (افيخاي ادرعي) يوجه رساله لسائق التك تك في بغداد: مرحباً سائق التٌكتٌك وأبطال البوبجي مراحب كثيرات، أنا أفيخاي، ضابطٌ في الجيش الإسرائيلي، شالوم يا صاحب المركبة النارية شالوم، أكتب لك من تل أبيب وأنا انظر من خلال التلفاز إلى ثورتك التي تقودها في العراق، أتأمل في التحدي الذي تتحدانا فيه منذ أيام، عزيزي سائق التكتك… نحن متفقان بأن الحراك الذي تقوده حراك وطنيٌ وصادق ونبيل، ولكن معذرة أيها الصغير، نحن كبار المنطقة، ونحن من يقرر شكل النظام الذي أنتم فيه، لقد فاجأتنا بهذه الانتفاضة، وأدخلتنا في دوَّامة، من أنت؟ ومن سمح لك باللعب مع الكبار؟ لحظة من فضلك “راك ريكه ريفكشاها”… لا أنكر أنك اتعبتنا في الأيام الماضيات، فقد شوهنا سمعتك ولم ينفع، قلنا أنك مندس ولم ينفع، نحن من يقف خلفك، السعودية، اميركا، المريخ ولم ينفع. قطعنا الإنترنيت، عطَّلنا الحياة ولم ينفع. نشرنا القناصة، قتلنا الشباب ولم ينفع، حرقنا الدوائر وافتعلنا اقتتالاً شيعياً ولم ينفع. ماذا تريد أيها المعاند؟ ولماذا إلى الآن أنصارك يحتشدون؟ حسناُ، سمعت أنك صرت أيقونة مميزة في العراق، قائد يظهر فجأة من أزقة الفقراء، كن على يقين، قالب الحكم الذي أنتم فيه لن نسمح لمخلوق بتغيره.عراق فاسد، ضعيف، هذا ما نريد، قادة، أقطاب، قواعد، مذاهب هذا ما صنعناه وتعبنا عليه، لا أجمل من هكذا عراق نحلُم، ولا أفضل من هكذا عراق نُريد، فمن أنت حتى تريد التغيير؟ ها؟ من أنت؟.. أنت مجرد خردة وسكراب! سنسحقك يامسعف الضحايا، سنكنسك يا ناقل الجرحى، سنمحيك يا تكسي الفقراء، وسنقص جناحك ياعنقاء العراق. وأمرك لا أسهل منه، سنوعز لدولتك بعد أن تهدأ الأمور بإزالتك، سنقول لهم إنَّ وجوده ظاهرة غير حضارية، تلوث البيئة وتسبب الازدحام؟ هكذا بكل سهولة، فلا يُعقل أنْ يظهر لنا قائد جديد بعد كل هذا التعب والسهر والسنين. ولكن، نسيت أنْ أسألك… فنحن اليهود نتعلم من كل شيء؟ هل أنت فعلاً مجرد فقير وبائس ومسكين؟ نحن لا نصدق!، كيف تقف بوجه الرصاص بهكذا شجاعة، كيف تناور رجالات الأمن بهكذا تكتيك؟ كيف تتخطى المسيل للدموع من دون اختناق؟ ها، كيف؟ هنا في فلسطين، أسطوانة واحدة كفيلة بتفريقهم على شكل زرازير؟! لهذا أخبرني، من دربك؟ من أي كلية عسكرية تخرجت حتى صرت بهذا الذكاء من الكر والفر والمناورة؟ في أي كلية طب تعلمت حتى صرت مسعفاً ومنقذاً للمصابين والجرحى؟! قل؟ هل تريد أنْ أصدق أنك مجرد تكتك بائس وفقير؟ تصطفون على شكل رتل مستقيم ثم تتفرقون بجهات شتى؟ يالهذه الخطة؟ أنا لا أصدق، وعلى اليهود لا تنطلي هذه الألاعيب؛ شالوم مرة ثانية،عليك أنْ تعلم أنَّ وجودك صار مربكاً، وأنصارك الذين يلتفوا حولك صاروا مشكلة، نحن نعرف أبجديات المقاومة وخطط القادة والثائرين، إلاّ أنت؟، قصتك لا زالت غامضة؟! فوجودك مفاجأة كبرى، وقوتك لا يستهان بها وأنت تملك جيشاً شرساً من هذا الجيل.. كلمة أخيرة وصادقة رغم كل ما ورد أعلاه.. أنا معجبٌ بك؟!
قد تكون الرسالة من تجلّيات كاتب لعين؛ لكنّها في كل الأحول تشير إلى اعتراف إسرائيل بشجاعة سائق التكتك؛ وتتمنَّى لو تذبحهُ على قبَّة الصخرة؟