غاليان على قلبي

غاليان على قلبي

نعمة من الله العزيز ان يكون لنا اب وام ،ونعمة اكبر ان كانا صالحين ويهبانا بعض ما لديهما من حب وعطف ، فكيف ان كان كله !موضوع مر على خاطري عندما سمعتها تشكو من والدها الذي يريدها ان تترك دراستها وتتفرغ لتساعد زوجته في اعمال المنزل والتي بدورها تعمل بكل طاقتها لتزويجها والتخلص منها بالرغم من ضعفها ورقتها ..  واخرى تشتكي من الاب الذي يقضي نهاره خارجا فلا يدري ماتفعل بناته .. فحمدت الله على ان لي والدين يرعاني رغم كبري فقد عرفتهما منذ نعومة اظافري اما حنون غمرتنا حبا وحنانا، وابا عطوف متفهما مهتما بشؤوننا مذ كنا صغارا وحتى الان لم ينقص مقدار ذرة ،على الرغم من اننا كبرنا  وتزوجنا واصبح لكل منا اسرة صغيرة ، الاانهما يزدادان حرصا واهتماما  بنا وباطفالنا فلااهمية لمشاغل الحياة ولاللمادة ايضا ،بل  يشجعاننا على اكمال دراستنا لنيل الشهادات العليا ويحثاننا على ان نكون حريصين كل الحرص في عملنا ووظيفتنا حتى لايحصل خطأ ما اونسمع كلمة قد تجرح مشاعرنا مازالت امي (الحريصة دائما( تنبهنا على اشياء قد تبدو صغيرة لنا لكن لها تأثيرا كبيرا في تربية صغارنا وسلوكياتهم داخل البيت و خارجه وتعلمنا كيف نعمل على تحقيق الاستقرارفي حياتنا الزوجية وكيف ان علينا ان نتغاضى ،في بعض الاحيان، عما قد يشوش صفو حياتنا .اما ابي فقد كان يوجهنا بطريقة غير مباشرة اذكر انني عندما اصبحت في مرحلة المتوسطة)المراهقة( لم نكن نفهم حينها تلك التغييرات التي تصيبنا والاحاسيس والمشاعر الجياشة التي تغمرنا ونحن في مرحلة النضج كان دائما يقول ” حبيبتي هناك مثل يقول : لاتربط الجرباءَ حول الصحيحة ،خوفا على تلك الصحيحة ..تََََجَربُ ” اي انه كان يحثني على اختيار الصديقة الجيدة والتي اخلاقها مثل اخلاقي كي لا تسحبني الى الطريق الخطأ.

وهنا نتساءل :اين هي رقابة الوالدين الان؟  اين الجلوس مع البنت والولد والتحدث اليهما ونصحهما خاصة بعد انتشار الهاتف المحمول والانترنت والقنوات الفضائية والمسلسلات الاجنبية والاغاني الفضائحية ووو…هذا الجيل بحاجة الى الرقابة اكثر من ذي قبل الفتيات والاولاد على حد سواء لكن اسلوب الضرب والحبس والمنع والصياح غير مجد، بل السماع منهم ونصحهم بالحسنى لان العنف يولد العناد وهذا شيء معروف ومثلما يقول اخواننا المصريين )اذا كبر ابنك .. خاويه( اي تقرَب منه وكن له اخا وصديقا ناصحا وكاتما لاسراره. وهنا اسمحوا لي ان اوجه تحية طيبة لوالدي الغاليان  :

امي الحبيبة وابي العزيز الغالي : كنتما دائما ذخرا لنا ودافعا لنبذل كل مالدينا كي نرضيكما ونجعلكما تعتزان بنا فتميزنا في الدراسة وفي الوظيفة حتى ان من حولنا يدعون لكما بالرحمة لطيب تعاملنا ورفعة اخلاقنا )في هذا الزمان( ماذا اقول وكل مااقوله قليل في حقكما ومهما فعلنا لخدمتكما هو قليل مقابل كل ما بذلتماه لاسعادنا ولجعلنا اشخاصا ناجحين فلا نملك سوى دعوانا:”اللهم ارحمهما كما ربيانا صغارا “

زينة عبد القادر منصور

مشاركة