غزة تعيد للشعوب كرامتها – طالب قاسم الشمري

غزة تعيد للشعوب كرامتها – طالب قاسم الشمري

تستحق الحياة ان تدافع عنها من اجل ان تبقى حياة حقيقية يحافظ فيها الناس على امنهم وارزاقهم وكرامتهم وحريتهم في التعبير وان الوطن والارض  والكرامة كلها  تستحق الدفاع عنها  والفلسطنين ومقاومتهم استطاعت ان تعطي لتجار الموت دروسا في التضحية والفداء  ومنذ زمن وامتنا العربية والاسلامية  والعالم اجمع  بامس الحاجة لاعادة دروس التضحية .

ما قدمته امتنا العربية والاسلامية من دروس وعبر  اثبتت فيها للعالم باستطاعة هذه الامة ان  تتجدد وتبقى  رغم التحديات والازمات والكوارث التي تمر بها وما يجري اليوم في غزه هو احد اهم الدروس التي تقدمها الامة  والمتمثل بما تقدمه المقاومة العربية الفلسطنية في غزة  لتجار الموت امام ضمير العالم  الذي يحتضر   عندما تحضر القضية الفلسطنيه وحقوق الشعب العربي الفلسطيني الذي يذكر العالم اليوم في طوفان الاقصى بكوارث   هيروشيما وفيتنام وأفغانستان والعراق وحشود الموت والوحشية وهى تقتحم البيوت وتهدم المدارس والمستشفيات ودور العبادة ..

عصر الهمجية يحتاج إلى ثورة فى الضمائر تعيد الحياة للحياة، ويبدو أن غزة دفعت الثمن مقدما لعل العالم يفيق ويعيد للحياة جلالها، ويعيد للشعوب كرامتها وطهارة أرضها من  تجار الموت الذين  يواجهون اليوم مصيرهم وعقابهم على ايدي المقاومة الفلسطنية الباسلة  من أجل حياة أكثر إنسانية ورحمه  لان الهمجية الصهيونية  ومن ورائهم واشنطن وحلفائهم وعملائهم  يجــــــــسدون وحشيتهم  وهمجـــــيتهم  ضاربين عرض الحائط  ما يتغنون به من مدنية ودمقراطية وحقوق الانسان والقوانين الدولية  وهم يستغلون ويستخدمون  التكنولوجيا التى كان ينبغى أن تكون مصدر أمن واستقرار وسعادة بعد ان  حولوها  إلى وسيلة قتل ودمار .. الإنسان الذى عاش يحلم بحياة أكثر إنسانية ورحمة الانسان الذي  يواجه الآن واقعا جديدا فى غزة.

تتحدى عالم الموت

مدينة الصمود والمقاومة غزة ا تتحدى عالم الموت والقهر والطغيان .. ورغم أن العالم اجتمع على تدميرها وقتل شعبها اطفال ونساء وشيوخ وشباب  ، وإسرائيل تضرب عرض الحائط بكل القرارات الدولية وقوانين وشرائع حقوق الانسان  وهي تضاعف  مجازرها وغاراتها على مستشفيات ومدارس الأونروا بغزة التى يتحصن بها النازحون، وبينما شلالات دم الشهداء يتوالى نزيفها و البترول العربى يتدفق على الولايات المتحدة وأوروبا، والعالم والشعوب الحره فيه تقول اليوم كلماتها من خلال خروج  الجماهير في جميع دول العالم وامام البيت الابيض لشجب  العدوان النازي الصهيوني الاسرائيلي على غزه  وامام كل هذه الادانات العالمية في الامم المتحده ومجلس الامن ومنظمات حقوق الانسان  من اجل  إيقاف العقاب الجماعى باعتباره انتهاكا للقانون الدولى والإنساني، والتحذيرات من امتداد الصراع للمنطقة كلها، وجاءت الكثير من التصريحات لبعض القادة والساسه العالمين لادانة   أمريكا كشريك أساسى فيما يرتكبه الكيان الصهيونى من جرائم وإفشال دور المنظمات الدولية، وكذا الدول الغربية  وفى مقدمتها بريطانيا المسئولة عن أكبر جرائم العصر بزراعة الكيان الاستيطانى فى أرض فلسطين.

