غالبية البريطانيين تعارض العمل العسكري ضد سوريا
كاميرون يدعم تصويت الكونغرس.. وهيغ الحلفاء يقلقهم موقف المعارضة البريطانية من ضرب سوريا
لندن ــ الزمان
قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج امس إن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية تشعر بالقلق بشأن قرار حزب العمال البريطاني المعارض التصويت بلا على اقتراح للحكومة كان يمكن أن يمهد الطريق لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا. وقال هيج لشبكة تلفزيون سكاي هناك بعض المخاوف الخطيرة في عواصم أخرى ليس فقط في المحيط الأطلسي بل في عواصم أوربية بشأن الموقف الذي اتخذه حزب العمال وهو التصويت برفض اقتراح حكومي بشأن سوريا .
من جانبه قدّم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، دعمه وتأييده لموقف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، دعوة الكونغرس للتصويت على العمل العسكري ضد سوريا، فيما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير، أن الصراع في سوريا يمثل عاملاً حاسماً لأمن بلاده. وكتب كاميرون في حسابه الشخصي على موقع تويتر إنه يتفهم ويدعم موقف أوباما حيال سوريا ، بعد اعلانه أمس السبت أنه سيطلب من الكونغرس التصويت على العمل العسكري رداً على الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق.
وفي موازاة ذلك، اعتبر بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، أن الصراع في سوريا يمثل عاملاً حاسماً لأمننا ، داعياً بريطانيا إلى ضرورة اتخاذ موقف عاجلاً أم آجلاً .
وكتب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بمقال في صحيفة صندي تايمز أن تصويت مجلس العموم البرلمان الخميس الماضي ضد العمل العسكري في سوريا يمكن فهمه بالنظر إلى أن التدخل في العراق وأفغانستان كان أكثر صعوبة وخطورة مما توقعنا، على الرغم من أن التصويت شكّل صدمة . وقال إن الناس تخشى من أننا سنقع في مستنقع بنهاية المطاف في سوريا، غير أن الصراع الدائر فيها يمثل عاملاً حاسماً لأمننا يملي على بريطانيا أن تتخذ موقفاً عاجلاً أم آجلاً . وأضاف بلير التدخل يمكن أن يكون غير مؤكد ومكلف ودموي، لكن التاريخ علمنا أيضاً أن التقاعس عن العمل يمكن أن يسبب كارثة . غالبية البريطانيين تعارض العمل العسكري ضد سوريا . من جانب آخر أظهر استطلاع جديد للرأي امس أن غالبية البريطانيين تعارض العمل العسكري ضد سوريا، بعد تصويت برلمان بلادهم على اقتراح تقدمت به الحكومة يجيز مشاركتها في عمل عسكري هناك لأسباب انسانية. وقال الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة أبنيوم لصحيفة أوبزيرفر ، إن 60 من البريطانيين عارضوا اشراك قوات بلادهم في أي عمل عسكري ضد سوريا، على ضوء مستوى الأدلة حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية من قبل النظام السوري في ريف دمشق، فيما أيّد هذا التوجه 24 منهم. وأضاف أن 50 من ناخبي حزب المحافظين الحاكم و59 من ناخبي حزب العمال المعارض، عارضوا العمل العسكري ضد سوريا، في حين أيده 34 و24 من ناخبي الحزبين على التوالي. وأشار الاستطلاع إلى أن ناخبي حزب الديمقراطيين الأحرار، الشريك الأصغر في الحكومة الائتلافية البريطانية، كانوا الأكثر انقساماً في المواقف بين الأحزاب الرئيسية الثلاثة، وأيّد 50 منهم العمل العسكري ضد سوريا وعارضه 36 . ووجد أن الرجال البريطانيين كانوا أكثر تأييداً للتدخل العسكري في سوريا بالمقارنة مع نساء بلادهم، وبمعدل 27 مقابل 22 . وقال الاستطلاع إن 71 من الناخبين البريطانيين أكدوا بأن العمليات العسكرية في ليبيا وأفغانستان والعراق جعلتهم أقل احتمالاً لدعم تدخل بلادهم في الخارج، بينهم 47 من ناخبي حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أقروا بأن هذه التدخلات جعلتهم أقل دعماً للعمل العسكري ضد سوريا، و17 أكثر دعماً. وأضاف أن 58 من ناخبي حزب العمال و50 من ناخبي حزب الديمقراطيين الأحرار، أكدوا بأنهم اصبحوا أقل دعماً للعمل العسكري ضد سوريا بسبب تدخل بلادهم سابقاً في أفغانستان والعراق وليبيا.
وفي موازاة ذلك، أظهر استطلاع آخر للرأي أن اجرته مؤسسة سورفيشن لصحيفة ميل أون صندي أن 65 من البريطانيين عارضوا مشاركة بلادهم في أي غارات جوية ضد سوريا، فيما أيّد هذا التوجه 19 منهم فقط.
وقال إن 41 من الناخبين البريطانيين أن قضية سوريا أضرّت بموقف رئيس وزراء بلادهم، ديفيد كاميرون، على الساحة العالمية، بالمقارنة مع 38 منهم يعتقدون أنها لم تحدث أي فرق، و7 أنها عززت هذا الاعتقاد.
وأضاف الاستطلاع أن واحداً من كل ثلاثة ناخبين بريطانيين يعتقد أن تصويت البرلمان ضد التدخل العسكري في سوريا أضرّ بالعلاقة الخاصة بين لندن وواشنطن، بالمقارنة مع نحو 50 منهم يرون أن هذا التصويت لم يحدث أي تأثير على هذه العلاقة.
ووجد أن 43 من الناخبين البريطانيين يرون أن التصويت ضد العمل العسكري في سوريا عزز سمعة برلمان بلادهم بعد فضيحة اساءة النواب استخدام مخصصاتهم البرلمانية، في حين يعتقد 23 منهم أن هذا التصويت أضرّ بسمعة البرلمان.
AZP02