الصمت المريب

يتواصل الصمت المريب شريك   الكيان الصهيوني و ما صدر من قرارات دولية لقيام دولة فلسطينية مستقلة فى مجمل الأراضى التى احتلت بعد 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .. ترى كم من آلاف المرات كتبت هذه العبارات والنداءات وما من مستجيب والعالم الحر والشعوب الحره تستعرض اليوم في مسيراتها وتظاهراتها  الجرائم التى ترتكب فى غزة والصمت يطبق على  على مجلس الأمن وعلى الجمعية العامة للأمم المتحدة امام ما يحدث  من كوارث وجرائم حرب في غزه  كلنا نتذكر ما قدمه وعرضه نيتانياهو  ومن على منبر الامم المتحده ا خريطة سماها الشرق الأوسط الجديد وألغى فيها وجود دولة للفلسطينيين!!

ولم يتحرك أحد معترضا، هل لم يستمع هذا العالم الأصم لتصريحات رؤساء بعثات طبية أجنبية ومنها البعثة النرويجية، وهو ينفى ان تكون المقاومة قد استخدمت المستشفيات أثناء وجوده منذ 15 عاما؟

ألم يشهدوا ما حكته طبيبة أجنبية من بين دموعها عما وصلها من زملاء لها يعملون فى غزة عن ما يحدث من مشاهد الجثث الممزقة للأطفال والكبار والمرضى بعد ان تحولت غزة كما وصفوها إلى مقبرة ضخمة، او جهنم يدفن ويحترق فيها من تبقى من سكانها وهم ينزحون من الشمال للجنوب والجميع يعلم ان المخطط الصهيوني يرسم لابتلاع فلسطين كلها   والعديد من الدول الــــــعربية التي تحيط بها  وغازهم وبــــــترولهم   يذهب لمن يدعموا الدولة اليـــــــهودية  اليوم تتحمل الدول العربية  والاسلامية والاسلامية مســـــــؤولياتها في تعزيز وبناء .عودة وحدة الصف الفلسطينى وانضمام القطاع للضفة الــــــغربية لإعلان الدولة المحررة بإرادة شعبها ومقاومتها؟

الم يحن الوقت  لا تخاذ قرارات المقاطعة التجارية  الكاملة للكيان الصهيوني  الإرهابى ممن يتعامل معهم من الدول العربية والاسلاميه وهي كثيرة مع ايقاف التطبيع  بجميع اشكاله  مع قتلة ومصاصى دماء أخوانهم فى فلسطين خاصة بعد ما فعلته المقاومة من كسر أنف وغرور واستقواء العدو الصهيونى وكشف أوجه القصور فى أنظمته الدفاعية والمخابراتية اليوم يتوجب على جميع الدول العــــــربية والاسلامية  استحضار جميع قرارات القمم العربية التي تخص القضية الفلسطنية واحيائها   وتفعـــــــــــــــيلها  دون ان تمر ان اهمال هذه القرارات ونسيانها ونسيان القضية العربية المركزية   والتطبيع هو من اوحا للكيان الصهيوني  وجعل هذا الكيان يتوهم انه يستطيع تنفيذ كل قراراته الاثمة والشيطانية.

 و العدوانيه بسلام وبسهولة وطمانينه ان ما يرتكب في غزة المقاومة لا يقوى العقل على تصديقه  بينما تقف الأمة مستسلمة لاطماع وممارسات  ومجازر الصهاينه   في غزة  وهي عاجزه عن  تحقيق ابسط مستلزمات وضع نهاية لهذه المجازر في غزه   وأرقام الشهداء  يصعب السكون عليها  ولا نستمع  غير  (وجوب أن تلتزم إسرائيل بسلامة المدنيين)، وادخال المساعدات وايقاف الحرب شعارات وكلام بعيد ان تحقيق منجز ملموس في الميدان امام  دولة الكيان الصهيوني الذي  يوغل  ولا وجود حقيقي للدول العربية والاسلامية في ميدان المعارك   سوى التصريحات  والمؤتمرات  بعد ان صاروا متناقضين مع بعضهم احيانا   امام جرائم الكيان الصهيوني ناهيك عن بعض العواصم العربية التي تضايق المتظاهرين الذين يخرجون للتنديد بجرائم ومجازر الكيان الصهيوني  وبعض الاخر يغازل هذا  الكيان وينتقد موقف الشعب العربي الفلسطيني ومقاومته  في الدفاع عن ارضه ووجوده وحقه في الحياة.

مشاركة